Cairo ICT
 السبت الموافق 14 - ديسمبر - 2024م

رمضان شهر عباده أم شهر فن !!!!

رمضان شهر عباده أم شهر فن !!!!

كتب:حازم سيد أحمد

 

 

وقت الفطار وما بعده وجد جميع القنوات تعرض تمثليات كثيرة ولا أجد برنامجا واحدا يعرض علينا موضوع دينيا فهل هو شهر عبادة أم هو شهر للفن !!!؟
إن الإسلام دين يحب الجمال ويدعو إليه فى كل شيىء والنبى صلى الله عليه وسلم يقول ((أن الله جميل يحب الجمال ))ولكن ما هذا الجمال ؟
وفى الحقيقة الفن ابداع جمالى لا يعاديه الإسلام ، وغاية ما فى الأمر أن الإسلام يجعل الأولوية للمبدأ الأخلاقى على مبدأ الجمالى ، بمعنى أنه يجعل الثانى مترتبا على الأول ومرتبطا به ، وهذا الموقف المبدئى للإسلام إزاء جميع أشكال الفنون ، ويوجد معيار إسلامى للحكم على أى فن من الفنون يتمثل فى قاعدة تقول : حسنه .حسن ، وقبيحه قبيح ،حيث أن القرآن الكريم فى العديد من آياته يلفت الأنظار إلى ما فى الكون من تناسق وابداع واتقان ، وما يتضمنه ذلك من جمال وبهجة وسرور للناظرين ، ومن هنا لا يعقل أن يرفض الأسلام الفن إذا كان جميلا ، أم إذا اشتمل على القبح بما يعنيه ذلك من قبح مادى ومعنوى فإن الإسلام يرفضه ولا يوافق عليه،ونقول فإن كان الفن هدفه المتعة الذهنيية ، وترقيق الشعور ، وتهذيب الأحاسيس فلا اعتراض عليه، ولكن إذا خرج على أن يكون فنا هادفا فإنه حينئذ لا يساعد على بناء الحياة ، بل يعمل على هدمها ، وبذلك يخرج عن أن يكون فنا ، بل يصير نوعا من اللهو المذموم والعبث المرفوض ، وهذا أمر لا يقره الإسلام ، وكذلك الموسيقى والغناء تحمل ألينا ألحانا جميلة وكلمات مهذبة وأنغاما راقية ، وأصواتا جميلة ، فذلك لا يرفضه الإسلام طالما كان فى إطار المبدأ الأخلاقى ، أى طالما كان الهدف منه سمو الإنسان وأحاسيسه ووجدانه ومشاعره ، ولقد امتدح النبى صلى الله عليه واهله وسلم صوت أبى موسى الأشعرى -وكان صوته جميلا -وهو يتغنى بالقرآن ، وكان النبى يختار من بين أصحابه للأذان أجملهم صوتا ، وقد سمع النبى صوت الدف والمزمار دون تحرج ، وفى يوم عيد دخل أبو بكر على ابنته عائشة زوجة الرسول ولديها جاريتان تغنيان وتضربان بالدفوف فاعترض أبو بكر على ذلك ولكن النبى رفض ما أبداه أبو بكر من احتجاج فى هذا الصدد قائلا : (( دعهما يا أبا بكر فأنها أيام عيد )) وقد أوصى الرسول مرة السيدة عائشة أن ترسل من يغنى فى حفل زفاف قريبة لها زفت إلى رجل من الأنصار والإسلام من باب سد الزرائع لا يريد أن يفتح هذا الباب لما يمكن أن يترتب عليه من محاذير فى أزمنة مستقبلية ، فالإسلام يشرع لكل الأجيال ولمختلف العصور ، وما يستبعد فى بيئة قد يقبل فى أخرى وما يعتبره مستحيلا فى عصر قد يصبح حقيقة واقعة فى عصر أخر قريب أو بعيد .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78495333
تصميم وتطوير