كتبت نغم عبد المعين محمد
(الوضع الذي تعامل به الأنثى يجعل من وصولها للعبقرية مستحيل عملياً لأن أغلب أدوات القوة والنجاح سُلبت منها ) تلك هي واحدة من أهم المقولات الأساسية من الذاكرة لها ذكرٌ على الزمن
ل /سيمون دي بوفوار كاتبة ومفكرة فرنسية/ التي دفعتني اليوم بالتفكير ولمس هذا المقال والكشف عن الوضع المناسب لمعاملة الأنثى وصولاً إلى الحد من معوقات بناء الشخصية القيادية لدى المرأة.
البداية :
تعدّ الشخصية القيادية ك صفة عامة واحدة من أهم المواضيع المهمة في مجالات الإدارة والسلوك والنظام والتي تتباين في المقدمة عند الحديث عن المؤسسات المديريات أو الوزارات وكيفية إدارتها نحو النجاح والتفوق والتميز والإبداع لكون الشخصية القيادية من أهم العوامل للوصول إلى ذلك ومن أهم الشخصيات التي تلعب الدور في التأثير على الأفراد والشركاء الآخرين وعلى مستوى النجاح.
اليوم مقالي وبصفة خاصة عن الشخصية القيادية عند المرأة ومعوقات بنائها وأهميتها ومستوى نجاحها وتأثيرها وبعيداً عن الإطالة والمقدمات التي لا يشجعها الكثير من القراء لندخل في صلب الموضوع الآن.
أظهرت الكثير من الدراسات أن المرأة على مر العصور ليس في وقت أو عصر محدد فحسب قد أحرزت تقدم وتطور على مستوى عالي ومهم إن كان على صعيد العمل أو على صعيد التعليم الثقافة أو المكانة الكتابة أو الصحافة الطب أو الهندسة وما يقابل ذلك ولكن بالرغم من هذا التطور الهائل لم نجد حتى الآن نسب مرتفعة من تولي المرأة للمناصب القيادية ولم تكن بالمستوى الواجب توافره وأيضاً بالمستوى الذي تطمح إليه عملية التنمية والتطوير.
اليوم نسلط الضوء في الحاجة إلى الحديث عن تلك الجانب المفقود أو حجر الأساس المفقود في معوقات بناء الشخصية القيادية لدى المرأة في أغلب المجتمعات العربية وبالخوض بالأسباب نرى :
1- ميل ونزعات التنظيم في مؤسسات العمل كاملةً حول توظيف النساء وتوليها الدور الحيادي الجانبي بعيداً عما يتعلق بأدوار القوة والشخصية الرائدة هذا ما يجعل بعض النساء تشعر وتأخذ بالصورة الضعيفة ووضع نفسها خارج حدود مجالات الريادة والتنظيم.
2- الميل إلى السلوكيات العاطفية المرهفة وكما سبق وذكرنا لدى بعض النساء مقارنةً بالشخصية الحازمة لدى الرجال.
3- مشكلة صراع الأدوار منذ الطفولة التي تُزرع في شخصية الطفل وتنميتها مع الأيام إلى الحد الذي يصل لبناء شخصية خاطئة ويعود هذا السبب أيضاً على حسب البيئة المحيطة والوسط قوي التأثير.
4- التنشئة عند بعض المجتمعات القائمة على التمييز مابين الجنسين وإعطاء الأولوية القيادية للرجل فقط.
5- ما تهيئه بعض الثقافات للرجل من معطيات تكون أقوى بنسب عالية فحسب.
6- ندرة الدراسات التي تناولت حق المرأة بالدور القيادي وندرة التشجيع على ذلك.
وبعيداً عن الأسباب العائقة لذلك نرى هنا دوافع ومميزات أخرى تحفز المرأة في بناء شخصية قيادية رائعة ومن أهمها :
1-الإبداع : وما تبين مسبقاً أنها تفوق الرجل بنسبة 25%
2- تفهمها الواضح لحاجات النساء والشركاء القائم على التفكير السليم والعقل المفيد بما هو مناسب
3- المرأة لديها بعد النظر أكثر من الرجل وتكمن أهمية ذلك في بحثها عن المعلومات بشكل دقيق وتركيز قوي ورؤيتها تكون صائبة أكثر.
4- قدرتها على التواصل الإجتماعي بنسبة تفوق الرجل من نواحي مهمة ك الحوار الفعال والصبر الجدير بالذكر
5- روح التعاطف والمشاركة والإستشارة في إتخاذ القرارات والتعامل بالرفق واللين والأسلوب الذكي مع الفريق والمجال.
6- وأخيراً إن المرأة ذو طبيعة أسرع في تكوين العلاقات.
ورغم كل تلك الدوافع والمحفزات يوجد هناك دراسة حديثة أشرف عليها البروفيسور أيفند أل مارتنسين رئيس قسم السلوك القيادي والتنظيمي في الجامعة النرويجية لإدارة الأعمال توصل بالدراسة إلى أن المرأة مؤهلة للقيادة أكثر من الرجل وكشفت أيضاً الدراسة التي شملت حوالي ثلاثة آلاف مدير ومديرة وتم تقييم صفاتهم الشخصية والمهنية أن النساء يتفوقن على الرجال في خمسة مجالات ألا وهي روح المبادرة والإنفتاح والقدرة على الإبتكار والمهارات الإجتماعية وتقديم الدعم المعنوي والنفسي والإدارة المنهجية وتحديد الأهداف.
ومن هنا تأتي فكرة موضوعية :
عندما نرى هذه المميزات والدوافع القوية لدى المرأة مقارنةً بالرجل يأخذنا التفكير لمَ النظرة المجتمعية التي تقتصر على إعطاء المرأة الأدوار الثانوية وعدم توليها لمناصب القيادة ونرى هذا التولي بشكل قليل ؟
وأيضاً لا بد أن نضع بقعة ضوء مهمة ونقف عند وجهات نظر سيدات الأعمال وأيضاً النساء ذوات الشخصيات فائقات الروعة والتقدير :
حيث تقول ثريا العوضي عضو مجلس إدارة سيدات أعمال الإمارات ورئيس لجنة الخدمات والعلاقات العامة : ( إن القيادة يا سيدات تبدأ من التعليم والتربية منذ الصغر و زرع الثقة في النفس عدا عن دور المجتمع في بناء الشخصية القيادية )
وترى فاطمة الجابر رئيس العمليات التنفيذية في مجموعة الجابر أن المرأة القيادية هي القادرة على تربية جيل يكمل مسيرة قيادتها من خلال الصفات والخبرات التي تستطيع أن تورثها للأجيال القادمة.
والجديرة بالذكر سيدة الأعمال السورية ياسمينة الأزهري التي قامت بتأسيس شركة اليم للإستيراد والتصدير والتمثيل التجاري وكما تعد شريكة في مكتب التنسيق التجاري البحري وأيضاً من ممثلي خطوط ميرسك في سوريا منذ عام 1979 ونقف هنا عند تصريحها : ( إن ما مررت به من أزمة إقتصادية يعتبر قاسي جداً بالنسبة لي وإن إنتقالي للبدء بعمل جديد جعلني أؤمن بأنه علينا ألا نستسلم أبداً وأن نتابع النهوض بعد تعثرنا حتى وإن كان تعثرنا يتكرر وأن ننفذ قراراتنا عندما نتخذها ولا نتردد إطلاقاً ).
وأيضاً زينة عكاوي مؤسسة شركة paz marketing للتسويق والعلاقات العامة :
( وراء كل إمرأة ناجحة وقيادية نفسها وأنا أود أن أوجه رسالة تقدير و إحترام لكل إمرأة عملت وبنت نفسها بنفسها وأسست حياتها المهنية الخاصة مهما كانت جنسيتها أو عمرها ).
وأيضاً الغنيات عن الذكر السيدات العظيمات ومثال لتجسيد القوّة لكل إمرأة و التحلّي والتفاضل بصفاتهنّ والإكتساب من العظمة والريادة والقيادة الطاغية
( الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية الأولى للقصر الجمهوري السوري وكانت قد تبوأت منصب وزيرة المغتربين السورية
والدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية في سوريا منذ 23 آذار من العام 2006 وأول إمرأة عربية تصل إلى هذا المنصب )
كلّ السلام والحب والتقدير لجميع الشخصيات التي ذُكرت.
ونكمل الآن ونضع المقترحات اللازمة لمعالجة الأمر والتخفيف من الحدة حوله في بعض المجتمعات :
1- تعديل نمط التفكير السائد لدى الطرفين ولا سيما النساء والعمل بشكل قوي على الصورة التقليدية
2- نشر الوعي الأسري القائم على تنشئة الطفل منذ الصغر والوسط الإجتماعي المحيط وتغذية أساس التكافؤ والمساواة والتعامل بين الجنسين من الذكور والإناث
3- إثراء المحتويات الدراسية بالقيم التي تعلي من شأن قدرة المرأة على القيادة
4- إجراء المزيد من الدراسات حول معوقات المرأة المتعلمة المميزة صاحبة الشخصية القوية وشغلها للمناصب القيادية ومن وجهة نظر أصحاب القرار
5- موضوع المرأة القيادية بشكل عام يحتاج إلى وضوح و فهم ودراسة بشكل أكبر من حيث قابليته للهدم والبناء من جديد و لذا الأفضل الإهتمام بدراسة المحتوى بشكل يتناسب مع الواقع والمحيط.
وأخيراً أختم مقالي ببعض القيم المنطقية الجمالية :
تلك هي المرأة السيدة الأولى العظيمة التي شغلت على مدار الأعوام ولعبت دور الملكة والشاعرة والفقيهة والمحاربة والفنانة والروائية والطبيبة والصحفية والأم الروحية والمعلمة المربية الفاضلة.
و إن قلة عدد النساء والفتيات المقبلات على المجتمع والعمر المهتمات بعقولهن هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها منذ الطفولة خلقت منها إمرأة محدودة إلى حد ما.
حيث يرى الأستاذ علي الوردي وهو من روّاد العلمانية في العراق أن المرأة في الواقع هي المدرسة الأولى التي تتكون فيها شخصية الإنسان والمجتمع و الذي يترك أطفاله في أحضان إمرأة جاهلة أو حتى عديمة الشعور بالمسؤولية لا تفقه إلا بالرجل والغرور الجمالي الغبي لا يمكنه أن ينتظر من أفراده خدمة صحيحة أو نظراً سديداً أو ذكاء بحت حيث إن المرأة هي قلب وعقل العائلة والمجتمع ولا يتم التكامل والتوافق إلا بهما من دون نقصان أحدهما للآخر.
نتأمل ونوجه رسالة مباشرة إلى معظم الرجال :
ساهموا في بناء صرح شخصيات زوجاتكم وبناتكم و أخواتكم و لا تكونوا أحد أسباب معوقات بناء الشخصية القيادية وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين وعلى جميع المستويات إن كنتم المسؤولين بالصف الأول عنهم.
و رسالة صريحة شفافة ملموسة للقليل من النساء :
دعِ الطموح لأعمق مستوى سيدتي ولا تجسّدي وتعملي على إثبات مصداقية قول ( تموت المرأة وعينها على المرأة ) بل اعملي على العكس تماماً فلا شك بأن أفضل ما تقدميه لنفسك من حب وقوة وسلام يأتي من الإعتراف بريادة وأهمية الأخريات والتمني للآخرين ما نتمناه للنفس.
التعليقات
💚🌹💜
متلما علمتك دخيل الفهماان انا موفقة يا حلوتي