صراع الحيتان .. وازمة الجنيه مع الدولار
بقلم / د. رضا عبد السلام
لايلزم ان تكون خبيرا اقتصاديا لتتمكن من تشخيص الحالة المصرية ، الحقيقة المرة بل والمؤلمة هي ان مصر على مدى عقود غابرة حكمها قانون العزب. فكل وزارة تحولت الى عزبة للمسئولين واسرهم واقاربهم.
وكل نشاط اقتصادي تحول الى عزبة لمحتكر او عدد من المحتكرين ؛ فسوق استيراد اللحوم يحتكره عدد 3 او 4 حيتان على مستوى مصر ، سوق الحديد لايختلف ، سوق استيراد الذرة الصفرا واعلاف الاسماك….الخ، كلها اسواق يسيطر عليها عصبة وليذهب الشعب الى الجحيم ،وفي المقابل ..حاولت الدولة تشجيع الانتاج المحلي اساء المنتجون ولم ينتجوا بل كانوا مجرد مراكز تجميع . انه ما نعيشه في مصر ليس اكثر من صراع بين عدد من الحيتان. حيتان الاستيراد الذين يتشدقون بمزايا الاستيراد واكثر من 3 مليون تاجر تجزئة (عاطل) سيتضررون بوقف الاستيراد، وبين متربصين محليين لم يراعوا في المصريين الا ولا ذمة، استغلوا القرارات الاخيرة فاشعلوا السوق. انه صراع الحيتان، الذين امتهنوا امتصاص دماء هذا الشعب.
اختم كلامي بمثال عايشته بنفسي خلال عملي محافظا للشرقية عندما وقفت على راس مزرعة اسماك تتربى على النوافق وبقايا الدجاج والخنزير، سالت لما لا تستخدم علف طبيعي وكان الرد الصادم ان هذا العلف يتحكم به مستورد واحد ويفرض سعرا عاليا. السؤال، لماذا مستورد واحد وليس الف مستورد؟ السؤال الاهم لما لايسمح او نشجع انتاج تلك الاعلاف محليا؟ ام ان الاستمرار في الاستيراد مقصود لخدمة مصالح بعينها!!! حيتان الاستيراد وبدعوى تلبية احتياجات السوق من المستورد غاضبون من الاجراءات الحكومية الاخيرة ، وفي المقابل حيتان السوق المحلي يتصرفون كملائكة رحمة وضحايا واول مابادرت الحكومة بفرض ضريبة جمركية تباروا في رفع اسعار منتجاتهم!!!
رحلة الاصلاح في مصر شاقة للغاية ولكنها بالتاكيد ليست مستحيلة، حمى الله مصر من كيد الكائدين ومكر الماكرين.
التعليقات