الإثنين الموافق 03 - فبراير - 2025م

 شماشرجية سوريا وحكايات ألف ليله وليله السورية

 شماشرجية سوريا وحكايات ألف ليله وليله السورية

 

للأسف العديد من الصفحات السورية التي تتناول التاريخ السوري، مليئة بقطعان من السوريين المتعصبين للباطل ،وقد حصروا كل مشاكلهم فى الحياة فى الزعيم جمال عبد الناصر ، كل الموضوعات عن جمال وروعة سوريا قبل الوحدة!!

السوريون فى هذه الصفحات يحملون نفس أفكار ونفسيات شماشرجية وإخوانجية وليبرالجية مصر الذين يقوموا بتمجيد العصر الملكي وينسبوا كل الشرور لما بعد عام 1952.

 

لذا كان لابد لي من مراجعة سريعة للتاريخ السوري منذ عام 1949 حتى عام 1958 عندما قامت الجمهورية العربية المتحدة.

سوريا كانت جنة الله فى أرضه قبل الوحدة فعلاً بدليل أن رئيسها شكري القوتلي فى الفترة من 17 أغسطس 1943 حتى 29 مارس 1949 كان صاحب هوى سعودي ، وان المخابرات الأمريكية فى 30 مارس 1949 دبرت انقلاب عسكري جاء بحسنى الزعيم للحكم ، وما لبثت المخابرات البريطانية فى 14 أغسطس 1949 أن دبرت انقلابا عسكريا مضادا جاء بسامى الحناوى للحكم ثم قام أديب الشيشكلي شريك حسنى الزعيم والذى اختلف معه بانقلاب عسكري ثالث فى 19 ديسمبر 1949 أطاح فيه بحكم سامى الحناوي ، ثم قام فيصل الأتاسي فى 25 فبراير 1954 بانقلاب عسكري رابع أطاح فيه بحكم الشيشكلي ، كل هذه الانقلابات تمت خلال فترة لا تتجاوز 5 سنوات من مارس 1949 حتى فبراير 1954 ، حسني الزعيم تم اعدامه ، سامى الحناوي تم اغتياله ، أديب الشيشكلي تم اغتياله ، وعاد شكرى القوتلي رئيساً لسوريا فى عام 1955 ، خلال رئاسة القوتلي الثانية تعرضت سوريا لخطر الغزو التركي ولتدخل سافر من أمريكا فى شئونها ، كما تصاعد نفوذ الشيوعيين السوريين ، وهنا لم يجد ضباط الجيش مفر من الوحدة مع مصر التى تحولت لقبلة لكل العرب بعد ثورة 1952، فقاموا بانقلاب سلمي بالسفر للقاهرة والضغط على الرئيس عبد الناصر لقبول وحدة فورية مع سوريا وأجبروا القوتلي على القبول ، وافق عبد الناصر على الوحدة بعدما اشترط حل الأحزاب السورية وعدم تدخل الجيش فى السياسة ، وبعد 3 سنوات و7 شهور من الوحدة ، قام ضباط من الجيش السوري بالانقلاب الانفصالي مستغلين غفلة المشير عبد الحكيم عامر ، وتهميش دور عبد الحميد السراج.
بعد انقلاب الانفصال فى 28 سبتمبر 1961 عاشت سوريا 9 سنين سوداء من الفوضى والانقلابات والمزايدات ، وكان نظام حكم (صلاح جديد – إبراهيم ماخوس – يوسف زعين – نور الدين الأتاسي) هو الطعم الذى تم عن طريقه جر مصر والعرب لكارثة 1967 ، فى نوفمبر 1970 أطاح حافظ الأسد بهذا النظام ، وحكم سوريا بقبضة حديدية لمدة 30 سنة ، وفر خلالهم للسوريين الاستقرار كما أعاد بناء سورريا ، حُكم حافظ الأسد كان رد فعل على الفوضى التى سادت سوريا قبله ، سوريا قبل حُكم حافظ الأسد عملت رقم قياسي عالمي فى الانقلاب ومحاولات الانقلاب بلغ 20 مرة .

 

سوريا كانت بؤرة للفتن والانقلابات وملعب لأجهزة المخابرات العالمية قبل الوحدة مع مصر ، ولم تكن جنة الله فى أرضه التى أفسدها حكم جمال عبد الناصر لها.

 

 

الرئيس حافظ الأسد كان غلطان ، إزاى يحرم السوريين من متعة حدوث انقلاب عسكري كل كام شهر؟!!

 

لم تكن سوريا جنة قبل حكم عبد الناصر ، ومصر دعمت سوريا اقتصاديا خلال سنوات الوحدة.
الرئيس جمال عبد الناصر غلط لما قبل بالوحدة مع سوريا ، كان ساب الأتراك يحتلوها وكبر دماغه .. هكذا يريد شماشرجية سوريا!!

 

عبد الناصر أدخل الحكم العسكري لسوريا ونظام الانقلابات!! بدليل ان الانقلابات العسكرية شغالة فى سوريا منذ مارس 1949 قبل ثورة 23 يوليو 1952 بثلاث سنوات و4 شهور!!!

د
شماشرجية سوريا عاوزين يبتسروا تاريخ بلدهم فى العائلات الاقطاعية وأصحاب الشركة الخماسية.

 

شماشرجية سوريا بيختلقوا تاريخ مزيف لبلدهم لم يحدث إلا فى مخيلاتهم فقط.

 

– “الشماشرجى ” كلمة تركية معناها : الخادم المسئول عن غسيل الملابس المتسخه. وهذا الوصف ينطبق كلياً على أنصار الملكية وعهد الاحتلال فى العالم العربي ، فالشماشرجى قديماً كان يغسل الملابس المتسخه لسيده السلطان أو الخديوى أو الملك أو الاقطاعي ، وبعد ذلك يقوم بمساعدة سيده فى ارتداء ملابسه وحذاءه، والشماشرجى الحالى يقوم بمحاولة لغسيل التاريخ القذر للأسر الملكية والطبقات الحاكمة فى العالم العربي فى زمن الاحتلال ، بل ان الشماشرجى قديماً له حق عندى ، لأنه كان يقوم بعمله وينظف أوساخ ملابس أسياده ، بينما الشماشرجى الحالى عمله فى تلميع قاذورات ومخازى تاريخ أسياده يمثل تزييف للوعى ، وتشويه للحقيقة ، وتمجيد لزمن الاحتلال ، وهى جريمة مماثلة لجرائم التزوير فى الأوراق والمحررات الرسمية بل انها أخطر ، فشماشرجية الأيام الحالية يسعون لخلق أجيال مستلبة الوعى ، فاقدة للانتماء ، عاشقة لعصر الاحتلال ومعادية للاستقلال الوطنى.

 

– الصورة بالقاهرة فى أغسطس عام 1969 للرئيس جمال عبد الناصر وعلى يمينه الرئيس السوري نور الدين الأتاسي ، وعلى يساره وزير الدفاع السوري حافظ الأسد.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79563483
تصميم وتطوير