اذا وجدت انسانا اجمع الناس على محبته فالامر صحيح ، واذا كان هذا الحب والتقدير فى كافة المجالات فان الامر يستحق الكتابة عنه لابراز القدوة فى وقت اختلطت فيه الموازين
فور وفاة اللواء عبد السلام المحجوب رحمه الله خيم الحزن على الجميع ..من اعلى المواقع الرسمية الى المواطن العادى البسيط ، وهو ما طرح السؤال كيف ياتى الاجماع رغم ما هو معروف من تباين الاراء بل احيانا نجد من يخالفوا من باب العناد ؟
السر تجده فى مفتاح شخصية اللواء المحجوب والذى تلخص فى جملة واحة ” عظيم فى بساطته بسيط فى عظمته ”
اقترب المواطن البسيط من اللواء المحجوب عندما شاهده فى العمل الميدانى يستمع له بابتسامته الحالمة التى تميز بها والتى تكشف عن قلب طيب .. ولحسن الحظ ان المحجوب تولى محافظا لمحافظتين لهما خصائص ثفافية وحضارية
فمحافظة الاسماعيلية ربما تكون من اصغر المحافظات مساحة وسكان ، لكنها اجملها هدوءا وجمالا وبهجة ، مساكن هيئة القناة مازالت تحمل رونق المعمار الهادى البسيط والذى تحيطة الاشجار والورد ، وبدوره انتقل الى المواطنين وانطبع على سلوكهم
والاسكندرية رغم انها تضم كافة الطبقات السكانية الا انها تمتلك اكثر صور الجمال التى تتعانق مع الامواج فصارت ملاذا للمصيفيين واكثر حبا فى الشتاء
تفاعل اللواء المحجوب هنا وهناك فكان بين المثقفين كما كان مع الام وامال البسطاء .. ومن هنا اطلقوا عليه لقب المحبوب على اسمه على المستوى الوطنى كان هذا الهدوء الذى يغطى شخصية اللواء المحجوب يمثل مقاتلا يخوض حربا غير معلنة دفاعا عن الامة بكافة مدلولاتها .. دفاع عن مصر، وعن العروبة ، وعن فلسطين والتى تمثل بؤرة الصراع مع العدو الرئيسى والثابت وهو العدو الاسرائيلى
عمل اللواء المحجوب فى المخابرات واكتسب سمعة طيبة لم يمسها سوء .. اشرف على تدريب ابطال خاضوا اخطر المعارك فى اعماق الامن القومى للعدو وكان من بينها معارك الحفار وشخصيات جمعة الشوان واشرف مروان
واذا كانت طبيعة عمل المخابرات لا تظهر كل الملفات فمن المؤكد مع هذا السياق لشخصية اللواء المحجوب فان هناك ما هو اخطر خاصة مع وجود بؤر ملتهبة من وقت لاخر وفى اماكن مختلفة من بينها ليبيا والجزائر وسوريا والعراق وغيرهم تحتاج الى عازف سيمفونى موهوب وعبقرى يعمل فى هدوء اعصاب وبصيرة ثاقبة ، ولا ننسى عبقرية عودة الرئيس مبارك من اثيوبيا اثناء محاولة اغتياله ، وبالقطع الاختلاف على مبارك او عهده لا يعنى عدم الحفاظ عليه وقت الحادث لانه يمثل رمزا للدولة فحافظ المحجوب على امنه وهو جزء من امن مصر
فى المعركة الاخيرة رد اللواء المحجوب على من انساقوا حول ما يروجه العدو الاسرائيلى حتى يجدوا ما يردوا به على فضيحتهم باختراق البطل راففت الهجان او رفعت الهجان لاعماق امنهم القومي
فاكد اللواء المحجوب ان أشرف مروان كان جاسوسا لصالح مصر ، ولم يكن يوما جاسوسا لاسرائيل وأقسم أنه ” وطنى ” ..وان السادات أستخدمه كطعم أبتلعه اليهود .. وأنه – أى اللواء المحجوب – هو الذى تولى تدريبه داخل رئاسة الجمهورية فى سرية تامه ، ولم يكن يعلم بالمهمة سوى الرئيس وعبد القادر حاتم فقط الذى ذكر نفس التفاصيل فى كتابه ” الاعلام والخداع الاستراتيجى ”
الحديث عن اللواء المحجوب رحمه الله شيقا لا تتسع له مساحة الصفحات وان كانت حفظته صفحات القلوب .
فهل عرفتم لماذا كان الاجماع على اسم المحبوب ؟