سيد عبد الدايم و مصطفى النحراوى
مع دقات الساعة الخامسة والنصف تستعد أسرة ياسر، للنزول لشارع يوسف الجندي بمدينة زفتي، بمحافظة الغربية، عقب تجهيز كمية كبيرة من العصائر الرمضانية، لتوزيعها بالمجان علي الصائمين المارين بالشارع الرئيسي والتاريخي، الذي يربط بين شارع الجيش الذي يقع به مواقف مختلف المحافظات ومنطقة وسط البلد وصولًا لشارع البحر، فيقف الأب في مدخل العمارة السكنية، ممسكًا بالاباريق والزجاجات وينتشر أطفاله الثلاث حاملين أكواب العصائر يتسابقون علي نيل ثواب إفطار صائم، يقسمون بالله علي الجميع ويتوسلون له أن يعطيهم الثواب ويفطر علي عصائر ومشروبات من بين أيديهم ومن صنع أيديهم في مشهد يبرز مصرنا الجميلة، ويُدخل البهجة علي قلوب الجميع.
ويقول ياسر مصطفى، وهو رجل مصري أصيل، من أبناء مدينة زفتي، بمحافظة الغربية، وفي العقد الخامس من العمر يعمل فى مجال التجارة، إن كل عام فى الشهر الكريم يوزع العصير والمياه على المارة منذ زمن بعيد، مشيرًا إلى أنه بدأ بمفرده تنفيذًا لرغبة والده منذ أعوام بعيدة، حتي تزوج وإنجب أبنائه فوجدهم يسابقوه علي فعل الخيرات، وينتظرون معه وزوجته رمضان في كل عام ليعدون معه هو وزوجته المشروبات خلفًا لوالده ووالدته، ثم يقومون بحفظها في ثلاجات حفظ من المنزل، مؤكدًا أنه يقوم بشراء العصائر والمشروبات الرمضانية من التجار قبل قدوم رمضان ويجهز خريطة وخطة لنوع المشروب الذي يوزعه يوميًا علي المارة مضيفًا أن جميع أفراد أسرته ينتظرون من العام للعام الشهر الفضيل.
ويضيف أثناء التوزيع عندما أسمع الدعاء من المارين بالشارع “ربنا يكرمك، وربنا يبارك في أولادك” أو غيرها من الأدعية اشعر براحة وصفاء نفس، ولا تساويها كنوز الدنيا كلها لذلك دائمًا أطالب أبنائي أن يكملوا هذا العادة طوال العمر، وتحدث المنافسة بينهم في السعي لتوزيع أكبر قدر ممكن من أكواب العصائر علي المارة، فالمنافسة في صنع الخيرات ونيل الدرجات مشروعة وأنا ووالدتهم نشجعهم ونربيهم عليها، وعقب نهاية وقت الإفطار نتجاذب أطراف الحديث عندما نصعد منزلنا لصلاة المغرب وتناول الإفطار ويحكي كلٍ منا إنجازاته في التوزيع خلال اليوم ما يخلق جوه من المنافسة سعيًا لكسب الحسنات وابتغاء رضا الله سبحانه وتعالي.