بقلم/عبد الشافى مقلد
تابعت كما تابع غالبية الشعب المصرى واقعة السيدة التى أرمت ببلاها على ضابط الشرطة الذى يعمل بمطار القاهرة الدولى، كما بدا لكافة الناس ولكن لم يبدو لى كذلك.. الحقيقة أنه فيلم “سيدة المطار” بجميع أدوار العرض.. قصة وسيناريو وحوار وتمثيل إخراج وإنتاج جهات أنتم تعلمونها..
من يقرأ الأحداث ويحللها ويتابعها عن كثب وبنظرة ثاقبة فاحصه ماحصه.. فلا يصدق هذا الفيلم السينمائى ولا يتعجب منه أيضاً لأننا إعتدنا على رؤية مئات بل آلاف من هذه الأفلام التى كانت غطائاً لتجاوزات وإنتهاكات وتمريراً لقوانين وغيرها، أدت فى النهاية إلى كوارث لحقت بالقائمين عليها، وهو ما سيكون نتيجه لهذا العرض السينمائى أيضاً.
تابعنا وهم لايريدوننا أن نتابعها، زيارة عبد الفتاح السيسى المفاجئة الخاطفه للمملكة العربية السعودية.. وبعدها ليدعو المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى إجتماع طارىء للحكومة دون أن نعلم حقيقته أيضاً، وما علمناه لاحقاً أنه كان عاجلاً مراعاةً لتوقيت إجتماع مجلس الدفاع الوطنى الذى تلاه بشكل مفاجىء أيضاً.. حيث دار إجتماعى “الوزراء” و”الدفاع الوطنى” حول إستمرار تدخل مصر فى “عاصفة الحزم”، وقد يكون التدخل من نوع آخر فى هذه المرة.. وكنت أظن أن إجتماع الحكومة لتدارس أزمة الغلاء وغيرها التى تحرق المواطنين!..
والأهم من ذلك أن مصر إحتفلت باليوم العالمى للصحافة، وإحتفلت معها أيضاً وزارة الداخلية بالقبض على إثنين من الصحفيين.. وخلال هذه الفترة أيضاً شهد قسم المطرية وفاة محاميان بداخله إثر التعذيب المبرح الذى تعرضا له.. وسمعنا عن إحالة مواطن بقسم شرطة مدينة طهطا بسوهاج إلى الطب الشرعى بعد إكتشاف آثار التعذيب المبرح عليه من قِبل أفراد الشرطة.. توجَ هذه الوقائع ملفا جريدتى “الدستور” و”المصرى اليوم” الراصده لإنتهاكات وتجاوزات “الداخلية” حتى وصل الأمر للصحافة النظامية فيما نشرته “الأهرام” عن التعذيب بالسجون وأقسام الشرطة.. هذه الوقائع هى المعلنة فقط ولكن ماخفى كان أعظم وأجل..
ما دفع القائمين على الأمر للتفكير كالعادة فى “العصفورة” التى يلتف حولها الرأى العام ويلتهى بلهوها، حتى يستطيعوا إخفاء آثار الفترة الملتبسة دون شوشرة من أحد أو حتى تعليقات بريئه، ولتمرير ما اتُخذ من قرارات حيال أمور داخلية وخارجية.. من غير لف ودوران كما قلت فى مقال سابق “المخرج عايز كده”.
التعليقات