بقلم: د. محمد أبوالعلا
كان صديقي مولعاً بالداخلية، حاول أن يذاكر جيداً حتى يدخل كلية الشرطة والحمد لله تحقق له ماتمنى ودخل دبلوم صنايع قسم نسيج، لكنه كان أحد أفراد الشرطة المدرسية، كان يحلم بأن يكون مثل صلاح ذو الفقار في “الرجل الثاني”؛ فاشترى خاتماً يعلوه فصٌ كبير، وكنت كلما سألته عن نوع الفص أجاب “فص ملح وداب”، وقد كان بارعاً في كتابة التقارير، فقد أحب مهنة العمل “عصفورة”! ، تعرف على فتاةٍ تعمل راقصة اسمها “سامية” وكان يناديها “لميا”(حاجة من ريحة الحبايب!)، وكلما سأله أحدٌ عن عمله كان يجيب “في الشرطة”، كان يجري خلف “لميا” في الأفراح الأمر الذي دفعه أن يتمنى أن يصبح “ضابط إيقاع”، لكنه فشل مرةً أخرى لأن مهاراته لم تكن تؤهله لذلك، فانعقدت اللجنة المكونة من الراقصة والطبال، وبعد الاطلاع على التقرير المقدم قررت اللجنة أنه يستحق العمل في رتبة ” شاويش مسرح “، وكانت أمه من باب الحرص على الشعب توصيه قائلةً إياك والظلم، اعرض النقطة بشفافية أمام الجمهور، الآن صديقي يحمل كارنيه عضوية يمكنه من الدخول إلى جميع الاحتفالات في المحافل الرسمية، لأن من يفشل عندنا في مصر في التطبيل يحترف الرقص!، تزامنت هذه القصة مع معرفتنا بالقرد والقرداتي، بل وأكثر من ذلك القضية الخلافية “لو القرد مات القرداتي هيشتغل إيه؟”، فكل إنسانٍ له أهميته الخاصة في خدمة المجتمع كشاويش المسرح والقرد والقرداتي، وإن كان التاريخ سيذكر أن الفنان الراحل محمد وفيق هو أول من ذهب إلى ألمانيا ليصلي صلاة الجنازة على رأفت الهجان من باب الوفاء الوطني؛ لذلك فمن باب الواجب يجب ألا نننسى أخبار الإعلام أيام الفنان الراحل محمد مرسي، فقد كانت جماعته ترى فيه صلاح الدين الجديد، لكن بعد مرور فترة على توليه الحكم اكتشفنا أنه تحول من صلاح الدين إلى صلاح منصور!، وكانت الأنباء الواردة من القصر أن الرئيس مرسي صلي العشاء مع الحرس الجمهوري وكان إماماً، الرئيس مرسي أدى صلاة العشاء وجلس في المقرأة مع الرئيس عمر البشير، الرئيس مرسي صلى صلاة الغائب مع الشيخ رجب طيب، الرئيس مرسي غداً في اجتماع بمكتب الإرشاد، يدور جدول الأعمل حول كيفية أداء “الخاتمة” على روح المتوفي، وراحوا فين حبايب الدار؟، مع إن إخواننا سواقين التوكتوك في القلب!، فالإصلاح الاقتصادي ليس مجرد لم نقطة (على طريقة الأفراح) يحق لنا بعده أن نطالب بلم التخلفات (من اللي مانقطش)، ودعم الدول لليس تحت شعار “مشي الرجال عند الرجل غندرة، أو جامل تُجامل” كما يكتبون على كروت الأفراح، فكما قال حاكم إمارة دبي نحن لا نمتن على مصر، حتى وإن رأى بعض الحاقدين أن دعم الاقتصاد يظهر في صورة “لم النقطة في الأفراح”، فالأفضل أن ينقطنا بسكاته، لأن السياسة لا تخلو من المصالح، وإني لا أكاد أصدق أن الدول العربية كتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن قد استيقظت بين عشيةٍ وضحاها لتقوم بالثورة، وأستنكر من يستنكر عنصر المؤامرة، فصديقي شاويش المسرح “أوباما”، أما الدول العربية فهي الُنقطة، لذلك تطالب أمريكا بحقها في لم التخلفات المستحقة علينا تجاه الاحتلال الأمريكي المغلف بالمساعدات والديمقراطية وحقوق الإنسان، لا أكاد أصدق أن الوضع في هذه الدول كان أسوأ من وضعها الآن، والآن يفكرشاويش المسرح في الفرح القادم، وأين سيكون مكانه وزمانه ، حتى وإن كانت الراقصة موزه !.
التعليقات