الأحد الموافق 05 - يناير - 2025م

“سليمان” : الهزل الانقلابي بداية النهاية لاردوغان

“سليمان” : الهزل الانقلابي بداية النهاية لاردوغان

بقلم / د. أحمد سليمان أبو شعيشع

 

من الغريب ان اردوغان في اقل من 12 ساعة يكون ملم بأكثر من 7500 رجل شرطة وجيش بالاسماء والأماكن متورطين في الانقلاب , وكذلك قائمة بأسماء ثلث عدد القضاء , ولكن ان دل ذلك فانما يدل على صدق كلامنا , ان اردوغان كان لديه علم مسبق بالانقلاب وانه حوله من انقلاب الي عمل مسرحي كبير لعلمه بان شعبه سيسعي للحفاظ على الديمقراطية فأتي له الانقلاب على طبق من ذهب يلمع به أردوغان في سماء النجومية السياسية ويخرج لسانه للعالم بمدي تمسك شعبه بنتائج الصندوق ومن ثم فيقوم بتطهير مؤسسات الدولة على حسب قوله من بعض الشخصيات بحجة المشاركة في الانقلاب , ولكن قد تكون الأمور سارت على النحو المطلوب وتم الانقلاب لمدة اربع ساعات في صورة شاهدها العالم وفى امر مثير للغرابة ان يتم الانقلاب وفى لحظة ينفض الانقلاب مسفراً عن عدد من القتلى المدنيون .. عقب الانقلاب مجموعة من القرارات التي اتخذها اردوغان وعلى راسها مجموعة الاعتقلات الموسعه لافراد بعينهم فصارت الشرطة تعتقل الجيش وصار القضاه في قفص الاتهام وكبار رجال الدولة خلف القضبان في اقل من 24 ساعة واحلالهم باعضاء حزب التنمية والعدالة , ان ما فعله اردوغان يعتبر بداية النهاية لبقائه في منصبه فلكي تقوم بإقالة ثلث القضاء باي دولة وما يقرب من 7500 رجل عسكري وشرطي فأنت تصر على خسارة اكبر مؤسستين بالدولة بدلا من احتوائهم .

عمليات السحل والتعذيب للمدنيون المتورطون على حد زعمه في الانقلاب وبخاصة أعضاء حزب العمال الكردستاني جعلت المدافعين باسم حقوق الانسان في تركيا في حالة من السخط والنفور والطاقة العدائية الكامنة تجاه اردوغان , ولكن يمكن طرح سئوال هام , هل ينوي اردوغان وجود حزب عمال شكليا ولكن ليس له وجود على ارض الواقع ام ان اردوغان ينوي القضاء عليه نهائياً .

لعل اكثر المستفدين من بقاء اردوغان كمية السورين الموجودين بتركيا الفارين من الصراع السوري مع الرئيس بشار الاسد وكذلك الاخوان المسلمين الهاربين من السلطة المصرية وبعض أعضاء الجماعات المسلحة في مجموعة من دول المنطقة وهذا مؤشر غير مرضي للشعب لانه مهدد للسياسة الخارجية للدولة وكذلك الامن الداخلي وبخاصة ان العديد منهم لديه مطامع سياسية غير محدوده , وانه لا يعترفون بجنسية الأرض او الحدود . تركيا على حافة الهاوية أصبحت الان سلطة حزب العدالة والتنمية على حافة الهاوية نظرا لعمليات الحشد التي اجراها رجب اردوغان من الحزب بدلا من بعض رجال الدولة وهذا ما سيسبب سخط شعبي وجماهيري في الانتخابات القادمة على الحزب , وما يتوجب عليه لتفادي هذه النقطه الدفع بحزب العمال الكردستاني واجراء المصالحات العاجله معهم واحتواء كافة المواقف حتي لا تتأزم الأمور شعبيا , ام ان حزب اردوغان ينوي تكرار تجربة الحزب الوطني في مصر من الهيمنة على مقاليد الحكم في الدولة ووضع أبنائه في كافة المواقع القيادية ومن ثم بدأ في تزوير الانتخابات وتعديل الدستور بما يخدم مصالح الحزب واعضائه , الامر نفسه الذي أراد ان يكرره حزب الحرية والعدالة فثار عليه الشعب قبل عام من مده حكمه قائلين “لن نخلق حزب وطني جديد” الامر ذاته الذي دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من عدم الانضمام لاي حزب من الأحزاب , كذلك على اردوغان وضع المجنسين لديه والمغتربين اللاجئين تحت المجهر باستمرار لان الامر حينما سيصبح خارج السيطرة فلابد من دماء وتلاعب دولي بالساحة التركية وخصوصا انه متهم في دعمه لداعش مما يثير عليه بعض القوي والمنظمات الدولية الاقوي منه , فتركيا على حافة الهواية الان يهددها اخطار من تصرفات الحكام واخطار من المغتربين واخطار من القوي العظمي بالعالم .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78970333
تصميم وتطوير