حسام الشريف
عادت الأيام للوراء سنوات طويلة واثبتت الفنانة شريهان، المتألقة دائما انها مازالت ابنة العشرين عاما وليدة اليوم وان عمرها ما زال صغيرا وضحكتها ايضا مازالت مرسومة علي وجهها الطفولي وخفة ظلها باقية كما هي حتي الان، حالفها الذكاء فقد كانت اطلالتها خاطفة وسريعة وجيدة من خلال اعلان سريع ولقطات مبهرة واضواء ساطعة لتختصر الزمن في لقطات سريعة وتحصل علي مقابل مادي كبير وتجذب انظار جمهورها من جديد وهي فكرة ناجحة وتخطيط يتسم بالحنكة والعقل والذكاء بدلا من الظهور في مسلسل ربما لا يلاقي النجاح المطلوب.
والله زمان ياشريهان، حسنا فعلت شركة فودافون في اختيار الفنانة حاضرة الذهن خفيفة الظل شريهان لتقديم هذا الإعلان الذي جذب انظار ملايين المشاهدين من عشاق الفنانة الرشيقة التي تربعت سنوات طويلة علي عرش الشاشة الصغيرة وحازت علي عقول جماهير واسعة من خلال فوازير رمضان ومن خلال مسرحياتها وافلامها وكان اختيار وقت الإعلان موفقا ايضا في بداية الشهر الفضيل حيث يتسع جمهور المشاهدين لشاشة التلفزيون ومن هنا ضربت الشركة عصفورين او ثلاثة بحجر واحد فحققت مشاهدات عالية للاعلان وكانت سباقة لاعادة الوجه المحبب للجماهير الي الشاشة بعد غياب طويل.
وقالتها الفنانة شريهان،بنفسها عندما قالت حانت اللحظة التي انتظرتها طويلا لرد جميل الجماهير التي تطوق رقبتي، وها هي ترد الجميل كما قالت وتطل علي محبيها وجماهيرها من خلال اقوي المواد الدعائية في عالم الاعلام الآن وهو الاعلان الذي ازاح كل شيء وفرض وجوده كأمر واقع وضرورى لا مفر منه علي وسائل الاعلام الجديد، خاصة ونحن الآن صرنا في العصر الذهبي للاعلان الذي اصبح يطارد عقول واسماع وابصار الملايين في القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا يكاد يخلو برنامج تلفزيوني او مسلسل او حتي نشرات الاخبار من الاعلانات التي صارت هي البقرة الحلوب التي تدر الملايين لاصحاب تلك القنوات والمواقع ودخلت القنوات الفضائية في مارثون اعلاني متجاهلة رسالة الاعلام في التعريف والتثقيف والتسلية الي البحث عن العوائد المالية وارضاء كبار رجال الاعمال وأصحاب الشركات، فتحولت القنوات الي مقار تجارية بدلا من كونها قنوات اعلامية للدرجة التي جعلت الهيئة الوطنية للاعلام تطلق صفير الإنذار وتهدد بغلق اية قناة تلفزيونية تتجاوز في زمن الاعلانات التي اصبحت هي القاعدة وغيرها هو الاستثناء فصارت كثيرة وطويلة تستهلك وقت المشاهد.
اما والدراما التي ينتظرها المشاهد فيتم عرضها في مشاهد قصيرة ومتقطعة فيتشوه سياق المسلسل او القصة وليذهب فن الدراما الي الجحيم، وها هي شركة فودافون وغيرها تتسابق في امتصاص دماء عملائها وتفرغ جيوبهم في الاشتراكات وفرض المبالغ المالية المبالغ فيها لتقديم باقات الانترنت والمكالمات،وتعلن ايضا عن رفع أسعار كروت الشحن لتتمكن من دفع اثمان الاعلانات اليومية التي يتم دفعها من جيوب المواطنين البسطاء، اصبح الاعلان الان اهم الف مرة من الدراما والمسلسلات والبرامج، فالفنان المحظوظ هو الذي يفوز بتقديم اعلان تلفزيوني حيث يتقاضي في عدة لقطات ما يفوق تصوير مسلسلا تلفزيونيا يستغرق عدة شهور، لذلك نجد بعض كبار الفنانيين والمشاهير قد تركوا العمل في المسلسلات والافلام واحترفوا الظهور في الاعلانات الذهبية.
والتقطت الفنانة شريهان، الخيط فلم تفكر طويلا في قبول الظهور في إعلان فودافون لتعود الي الشاشة بعد هذه السنوات الطويلة لانها ادركت بعقليتها الفنية ان الاعلان الان هو افضل الف مرة من اي دراما لانه هو الغالب وهو الاكثر سيطرة وسطوة علي الشاشة الصغيرة، وبدورها كانت شركة فودافون سخية الي حد المبالغة في توفير مبالغ اضافية لشراء فساتين الإعلان باهظة الثمن وكله علي حساب الزبون، فالشركة لن تخسر شيئا وعلي المواطن ان يدفع ثمن تكاليف تلك الاعلانات المبهرة التي تقدم اليه ومن أجله، وبعيدا عن كل تلك الحسابات والارقام والتكاليف وعودة الي نجمة الاستعراض فنانة الجماهير المحبوبة فقد كانت بحق رائعة الأداء والاستعراض وكانها تؤدي سمفونية موسيقية فهي اضفت علي الإعلان رونقا وجاذبية غير معهودة واضافت الي الاعلان طعما آخر لم يكن يعرفه المواطن من قبل، للدرجة التي جعلت كثير من جمهور التلفزيون الان يتعلقون بمشاهدة الاعلانات بدلا من البرامج والمسلسلات ونشرات الاخبار، قلت لصديق لي ماذا تشاهد وما الذي يعجبك الان في شاشة رمضان من مسلسلات وبرامج قال انا لااتابع شيئا من هذا، فقط افتح التلفزيون واتنقل بين الفضائيات لمشاهدة الإعلانات ومتابعة ظهور فنانات الإعلانات وغرائب وروائع الازياء التي يظهرون بها وكاني في عالم من الاحلام، ثم اغلق التلفزيون وانام .
سجل فى قائمتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار
التعليقات
شركه نصابه
اعلان جميل جدا
تسلم الايادي يااستاذ
احسنت الناقد الكبير حسام الشريف