الرئيس الأمريكي يتحدى مصر والدولة ترد بقوة الصمت السياسي كأداة استراتيجية
تقرير_ خالد جزر
في تحول غير متوقع للأحداث، شهدت الساحة السياسية في مصر حالة من التفاعل الشعبي القوي إثر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون دفع الرسوم المعتادة.. الأمر الذي لاقي استنكارًا واسعًا في الشارع المصري.. لم نجد ردًا رسميًا من الحكومة المصرية، بل اختارت القيادة السياسية أن تترك الرد للشعب، الذي عبر عن رفضه القاطع بأسلوب حضاري وعقلاني.
أزمة التصريحات.. تحدي سيادة قناة السويس
بدأت الأزمة عندما أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي؛ طالب فيها بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون دفع الرسوم المقررة، هذا المطلب، الذي تمحور حول مسألة سيادية تمس أحد أهم شرايين الاقتصاد المصري، كان بمثابة استفزاز كبير للمصريين، خاصة في ظل المواقف السابقة التي قد يظهر فيها ترامب بأسلوب استعلائي تجاه الدول الأخرى..
لكن، وفي الوقت الذي كانت الأنظار تتجه صوب وزارة الخارجية المصرية منتظرة بيانًا رسميًا أو ردًا حادًا من الدولة، اختارت مصر الصمت.
الرد الشعبي.. أقوى من أي بيان رسمي
على الرغم من غياب الرد الرسمي، إلا أن الشعب المصري كان حاسمًا في موقفه، عبر منصات التواصل الاجتماعي، تم إطلاق حملات تطالب بعدم التنازل عن حقوق مصر في قناة السويس، المصريون، من جميع الطبقات والمناطق، أطلقوا رسائل قوية تعكس رفضهم الشديد لمحاولات الضغط والتلاعب بحقوقهم..
كانت التغريدات والمنشورات التي تملأ وسائل الإعلام الاجتماعي هي الرد الأكثر تأثيرًا على ترامب، لم تكن هذه الردود مجرد اعتراضات عاطفية، بل حملت معها رسالة قوية وواضحة: قناة السويس خط أحمر.
لماذا اختارت مصر الصمت؟
قد يتساءل البعض عن سبب غياب رد الدولة المصري الرسمي في هذا الموقف، لكن الحقيقة أن هذا القرار لم يكن مجرد غفلة أو إهمال، بل كان قرارًا مدروسًا للغاية، يهدف إلى تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين..
إجابة القيادة المصرية كانت واضحة: الصمت في مثل هذه اللحظات يكون أقوى من أي رد فعل متسرع، ففي السياسة، الردود العاطفية قد تكون سلاحًا ذا حدين، بينما الصمت المدروس يعكس القوة الحقيقية في إدارة الأزمات..
السياسة ليست مجرد ردود فعل
في عالم السياسة، الرد على الاستفزازات أو المواقف الهجومية قد يتطلب دراسة دقيقة واحتساب للعواقب.. ومن الممكن أن يكون الرد الرسمي في هذه الحالة قد يمنح ترامب فرصة أكبر للحديث عن القضية إعلاميًا، وقد يعزز من مواقف داخليّة في الولايات المتحدة..
لكن القيادة المصرية بدلاً من ذلك اختارت أن تترك الكرة في ملعب الشعب، ليكون هو الرد الأكثر وضوحًا، الذي لا يحتاج إلى تفسير. هذا الرد الشعبي كان أكثر قوة وصدقًا من أي رد دبلوماسي كان يمكن أن يصدر من وزارة الخارجية.
الدرس السياسي الذي لقنته مصر لترامب
ما كان من المتوقع أن يكون مجرد استفزاز بسيط لاقت تجاوبًا حادًا من مصر، لكنه أصبح في الواقع درسًا سياسيًا قاسيًا الترامب، ففي غياب الرد الرسمي، سيطر الشعب المصري على الساحة السياسية، وأثبت للعالم أن الكرامة الوطنية لا تحتاج إلى تبريرات.
ترامب الذي اعتاد على أسلوب التحدي والتهديد، وجد نفسه أمام موقف لا يستطيع التلاعب فيه، الصمت المصري كان له وقع أقوى من أي تصريحات، لم تُحسن مصر الرد فحسب، بل استخدمت الذكاء السياسي في إدارة الموقف ببراعة.
ختاما.. الحكمة في السياسة
اختارت مصر الصمت بدلًا من الرد الرسمي، لكن هذا الصمت لم يكن عجزًا أو ضعفًا، بل كان ردًا سياسيًا حكيمًا، من خلال هذا الموقف، أرسلت مصر رسالة إلى العالم مفادها أن السيادة المصرية لا تقبل المساومة، وأن الشعب المصري هو الذي يدافع عن حقوقه، بلا حاجة لبيانات رسمية.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، وخلفه؛ جيش يحمي، وشعب واعي، وأجهزة وطنية شريفة، ومؤسسات متماسكة، أثبتو جميعا بأن مصر تملك القدرة على إدارة الأزمات بحكمة وثقة، مؤكدين على أن السيادة المصرية لا تباع ولا تُشترى.
التعليقات