كتب- أسامة خليل 

في قصة لا مثيل لها، برز إرنستو كابينغا، الرجل التنزاني، كنموذج فريد لعائلة مترابطة تشبه قرية صغيرة قائمة بذاتها.

بدأت رحلة العائلة في عام 1961 حين تزوج كابينغا لأول مرة، إثر إصرار والده على توسيع العشيرة.

ومنذ ذلك الحين، توالت زيجاته حتى بلغ عددها ذروتها بـ 20 زوجة، ليستقر فيما بعد على 16 زوجة فقط. ونتيجة لهذه الزيجات المتعددة، نشأت عائلة ضخمة تضم 104 أولاد و144 حفيدًا.

كل زوجة تقيم حاليًا في منزل مستقل داخل هذا التجمع العائلي، حيث تُسهم أبناؤها وأحفادها في إنجاز المهام المنزلية والزراعية. ويعتمد أفراد العائلة على زراعة المحاصيل الأساسية مثل الذرة والفاصوليا والموز، حيث يتم استهلاك جزء من الإنتاج وتسويق الباقي لتلبية الاحتياجات اليومية.

وفي حديثه، أوضح كابينغا فلسفته في إدارة شؤون الأسرة قائلاً: “لكل فرد دور محدد؛ نزرع ونعيش معًا، ونتشارك في تأمين الغذاء والضروريات عبر الزراعة والتعاون.

ورغم كبر حجم العائلة، فإن الخلافات نادرة بفضل الحوار الصريح والتشاور المستمر بين الزوجات.

كما أشار إلى أن الذاكرة قد تخونه في تذكر أسماء جميع أفراد العائلة، إذ يظل محتفظًا بذاكرة حوالي 50 اسمًا، بينما يتعرف على الآخرين من خلال وجوههم المميزة.

هذا السرد يكشف عن جانب من ثقافة الحياة الجماعية في تنزانيا، حيث تُعتبر الروابط العائلية والصداقة حجر الزاوية في مواجهة تحديات الحياة اليومية.