• المهندس أحمد سعد زغلول : سحارة سرابيوم حلم انتظره الآلاف من مزارعى سيناء
• أحمد رفعت : المشروع ضمن رؤية شاملة لتنمية سيناء بمئات المليارات
• هشام البشلاوي : مصر بصدد صناعة دلتا جديدة في سيناء
كتبت / بوسي جاد الكريم
تعيش أرض سيناء حاليا نهضة زراعية وصناعية كبري في ظل مشروعات قومية كبري يجري تشييدها علي قدم وساق، في جميع ربوع سيناء، بما فيها مناطق التماس مع “اسرائيل” والتي تم نقل سكانها من المناطق المتاخمة للحدود، بهدف تأمينها وإعادة بناء مدن جديدة للسكان بعد أن تم تعويضهم ماليا وعينيا، بالتزامن مع نقل مياه النيل إلي سيناء لأول مرة في تاريخها الحديث عبر سحارة سرابيوم، لزراعة حوالي نصف مليون فدان، في ظل حرص الدولة علي كل نقطة مياه من أين تأتي وأين تذهب.
= الثابت من الدراسات الجيولوجية الحديثة أن سيناء ظلت ملايين السنين أرض خضراء من أخصب أراضي العالم، ولم تغطيها الرمال إلا من 3000 سنة، بالتالي هي كنز زراعي إلهي، كل ما يحتاجه هو الماء واليد الشريفة التي تزرعها وتدافع عن ترابها.
= وقد واجهت مشروعات تنمية سيناء حملات إعلامية وشائعات كاذبة، ما دعانا لفتح الملف بالكامل وعرض الحقائق كاملة بالأدلة والأرقام، كما يلي؛
• عودة الحياة
= في تصريحات رسمية له، أعلن المهندس أحمد سعد زغلول، رئيس قطاع سيناء “مشروعات سحارات سرابيوم والمحسمة”، ان سحارة سرابيوم تعتبر أحد أهم مشروعات مصر القومية في الآونة الأخيرة، والتي يعبر من خلالها رافد من روافد النيل ليمنح سيناء الحياة.. للإنسان والأرض معًا.. سحارة قابعة تحت قناة السويس الجديدة.. تستقبل مياه النيل من الغرب لتعبر بها لأرض الفيروز في الشرق.
= وأوضح أن [سحارة سرابيوم] حلم ينتظره الآلاف من مزارعى سيناء، ويضعون عليه آمالاً وأحلامًا لعودة الحياة مرة أخرى إلى الأراضى اليابسة، خصوصًا بعد مرور عام ونصف العام منذ بدء تنفيذه في أغسطس ٢٠١٤.
= ويستهدف المشروع الذي يقام بطول ٤٢٠ مترًا، نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، ويهدف إلى توفير مياه الرى من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق السويس والبحيرات والإسماعيلية الجديدة، لرى نحو ١٠٠ ألف فدان من الأراضى الزراعية.
= ويتكفل المشروع، بإمرار التصرفات المائية المطلوبة لاحتياجات مياه الرى والشرب لسيناء لخدمة زمام قدره ١٠٠ ألف فدان على ترعة سيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق السويس، ومعالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، كما أنها تساهم في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد.
• شائعات وحقائق
= أما وفي سياق الرد علي حملة الشائعات الممنهجة، ومنها ما يلي:
– أن “سحارة سرابيوم” غرضها (توصيل مياه النيل لإسرائيل!) . و(ستدمر أرض سيناء!) . و(ارض المشروع تم نزع ملكيتها من المصريين بالعافية!) . و(أرض سيناء صحراوية صعبة الزراعة!) . و(أراضي سيناء ليست بجودة الأراضي الطينية وأنها لن تغطي تكلفة زراعتها!) . و(المياه الجوفية في سيناء ستتلوث بمياه الصرف الزراعي بسبب المشروع!) . و(تلوث المياه الجوفية سيؤثر بالسلب علي الثروة السمكية!) . وأن بدلا من نقل مياه النيل فالأفضل (زراعة أضعاف الـ400 ألف فدان في سيناء – بماء الآبار والمطر!).
= رد المحلل السياسي أحمد رفعت، بقوله؛ لو كانت سحارة سرابيوم غرضها توصيل مياه النيل لـ”اسرائيل” فما هو تفسير أن المفاوضات مع اثيوبيا وصلت لطريق مسدود؟
= ولو كان المشروع يعني قبول مصر بصفقة القرن الصهيونية، فلماذا الحرب الباردة علي أشدها بيننا وبين الحبش والصهاينة؟
= وأوضح “رفعت”أن المشروع معلن عنه من سنوات، بمعني ان “اسرائيل” واعية به من البداية، فلماذا انتظرت حتي تم المشروع لكي تزود إثيوبيا بترسانة أسلحة خطيرة هي بطاريات الصواريخ (سبايدر SPYDER-MR) حول سد النهضة!؟
= بالتالي ما كانت هذه الخطوة تتم إلا لو كانت اسرائيل يأست من تحقيق أحلامها في سيناء، رغم كل الضغوط اللي مارستها علينا أمريكا وبريطانيا والإرهاب التركي الممول من قطر وينفذه إخوانهم.
= ولو كانت مصر قبلت الصفقة ما انتهزت فرصة “الحرب علي الإرهاب” لنشر أقوي أسلحتها وأشرس كتائبها العسكرية الباسلة علي بعد سنتيمترات من حدودنا الشرقية.
وأوضح بمزيد من التفصيل قائلا:
– لو مصر قبلت “صفقة القرن” ما اتخذت إجراءات عسكرية مضادة تماما لـ”اتفاقية السلام” بالمنطقة “ج”.
= إذن تل أبيب تأكدت : أن مصر ثابتة علي موقفها الرافض المانع لصفقة القرن – بينما كل (الأشقاء) موافقين أو راضخين أو متواطئين سرا وعلانية وأولهم قطر راعية بناء المستعمرات الاسرائيلية في القدس العربية!؟
– ملحوظة : صواريخ “سبايدر” صواريخ دفاع جوي، أرض- جو قصيرة ومتوسطة المدى، سريعة الاستجابة، تغير موقعها وتقصف أثناء الحركة وتتأقلم مع التضاريس لو تعرضت للقصف.. قادرة علي التصدي للمقاتلات الهجومية، المروحيات، الطائرات بدون طيار، والصواريخ الموجهة في مدى غير مرئي بالعين المجردة، يغطي 360 درجة.
= تسليح أثيوبيا بهذه الأسلحة في هذا التوقيت ليس معناه إلا أن مصر رفضت الصفقة القذرة وأنها قد تفكر في توجيه ضربة جوية لسد النهضة، بالتالي قررت “اسرائيل” حماية عملائها الأحباش من نيران الغضب المصري.
– ما المعني إذن؟
= أولا: أن هناك عدو يترصد بمصر، ويدرك أن قيادتها مخلصة لبلدها وغير قابلة للشراء ولا الضغوط.
= ثانيا: أن بلدنا تتجهز لحرب قد تنطلق في أي لحظة، فمصر لم تشتري “حاملات طائرات وغواصات وطائرات عابرة للحدود” لتطارد إرهابيين في الجبال . ولكننا بلد تستعد لحرب شاملة . لذا نتوسع في شبكات الطرق ونفتح سكك للإمداد ونحرك الدبابات والمشاة الميكانيكية وناقلات الجنود . ونقيم أنفاق هائلة عابرة لقناة السويس تسمح بنقل المعدات الثقيلة لتخطي عقبة القناة سريعا .
نقيم مطارات بديلة . قواعد عسكرية جديدة .
ونحرص على وجود فائض طاقة. والأهم؛ نقيم عاصمة كاملة جديدة بمقر جديد لوزارة الدفاع تحسبا لو تعرضت العاصمة القديمة لأي عدوان معاذ الله.
= وواصل “رفعت” تساؤلاته الكاشفة للحقائق، بقوله؛ كيف تدمر سحارة سيرابيوم سيناء وهي ضمن مئات المشروعات الكبري لتنمية سيناء اقتصاديا وزراعيا وسياحيا وبشريا، وبناء مجتمعات عمرانية جديدة أقيمت بالفعل وجاري تنفيذها في كل ربوع سيناء تحت حماية قواتنا المسلحة والشرطة– فلا سكان بدون تأمين عسكري وأمني؟
– يعني ليس كما كان حال سيناء أيام العهد البائد (الوطني إخوان) مجرد صحراء سكانها بدو رحل بلا بطاقات هوية!
= ووجه المحلل السياسي تساءله لمن يروج الاتهامات جزافا قائلا:
[هات لي أسرة في سيناء تم نزع ملكية أرضها وعقارها دون تعويضات بالملايين وتسكين في مناطق بديلة، وإلا فأين خيام الإيواء التي يسكنها المهجرين قسريا – يا حرام – كما يردد البعض زورا وعدوانا]؟
= كيف تتلوث الأرض الزراعية السيناوية بمياه الصرف الصحي نتيجة مشروع سحارة سرابيوم، والسحارة أصلا اسمها : محطة الصرف الزراعي!
= بمعني ان مهمتها الأولي : تنقية مياه الصرف الصحي وإعادة تدويره ليصلح للري – لو كانوا يقرأون!
• أسئلة مشروعة!
= واختتم مطلقا نيران تساؤلاته قائلا: هل يتصور عاقل أن يقام واحد فقط من مشروعات تنمية سيناء وهو مشروع أنفاق القناة بتكلفة 8 مليارات، ويزعم قبولنا الصفقة القذرة؟ – ببساطة مستحيل لأن المبلغ نفسه هو قيمة الصفقة – الرشوة التي قبلها الإخوان ورفضتها مصر شعبا وجيشا.
= ألا يعلم هؤلاء أن صفقة القرن تقتضي تفريغ سيناء من أهلها، بينما نحن نعمرها ونملأها بالبشر والمشروعات والمدن السكنية الكبري مثل “الإسماعيلية الجديدة”، “شرق بورسعيد الجديدة” و “رفح الجديدة”؟
= ألا يعلمون أن ملف تنمية سيناء كمشروع قومى يكتمل – بإذن الله – عام 2022، بتكلفة 275 مليار جنيه، يتضمن مشروع «سحارة سرابيوم» لزراعة عشرات الألاف من الأفدنة وإعادة سكك حديد الفردان قرب بورسعيد وقرية الأمل النموذجية بالقرب من الإسماعيلية وتحويل مطار المليز العسكرى لمطار مدنى قادر على استيعاب ما يزيد على مليون مواطن وسائح سنوياً معناه أن هناك رؤية لتنمية سيناء الغالية!
= هل هؤلاء زار منهم سيناء وشهد بنفسه تأهيل كافة الطرق القديمة وإنشاء طرق جديدة وعشرات المصانع الجديدة شمال ووسط سيناء، خصوصاً فى صناعة الرخام، وتأهيل عشرات الوحدات الحكومية فى الشمال والوسط والجنوب من وحدات صحية ومدارس وهيئات رسمية منها عشرات من مراكز الشباب القديمة والجديدة ثم جامعة جديدة تحمل اسم الملك سلمان، فضلاً عن قتال لا يتوقف ضد الإرهاب بل وضد المجرمين الجنائيين خصوصاً فى المجال الحيوى لهروبهم فى وسط سيناء وما فى ذلك من تضحيات كبيرة.
– هل كل ذلك يمكن أن يتم دون أن أكبر خطة شاملة للتنمية في العالم وتاريخ مصر الحديثة!
• حماية الأرض بالتنمية
= أما الخبير الزراعي الدكتور هشام البشلاوي فأكد أن التنمية الدفاعية والحضور السكاني لسيناء رهن وجود قاعدة اقتصادية تكون أساس للتوطين والانتشار.
تلك القاعدة التي أدركها العدو الاسرائيلي أثناء احتلال سيناء فعمل علي انشاء مستعمرات زراعية، الغريب في الأمر ـ بل ما هو متوقع من العدو ـ أنه جرف جميع تلك المستعمرات ونسف آبارها وخطوط الري وقد كان المتفق تسليمها بمقابل دفع مبلغ تقديري، إلا أن “إسرائيل” خالفت الاتفاق. لأنها تدرك أنها بذلك تنقل بوصلة التنمية الاستعمارية إلى مصر لتتحول إلى تنمية دفاعية في مواجهة طموح العودة.
= وأوضح بقوله؛ العدو دائما يخشي علي أطماعه من تنمية مجتمع سيناء ليجد نفسه أمام دلتا جديدة ومدن قناة جديدة شرق القناة. تلك الحالة التي نحاول استعراضها لا يمكن أن تتم بمنأى عن أولوية الزراعة كمقدمة لمجمل مخطط التنمية.
وأضاف أن من ينظر الى سيناء بدقة يجد أن العوامل والاعتبارات الأولية للزراعة تتمثل في الأودية، حيث الأرض والآبار والأمطار حيث الماء، وهى بهذا لا تختلف عن بقية صحاري مصر بل والعالم، إلا أن الغريب في رقعة سيناء أن شمالها بعمق واديه الجاف (وادى العريش) وبرزخها بين خليج السويس والبحر المتوسط، تبدو بشكل أو بآخر تصغيرًا متواضعًا متعدد الأبعاد لوادي النيل.
فعند البرزخ يرسم وجه النيل القديم، حيث كانت تمر صبغة خصوبته، أما عند الساحل المالح الطفلي وعمقه في الوادي الجاف فتقع دورة حياة النيل بشكل مصغر ولكنها بلا مجرى قاطب لمياه سيولها ليصب عند ساحل المتوسط.
وبهذا فسيناء بواقع أراضيها ومائها مجتمعة تكاد تكون تكرارًا متباينًا متواضعًا لوادى النيل، ولكن بلا نيل أو دلتا.
وللتدليل العلمي يمكننا أن نقول إن سيناء وديان بلا أنهر، نصف صحراء في الشمال والبرزخ صحراوية باستحياء عند الوسط، جبلية في الجنوب.
ومن الطبيعي أن تخضع تلك القطاعات بتباينها إلى التفنيد من حيث تكوين التربة ومدى ملاءمتها وتوفر مواردها، لنصل إلى نقطة الخصوبة القادرة على إنجاب مجتمع يتمركز حولها.
• نهر العريش
= وأوضح أنه سبق أن تناولت إحدى الدراسات مسار نهر العريش القديم غرب جبل الحلال. وأظهرت للمرة الأولى المجرى المندثر والبحيرات القديمة لوادي العريش، التي كانت مليئة بالماء في العصور المطيرة التي انتهى آخرها قبل 4000 سنة، كما اعتمدت الدراسة على دمج بيانات الصور الفضائية والمعلومات الطبوغرافية، مع التأكيد الحقلي باستخدام معدات الجيوفيزياء والدراسات الميدانية، بالإضافة إلى معالجة وتفسير مجموعة واسعة من بيانات صور الرادار التي أظهرت أن المجرى القديم لوادي العريش كان يمر في منطقة السر والقوارير بطول نحو 110 كيلومترات، وتراوح عرض مجراه بين 500 و3000 متر. وتم اكتشاف رسوبيات هذا النهر القديم تحت غطاء رقيق من الرمال.
وتم تحديد ثلاثة مواقع لبحيرات قديمة تكونت في منخفضات خلف جبال خريم وطلعة البدن والحلال، وأعتقد احتواءها على مياه جوفية.
ويبقي الهدف الزراعي الرئيس هو تحويل مناطق الزراعات الموسمية إلى زراعات ذات دورة زراعية متكاملة.
لتتحول ضفافها لقري ومدن ترسم دلتا جديدة علي وجة سيناء تقف أمام أطماع المستقبل كما كانت دلتا الودي تقف أمام أطماع التاريخ.
التعليقات