عبدالعزيز محسن
تسود حالة من القلق أوساط العلماء حالياً بسبب توقعات بحدوث عاصفة شمسية قد تكون قوية وتؤدي إلى أضرار بالغة على كوكب الأرض، تطال الإنسان والحيوان وكافة الكائنات، فضلاً عن أنها في أحسن أحوالها قد تؤدي إلى تعطيل كامل للتكنولوجيا الحديثة على كوكب الأرض، مما يعني أن الحياة ستتعطل والاقتصاد سوف يواجه شللاً في حال حدثت.
ونقلت جريدة «دايلي إكسبريس» البريطانية عن أحد الباحثين تحذيره من أن العواصف الشمسية يمكن أن تطلق كميات هائلة من الإشعاع الذي لا يمكن أن يؤثر فقط على تكنولوجيا الأرض ولكن أيضا على الحمض النووي للكائنات الحية بمن فيهم البشر.
ويقول العلماء إنه في كثير من الأحيان تطلق الشمس توهجا شمسيا يقذف بدوره الطاقة في الفضاء، ويمكن لبعض هذه التوهجات الشمسية أن تضرب الأرض، لكنها في الغالب تكون غير ضارة لكوكبنا.
ومع ذلك، يمكن للشمس أيضا إطلاق توهجات شمسية قوية جدا يمكنها شل التكنولوجيا على الأرض بشكل كامل، بحسب تحذيرات الباحثين.
وكشفت الدراسات السابقة أن الشمس تطلق شعلة شمسية شديدة كل 25 عاما في المتوسط، وكان آخرها قد ضرب الأرض في عام 1989.
وشهدت تلك العاصفة انقطاع التيار الكهربائي في مقاطعة كيبيك بكندا، حيث يمكن للصخور على الأرض أن تحمل الطاقة الزائدة من الدرع المغناطيسي وتحرثها في الشبكة الوطنية.
وعلاوة على ذلك، يمكن لعاصفة شمسية شديدة أن تسقط أنظمة الأقمار الصناعية، حيث يمكن أن يؤدي قصف الجسيمات الشمسية إلى توسيع الغلاف المغناطيسي للأرض، ما يجعل من الصعب اختراق إشارات الأقمار الصناعية.
ومؤخراً حذر أحد الخبراء من أن طقس الفضاء وقصف الإشعاع يمكن أن يؤثر على الحمض النووي للبشر، حيث يمكن للإشعاع أن يكسر الحمض النووي ما قد يؤدي في النهاية إلى مشاكل مثل السرطان، بحسب ما نقلت جريدة «دايلي إكسبريس».
وقال رامي قهوجي، أستاذ الحوسبة المرئية في جامعة «برادفورد» البريطانية إنه «يمكن للإشعاع أن يؤثر أيضا على التكنولوجيا والأشخاص. وخلال عواصف الإشعاع الشمسي القوية، يمكن للبروتونات النشطة أن تدمر الدوائر الإلكترونية داخل الأقمار الصناعية والحمض النووي البيولوجي لرواد الفضاء. إن الركاب وأفراد الطاقم الذين يحلقون فوق القطب الشمالي سيتعرضون للإشعاع المتزايد. ويمكن لهذه العواصف الإشعاعية أن تخلق أخطاء تجعل عمليات الملاحة صعبة للغاية. ويمكن للبروتونات النشطة أيضا أن تؤيّن الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي، ما يخلق طبقة من الإلكترونات الحرة».
وأضاف: «يمكن لهذه الطبقة امتصاص موجات الراديو عالية التردد، مما يتسبب في انقطاع الاتصالات عالية التردد، والمعروفة أيضا باسم راديو الموجة القصيرة. ومع اعتمادنا المتزايد على التكنولوجيا، فإن التنبؤ بالطقس في الفضاء أمر بالغ الأهمية».
وقال بيان صادر عن جامعة برادفورد، إن الأستاذ قهوجي اخترع «نظاما تستخدمه وكالة ناسا منذ عام 2011 لتحليل أحدث صور الأقمار الصناعية وبيانات البقع الشمسية للتنبؤ بالانفجارات الشمسية».
ويُعرف النظام باسم التنبؤ الآلي للنشاط الشمسي «ASAP» ويمكنه إصدار أحكام سريعة حول ما إذا كانت العاصفة الشمسية واردة.
وتابع البروفيسور قهوجي: «إن فهم تعقيد البقع الشمسية سيساعدنا على التنبؤ بما إذا كان من الممكن حدوث توهجات شمسية كبيرة. طورت أنا وزملائي نظام كمبيوتر في الوقت الفعلي يستخدم معالجة الصور وتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتحليل بيانات الأقمار الصناعية الشمسية. ويساعد هذا في التنبؤ باحتمالية حدوث توهجات شمسية خلال الـ 24 ساعة المقبلة».
التعليقات