بقلم/ أحمد الحداد
في لحظات صادقة لا يمكن أن تتخللها إلا دموع الوطنية استعدت مشاهد ما قبل ثورة ٣٠يونيو حينما كنت استمع لكلمات الفريق عبدالفتاح السيسى (حينها) فلا اتمالك نفسى الا واجد عيناى قد انفجرت دمعا في صمت وشموخ…دموع يختلط فيها الندم على اختيارات خاطئة مع ترجيات روحية بأن أرى المتحدث لبلادى رئيسا… اليوم واليوم فقط وبعد قرابة السنه امتلكني نفس الإحساس الصادق … عندما تحدث الرجل بعفويه وتواضع ملتحفا بشباب الوطن الطاهر بتلقائية وبدون سابق ترتيب … بهرتني ما وصلت له النتائج الختامية والغير متوقعة للمؤتمر الاقتصادى والتي بلغت ٧٢ مليار دولار …وما أعتقد إلا أن تلك ما هي الا بداية …نعم بداية وفاتحة لكتاب ستشجع المئات من المستثمرين الجدد في المستقبل القريب .. ذكاء الإدارة المصرية لم يكن محصورا في إنجاز اقتصادي محدود الرؤية بل في تحقيق اعتراف دولي واقليمي بشرعية نظام منتخب شعبيا وُقع على استقرار أركانه بعقود عالمية ومصالح دولية ومشروعات استثمارية بمليارات الدولارات … هذا ما جناه مؤتمر شرم الشيخ …
انحناء امريكي واعتراف اوروبي ودعوة ألمانيه و احترام صيني ودعم عربي لسيادة الشعب المصرى واختياراته السياسية… الرئيس المدرك لقيمة الوقت وتحديات الأزمة ..كانت رؤيته واضحة فلم تكن لعقود الاستثمار أن تنجح في ظل عجزٍ في موارد الطاقة الكهربية …فكان تدخله الشخصى لعقد اتفاق مع شركة سيمينز الالمانية على توفير ١٧الف ميجا وات خلال خمس سنوات من خلال بناء محطات توليد كهرباء جديده على نفقة الميزانية العامة للدولة وكذلك تطوير باقى المحطات الفاعله حاليا بعقد آخر مع شركة جينرال اليكتريك الامريكيه …هذا بعيدا عن جدول اعمال المؤتمر ..ليمنح من خلال تلك العقود طمأنينه للمستثمرين الجدد فى مجالات الاعمار والتصنيع والتمويل التى تعتمد على استهلاك الطاقه…
ثم يأتى الفكر الجديد للدوله من خلال استحداث رؤية الشراكه مع المستثمرين فبدلا من ان تباع الارض وتجنى الدوله ربحا منقطعا …اصبحت مصر شريكا حيويا للمستثمر تجبره بحصتها على تشغيل اليد العامله المصريه وتفتح لنفسها سوقا تجاريا مستديما لتحقيق ارباح متجدده بعيدا عن افكار بيع اراضيها لتقفل بذلك باب فساد وزراء وسماسره التخصيص لبيع ارض ومشروعات الوطن… مازلنا نحتاج الى العمل اعلنها الرجل باننا نحتاج لاكثر مما جمعنا نحتاج الى ٣٠٠مليار لحياه كريمه للمصريين … وعليه ارى اننا نحتاج لقوانين جديده للاستثمار وحق التملك والانتفاع وتقليل العائد الضريبى والضمان البنكى بل ومزيد من الاستخدام لانظمه الBOT لجذب مستثمرين جدد وخلق مناخ غير بيروقراطى لا يعرقل المشروعات الكبيره ولا يقلل من متناهية الصغر لان جميعها يصب فى الناتج المحلى ….
الوقت هو عدونا الاول …وجديه العمل ومتابعته لا تقل اهميه عن تخطيط المستقبل ..فكثيرا من الاحلام لا يتحقق منها الا ما يُتعب عليه فقط.. حرص الرئيس على الاعتراف بأحقيه الشعب فى التغيير واحترامه لارادته فى ثورتى يناير ويونيو ما هى وأد فتنه لصراعات احدثتها فلول مبارك ورجالات اقتصاده وسياسته المحاوله لاستعاده المشهد الاقتصادى وقمته السياسيه بعد براءات اغلبهم من تهم نقصتها ادله الادانه… ربط الاقتصاد العالمى بمصر هو درع الحمايه الحقيقى لحدود الوطن العربى والاقليمى … الجميع يسعى لحمايه مصالحه ويسعى لتوسيعها وسيفكر مئات المرات ان حاول تدمير دوله حاضنه لاستثمارات ابناءه… مصر تتحرك للامام خارجيا وتتقدم دوليا برؤيه واثقه ولتثبيتها عليكم ان تنظرو للداخل الاجتماعى والسياسي والانسانى .. لا مكان بهذا الوطن لحاقد او جاحد ومن لا يعترف بقيمه جهد المؤتمر فهو فى اقصى ادبيات الاختلاف تأخذه العزه بالاثم… باختصاااااااار …. (سيأتى يوم ونتباهى لاولادنا بعبد الفتاح السيسى)