عصام عبدالحميد
نستكمل حديثنا فى هذا المقال عن عمل المرأة المصرية فى الزراعة والإنتاج الريفى، ليس ظاهرة حديثه بل هو عمود أساسى فى حضارة مصر القديمة التى نشأت على ضفاف النيل بعد أن عرفت مصر الزراعة وزرع أراضيها رجالها ونساؤها ومازالت تواصل رسالة جداتها فى العطاء ولاتجنى سوى الحرمان بداية من الحرمان من الحماية القانونية وحتى حماية حقها فى الحياة مروراً بالحرمان من التعليم والعلاج والحق فى الأجر العادل ويبدأ القهر والتمييز ضد المرأة الريفية سنوات طفولتها فهى تخرج للعمل فى الحقوق منذ سن 6 سنوات مما أدى إلى أن تصل نسبة تهربهن من المدارس إلى 25% من البنات اللواتى يصلن الصف الرابع الإبتدائى وتتفاقم الأمية بين العاملات الزراعيات فتصل إلى المرحلة العمرية من سن 15 إلى 49 أى 40% من إجمالى الأميين على مستوى مصر وتصل إلى 71% من إجمالى كل المراحل العمرية من سن دخول المدارس وحتى 65 سنة، وفى الصعيد تصل الأمية بين العاملات الزراعيات لصالح الذكور وتعانى المرأة من تبعات الجهد الملقى على عاتقها حيث تقوم بنحو 70% من مراحل العملية الزراعية من بذر البذور وتنظيف الأرض من الحشاش ومقاومة الأفات وتسميد الأرض وجنى المحصول وتعبئته وحملة على سيارات النقل وحفظه، هذه العمليات تعرضها للإصابة بالأمراض الناتجه عن الأعمال التى تقوم بها حيث ينتشر بينهن الإصابة بالإنزلاق الغضروفى وخشونة الركب وآلام الرأس ـ دون معرفة أسبابها ـ والتسمم نتيجة استخدام المبيدات الحشرية دون أدنى إرشادات زراعية عن الطريقة الآمنه ولا الكمية، كما يصبن بسرطان الجلد من استخدام المواد الكيماوية فى التسميد والمواد المعدله وراثياً والهرمونات لسرعة الإنضاج وللتهجن خاصة فى الزراعات التصديرية كالفاكهة والخضراوات ودون إرشاد زراعى أيضاً، ويصبن بأمراض الصدر من إستنشاق المواد الكيماوية والأتربة والغبار الناتج عن عمليات درس الأرز والقمح وفرك وفرز الخضراوات المعده للتجفيف مثل الشيح والملوخية كما يصبن بالسل الرئوى خاصة العاملات فى مزارع إنتاج الزهور العطرية ـ الياسمين ـ كما يصبن نتيجة التلوث من عمليات تطهير المصارف والحظائر بأمراض الكبد والبلهارسيا وأمراض الكلى والعلاج المتاح لهذه الأمراض كما هو معروف منذ عشرات السنين هو العلاج الشعبى المتمثل فى كوب يانسون أو شيح أو ليمون دافىء.
ووفقاً لتقرير وضع المرأة الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فإن 85% من الريفيات يطلبن العلاج الصيدلى و19% يذهبن للوحده الصحية إن كانت قريبة فهل هذا معقول ياحكومة وأنت فين ياوزير الصحة…!!.