الثلاثاء الموافق 15 - أبريل - 2025م

صرخات أحلام تهز الأردن..مظاهرات ضد النظام الأبوي والذكوري 

صرخات أحلام تهز الأردن..مظاهرات ضد النظام الأبوي والذكوري 

صرخات أحلام تهز الأردن..مظاهرات ضد النظام الأبوي والذكوري

عبدالعزيز محسن

جدل في الأردن ، بعد أن تبيّن لبعض الأردنيين أن معاني عدد من المصطلحات المستخدمة في الخطاب النسوي غير واضحة لكثير من أبناء بلدهم، وذلك إثر مظاهرة خرجت للمطالبة بحماية حقوق النساء.

وبدأت القصة بسبب هتافات وشعارات كتبت على لافتات رفعها متظاهرون، غالبيتهم نساء، خرجوا يوم 22 يوليو احتجاجا على مقتل ابنة بلدهم، أحلام، على يد والدها، الذي قيل إنه شرب الشاي بعد قتله ابنته.

من هنا جاء هتاف: “الدم ما بصير شاي”.

وبعد الوقفة الاحتجاجية تلك، تعرضت بعض النساء للهجوم عبر صفحات التواصل الاجتماعي؛ إذ انزعج كثيرون من شعارات نددت بالنظام الأبوي والذكوري في المجتمع، معتقدين أن النساء يُهاجمن بذلك الآباء والأخوة الذكور.

تقول فرح، وهي ناشطة أردنية: “متل دايما.. نسيوا هدف الطلعة، إنو في وحدة انقتلت وركزوا على شعار. انزعجوا من كلمة أبوية وذكورية، بدل ما يبحثوا على غوغل عن معنى الكلمتين، فورا افترضوا معنى معين”.

لكنها تضيف: “منيح إنو الناس بلشت تحكي بموضوع مش متعودة تحكي فيه.. مثلا بمصر وبلبنان وبفلسطين عادي يحكوا عن جرائم متل الختان وغيره”.

صرخات أحلام تهز المجتمع الأردني

“أريده أن يصبح عبرة للجميع لأن الرجال عندنا لا يخافون”

“ليس المقصد إسقاط الأب”
بعد التأخر في منح رخصة الوقفة الاحتجاجية، خرجت إحدى منظِّمات الوقفة عبر بث على فيسبوك وأعلنت الحصول على الموافقة للتجمع عند مجلس النواب، وطالبت الالتزام بالشعارات المتفق عليها.

ونشرت صفحة “مجتمع أردني حقوقي” شعارات كثيرة، منها: “صرخة أحلام صرختنا كلنا”، “لا لإسقاط الحق الشخصي للجرائم المرتكبة بذريعة الشرف”، “لا شرف في جرائم “الشرف”!”، “امبارح إسراء اليوم أحلام بكرا مين؟”، “الدم عمره ما بصير شاي!”، و”حقوق المرأة لا تقبل المساومة”.

لكن المحتجين رددوا شعارات إضافية منها: “لأرواحكنّ، سنحطم الذكورية”، “أحلامنا فوق رجولتكم”، “ما بدنا نعيش بذل.. بدنا نعيش بحريّة”.

وبالمقابل قال كثيرون “ليس كل الرجال هكذا”.

تقول فرح (التي تفضّل عدم ذكر اسمها كاملا): “لايعرفون أن النظام الأبوي هو ضد الرجل أيضا.. اعتقدوا أننا ضد الرجال وضد عشائرنا وأننا نطالب بحرية جنسية.. وبأننا أصحاب أجندات خارجية”.

وضع مفكرون ومنظرون تعريفات عديدة وغير متطابقة لمصطلح “الأبوية”، وهو تعريب لكلمة (Patriarchy) وتترجم أيضا “بالنظام البطريكي”.

ويستخدم المصطلح بين الناشطين للإشارة إلى نظام السيطرة على النساء وقمعهن، ليس فقط من قبل العائلة، بل على مستوى المجتمع والسلطة والنظم الاقتصادية.

يقدّم قاموس الجندر شرحا لهذه التعريفات المتعددة، وسياقاتها التاريخية، وجاء فيه إن هذا المصطلح يبقى “غامضا بالنسبة إلى معظم الناس، وغالبا ما تكون دالالته مشوهة، ويساء فهم الفكرة المقصودة به، ما يؤدي إلى إطلاق اتهامات بكره الرجال عوضا عـن توسـيع حلقة النقاش”.

ويبدو أن مجموعات نسوية وجدن بذلك فرصة لتوضيح ما يقصدنه في خطابهن.

ونشرت صفحة “الحركة النسوية في الأردن” على صفحتها على إنستجرام تعريفات، جاء فيها “النظام الأبوي: نظام حكم اجتماعي قد يكون عرفيا أو قانونيا كما كان في السعودية وبعض الدول، وهذا النظام قائم على أساس منح السلطة للذكر للتحكم بكل قرارات النساء وتمتد هذه السلطة لتمنح الذكر الحق في قتل أي فتاة ضمن عائلته تحت ما يسمى (جريمة شرف). إذا ليس المقصود من الشعار إسقاط الأب كما ظن كثيرون”.

“هذا تماما ما نريده”

لم يقتصر الهجوم على المتظاهرات بسبب تلك الشعارات، بل علق كثيرون على أشكال عدد من النساء المتظاهرات وقالوا إنهن “لا يمثلن المرأة الأردنية”.

تقول فرح إنها شاهدت نساء من مختلف الأعمار في المظاهرة التي توضّح أنها لم تكن من تنظيم أية جهة، بل كانت المبادرة من قبل شابات.

“ما بصير عنا كتير هيك احتجاجات.. مع إنو العنف موجود.. الناس بتبرر انو هدول حالات قتل فردية.. منطلع منتظاهر ومنطلّع كل الطاقة السلبية”.

 

 

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81044240
تصميم وتطوير