الأحد الموافق 22 - ديسمبر - 2024م

صناعة الغزل والنسيج تسترد عرشها بالمحلة الكبري علي الطريق نحو مصر الكبري

صناعة الغزل والنسيج تسترد عرشها بالمحلة الكبري علي الطريق نحو مصر الكبري

• هشام توفيق : 3 مراكز رئيسة متكاملة تضم كافة مراحل الصناعة، و3مراكز للتصدير

• الدكتور أحمد مصطفى : دمج شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس مع بعضها البعض في صورة مجمعات صناعية

• المهندس أشرف بدوى : جاري تحويل الوضع المنهار من العهد البائد إلى نقطة تحول نحو النهوض بالاقتصاد المصرى

كتبت / بوسي جاد الكريم

 

مصانع غزل المحلة الكبري والقطن طويل التيلة، كانا – إلي جانب القمح – أهم العلامات التجارية العالمية للزراعة المصرية عبر مئات السنين، لكنها تعرضت لعملية تخريب شاملة في العهد البائد، الذي راح إلي غير رجعة.
ثم استردت مصر وجهها الأبيض الناصع بلون الذهب الأبيض، القطن، وأخيرا عادت الحياة لمصانع الغزل والنسيج عملاق الصناعة الزراعية بمدينة المحلة الكبري، علي الطريق لاستعادة مصر الكبري بمشيئة الله.

 

جاء ذلك وفقا لتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة خطة الدولة المصرية الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، وإعادة القطن المصري إلى سابق عهده، من خلال تصور متكامل لمنظومة القطن بجميع محاورها الزراعية والتجارية والصناعية، فضلا عن التركيز على كيفية تعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة، وكذا المردود الناتج عن القطاعات ذات الميزة النسبية بالدولة لصالح الاقتصاد الوطني.

 

 

• سجل يا تاريخ

قبل عشرة سنوات من الآن، كانت المساحة المنزرعة من القطن تزداد تارة وتتقلص تارة أخرى، لدرجة بدا معها أن مصر في طريقها للخروج من المنافسة في سوق القطن العالمي وسوق صناعة الغزل والنسيج، إلى أن تنبهت القيادة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الأمر، فبدأت في اتخاذ عدة سياسات لتطوير والنهوض بهذه الصناعة.

 

 

وبالفعل تم وضع خطة شاملة، بدأت بالإعداد لمنظومة متكاملة لتجارة الأقطان وشملت ثلاثة محاور رئيسية: “الإصلاح الإداري والتشريعي، مشروعات إعادة الهيكلة الفنية، وتعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة”، والتي سيتم تعميمها في موسم 2020، بتكلفة 21 مليار جنيه.

 

 

بدأت الخطة بالمحالج لتضمن جودة وسرعة فائقة، ثم مراحل الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز، بالتزامن مع جهود تهيئة المصانع لاستقبال الماكينات والمعدات الجديدة، ودمج عدد 31 شركة تتبع القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إلى 10 كيانات فقط، بحسب دراسة الاستشاري العالمي “وارنر”، الذي تم التعاقد معه كاستشاري عام لتنفيذ المشروع ولإعادة هيكلة العمالة ولتنفيذ عملية الدمج.

 

 

ودمجت وزارة قطاع الأعمال العام 9 شركات “حليج وتجارة وكبس” في شركة واحدة، ودمج 22 شركة “غزل ونسيج وصباغة” في 9 شركات كبرى، وتحديد ثلاث مراكز رئيسية متكاملة تضم كافة مراحل الصناعة، وثلاث مراكز للتصدير، وتخصص الشركات الستة الباقية في مرحلة تصنيع معينة “غزل، نسيج، صباغة وتجهيز” أو منتجات تستهدف فئة معينة.

 

 

وجاري تقليص عدد الشركات الشقيقة العاملة في نفس النشاط، والتي تتنافس فيما بينها تحت مظلة القابضة للغزل والنسيج، لضمان تركيز العمل داخل الشركات، فضلا عن تقليل التكاليف الثابتة، ما سيحسن من وضع تلك الشركات، إلى جانب تسهيل عملية تدريب العمال وإعادة توزيعهم بما يتناسب مع طبيعة العمل، ويعد هذا الدمج ماليا وليس نقل المصانع من أماكنها الحالية.

 

 

كما تم الانتهاء من تطوير أول محلج بمحافظة الفيوم، في ضوء خطة إحلال المحالج القديمة وعددها 25 محلجا، بمحالج جديدة، فيما تم حصر أراضي المحالج القديمة، وجار استكمال إجراءات تغيير استخدامها إلى سكنى، لتعظيم العائد من التصرف فيها، لتمويل خطة التطوير.

 

 

كذلك شهدت الفيوم أيضًا إلى جانب محافظة بني سويف تنفيذ منظومة جديدة لاستلام وتجارة القطن تجريبيا موسم 2019، في إطار تفعيل توصيات اللجنة الوزارية للقطن والمشكلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء لإعداد تصور كامل لمنظومة القطن، بمشاركة وزراء الزراعة والتجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام.

 

 

وتعتمد تلك المنظومة على استلام القطن من المزارعين مباشرة خلال موسم الجني في مراكز للتجميع، تُديرها احدى شركات القابضة للقطن والتابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، ومن ثم تقدم بسعر ملائم للفلاح قائم على نظام المزايدة؛ لتشجيعه على الحفاظ على قطنه من التلوث.

 

 

وتستعد شركة مصر حلوان للغزل والنسيج لتدخل ضمن المرحلة الأولى في خطة التطوير، والتي من المقرر أن تبدأ في أبريل المقبل، والذي سيتضمن تطوير مصنعين أحدهما للغزل ومصنع للنسيج، ووحدة تجهيزات كاملة، وفقا لخطة توريد المعدات الحديثة، إلى جانب تطوير مصنعًا قائمًا بالفعل وانشاء مصنع جديد، وذلك لإنتاج أقمشة نسيجية تصلح للسوق المحلي.

• أكبر من الهند

 

يضم مصنع الغزل والنسيج في المحلة؛ خط إنتاج خيط طرف مفتوح يتكون من 6 ماكينات، بالإضافة إلى أكفأ ماكينة كومباكت في العالم، وأحدث خط تفتيح وتنظيف مكون من 42 ماكينة كرد، 18 ماكينة سحب، و23 ماكينة تمشيط، و16 ماكينة برم، إلى جانب 112 ماكينة غزل كومباكت، تحتوي كل ماكينة على 1632 مغزلا، ويبلغ طولها 63 مترا، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في نهاية عام 2021.

 

 

المعروف ان أكبر مصنع للغزل والنسيج حاليًا في العالم، يتواجد بدولة الهند ويعمل بطاقة 160 ألف مخزن، أما المصنع المصري الجديد فسيعمل بطاقة 182 ألف مخزن.

 

 

فيما تتضمن خطة وزارة قطاع الأعمال العام أيضًا برنامجًا شاملاً لإحياء صناعة الغزل والنسيج؛ من خلال إنشاء عدد من المصانع في مناطق مختلفة في انحاء مصر ” دمياط، المحلة الكبرى، شبين الكوم، كفر الدوار، الدلتا، حلوان، وجه قبلي”، بداية بمصنع المحلة، والذي سيحتوي على خط إنتاج خيط طرف مفتوح، وأحدث خطوط إنتاج للتفتيح والتنظيف، وتعتمد ماكينات خطوط الإنتاج في المصنع على القطن طويل التيلة في مصر.

 

 

وايمانًا بأهمية رفع مهارات العاملين للحصول على نتائج أفضل، ولضمان استمرارية العمل بنفس الأداء، فقد تم تخصيص مبلغ 700 مليون جنيه لتدريب العمالة في مراكز تدريب على أعلى مستوى، وذلك وفقًا لتصريحات الدكتور أحمد مصطفى.

 

 

تعد تلك المبادرة خطوة جديدة في طريق تطوير حال الصناعة المصرية التي عانت الإهمال والضعف خلال السنوات الماضية، والتي تضمن فرص عمالة جديدة، باعتبار أن تلك الصناعة تعد من الصناعات كثيفة العمالة، فضلا عن كونها ستسهم في النهوض بمكون هام من مكونات الاقتصاد المصري، خاصة وأنه يحظى بسمعة عالمية في الأسواق الدولية.

 

 

• خطة الدمج الكبري

ومع بداية شهر يوليو الحالي، تفعيل خطة دمج شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس مع بعضها البعض في صورة مجمعات صناعية متخصصة، بهدف استعادة عرش القطن المصرى عالميا ،وكذلك إنعاش صناعته التى تعانى كثيرا حاليا، حيث سيتم دمج 32 شركة في 10 شركات منها شركة واحدة للقطن، وذلك في إطار خطة التطوير والتحديث والهيكلة التى تقودها وزارة قطاع الأعمال العام بتكلفة تصل لنحو 21 مليار جنيه، يتم تمويلها من خلال قروض بنكية ومن خلال بيع أراضى وأصول غير مستغلة.

 

 

ومن المقرر نقل الشركات إلى أماكن أخرى، للاستفادة من أراضيها وأصولها وبيعها؛ لتمويل خطة التطوير.

 

 

على سبيل المثال جاري دمج الشركة الأهلية للغزل والنسيج، وشركة النصر للأصواف ستيا ،وشركة فستيا، وشركة السيوف ، مع شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار والتي ستكون منطقة صناعية متخصصة لإنتاج الغزول الرفيعة وأقمشة القمصان الفاخرة، بالإضافة إلى نشاط آخر وهو الصباغة والتجهيز، لخدمة الشركة والشركات الشقيقة أو لخدمة المجتمع الصناعى ككل،وسيكون المجتمع حولها مجتمع صناعى يعمل فى مجال الغزل والنسيج.

 

 

وجاري دمج شركة النصر للغزل والصباغة في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وعمل مجمع صناعى في حلوان.

 

 

• تطوير وتحديث وهيكلة

خطة الحكومة التى تنفذها الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس والتى يتابعها الوزير هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام يوميا، تتكلف نحو 21 مليار جنيه وتتضمن دمج 25 محلجا في 11 محلجا فقط، مع إنشاء مراكز لتدريب العمالة والقيادات العليا، وادارة للتسويق على أعلى مستوى من الكفاءة بتكلفة نحو 700 مليون جنيه، لافتا إلى إنه سيتم إنشاء 3 مراكز لتدريب العاملين فى كفر الدوار والمحلة وحلوان، وكذلك تدريب الكوادر التى تحتاجها الشركات.

 

 

وبحسب الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج ، جاري تفعيل خطة دمج شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس مع بعضها البعض في صورة مجمعات صناعية متخصصة، وذلك في إطار خطة التطوير والتحديث والهيكلة التى تقودها وزارة قطاع الأعمال.

 

 

وحول تفاصيل مشروع الدمج، أوضح أن شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة سيتم دمج فيها شركة النصر للصباغة، بجانب دمج شركات شبين الكوم والدقهلية للغزل والنسيج بميت غمر، و كوم حمادة، والدلتا طنطا في كيان واحد.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78671977
تصميم وتطوير