كتب عمر أشرف دنيا
إن تلك الظاهرة البغيضة التي يتزايد انتشارها في العالم العربي والإسلامي وتتفاقم خطورتها مع مرور الأيام ، وتهدد ما تبقى من مساحات الصلاح والأخلاق في المجتمع ، ولا يقتصر تهديدها على طائفة دون أخرى فهي تهدد الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل ، إن تلك الظاهرة البغيضة تخالف الفطرة والشرع وتقاليد وأعرف الناس ، وتتعدد صور الايذاء المجتمعي ولكن يظل أكثرها ضرراً بالمجتمع تلك الأفراح (الأطراح) التي تقام في الشوارع العامة ويتمثل أذاها ، تارة في تعطل مصالح الناس ، وتارة أخرى بالأصوات التي تصم الآذان ، المنبثقة من المعدات الموسيقية في الأفراح ، وتارة أخرى بالمسكرات ، وتارة أخرى بالراقصات ، وتارة بالاختلاط الغير محتشم بين الرجال والنساء ، ولكني بأفراح المسلمين قد تحولت إلى مرتع للفسق والفجور والخبائث ، وأيضاً من صور الإيذاء المجتمعي الأفلام والمسلسلات التي أصبحت اليوم خطرًا يعصف بأخلاق المجتمع وفكره؛ فتجد جل الأفلام والمسلسلات اليوم ليس لها هدف إلا تزيين صورة أهل الخبث والفجور فلا مشكلة عند القائمين على تلك الأفلام والمسلسلات من نشر مقاطع للنساء يخلعن أكثر مما يلبسن ، ولا مشكلة في تقبيل الرجال النساء ، ولا مشكلة في أن يكون نجم الفلم شارب للخمر والمخدرات أو يعلم الناس اللصية والبلطجة والتبرج والتسيب ، وعلى الجانب الآخر تجد من يعد تلك الأفلام أيضاً يحاول جاهداً من أجل إسقاط سمت التدين ورجاله من خلال تشويه صورتهم ، فلا تجد دور المتدين ولا الشيخ في فلم من الأفلام إلا من أهل التفجيرات والإرهاب والتآمر على الوطن ، وتجدهم كذلك يظهرون لنا أهل التدين واللحى على أنهم مخادعون يستخدمون عباءة الدين من أجل النصب والسرقة وأكل أموال الناس باسم الدين ، ولا تجد المنتقبة ولا المحجبة في أفلامنا إلا منعزلة ، ومريضة نفسياً ، متخلفة عن نساء عصرها ، ولكني بالقائمين على تلك الأفلام والمسلسلات قد اتفقوا مع الأعداء على تشوية صورة ديننا ففعلوا ما يريد الأعداء وفوق ما يريد الأعداء ، وكذلك أيضاً من صور الايذاء المجتمعي القمامة التي تملأ الشوارع والميادين العامة ، وعلى كل فإن صور الايذاء المجتمعي كثيرة جداً لا يتسع المقال لذكرها ، ولكن خلاصة الكلام أن تلك الظواهر تجلي لنا الي الخطر المدلهم الذي طرأ على ثقافة المجتمع ، ويبرز لنا مدى انحرف أخلاقنا وتقاليدنا ، وفى الختام: أخي الحبيب إن اخترت أن تحارب الله فحارب ، وإن اخترت أن تحارب الأعراف والتقاليد فهذا شأنك ، ولكن من أعطاك الحق لتضر الناس ؟! من أعطاك الحق لكي توذي وتلوث مسامع وأبصار الناس ؟!
اعلم يا أخي أنك غداً عن فعلك مسؤول ، وبين يدي الله موقوف وعما كسبت يداك محاسب ، فمن أذى الناس تبرأ ، ومن ظلم نفسك تب واقلع ، وأعلم أن الله أحصى ذنبك وإن نسيته.