الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

رفقا بسيناء وأهلها

رفقا بسيناء وأهلها

بقلم/أحمد عبد الرءوف أحمد

شمال سيناء…تلك المحافظة الكبيرة والمترامية الاطراف وهذه البقعة الطاهرة من ارض مصر الغالية والتى اصبحت الان تحمل كثير من الذكريات المختلطة فى وجدان كل مواطن مصرى….نعم ذكريات مختلطة بين الحزن والالم وبين الترقب والامل….
بيوت كثيرة وعائلات ثكلى على فلذات اكباد لهم دفعوا حياتهم ثمنا على هذه الارض دفاعا عن مصر كلها…وبيوت اخرى لها ابناء يعملون فوق هذه الارض تحت القصف والنار يداعبهم الموت بين الحين والحين ..جنبا الى جنب مع ابناء واهل سيناء الذين يتحملون ما لا يتحمله بشر غيرهم من بنى وطنهم…فالجميع فوق هذه الارض امة مرابطة تذود عن مصر وعن شعبها وتنوب عنه فى الصمود
سحائب من الحزن تمر فوق الرؤس تكاد تمطر هما والما….ولكن اهل سيناء يحولون دون ذلك بصبرهم حتى لا تنبت الارض اشجار من الحزن الكئيب….
فقد الف الجميع فى سيناء شجرة الزيتون واشجار التين والخوخ والليمون…
ان حزن اهل سيناء على شهداء الوطن قد يكون اكبر من حزن عائلات الشهداء انفسهم وهذه ليست مبالغة بل هى الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرون لان العرف فى سيناء يعتبر ان هؤلاء قتلوا واستشهدوا فى ارضهم وفى حرمهم وهذا يؤلمهم اكثر….طبقا لطبيعة التكوين النفسى والقبلى
قد تكون نظرة البعض من ابناء الوطن لاهل سيناء فى الفترة الاخيرة قد اصابها بعض القلق او التحفظ بسبب الاحداث الاخيرة ربما لعدم معرفة البعض بسيناء واهلها وربما بسبب جسامة تلك الاحداث وشدتها على النفس…ولكن قد يكون لهؤلاء بعض العزر ولكن على الجميع ان يعى بعض الحقائق التى ربما تكون غائبة وما هم لها بمدركون…..والتى تجعلنى اوجزها فى بعض التساؤلات …
ما رايكم فى اطفال شمال سيناء الان؟ الا تعلمون بان اطفالنا يحتاجون الى برنامج نفسى لتأهيلهم ؟ الا تعلمون بان هؤلاء الاطفال ينامون ويستيقظون على اصوات الانفجارات؟ الا تعلمون ان البراءة يتم اعتيالها الان بسبب هذه الاحداث؟..ومع ذلك فالجميع فى صبر وثبات والفوا ذلك بل واصبح جزءا من حياتهم وذلك كله من اجل الوطن…
المعلمون وموظفى الدولة فى شمال سيناء وبرغم كل تلكم الاحداث وما تسببه من الم ورعب يؤدون اعمالهم ربما افضل من زملاؤهم فى باقى المحافظات التى تتوافر بها كافة الخدمات ووسائل الراحة والامان…
التجار…والحرفيون واصحاب الاعمال والمقتاتون على ايديهم…خسروا الكثير والكثير بسبب قلة ساعات العمل بسبب الحظر المفروض…وانهم لصابرون…
هل يستطيع احد منكم ان يتحمل انقطاع وسائل الاتصال باختلاف انواعها يوم كامل ولمدة عام او يزيد؟
وبرغم كل ذلك…فالجميع يتحمل دفع ضريبة امن مصر وسلامتها …..
شيمتهم الصبر والامل …..
ايها الناس…رفقا بسيناء واهلها…الصامدون والمترقبون لبزوغ فجر الامن والاستقرار والتنمية التى ستعود بالنفع ليس على اهل سيناء وحدهم بل على مصر كلها…فالجميع ينتظر ويترقب انطلاق قطار التنمية السريع لتتحول هذه البقعة المباركة من ارض مصر الى ينبوع خير ومصدر رخاء وابراج تحط فوقها الحمائم من كل فج لتتحول مدن سيناء الى مدن مليونية وقراها الى قرى كبيرة وعملاقة عندئذ لن يستطيع كائن كان ان يجرؤ وينظر الى سيناء نظرة الطامع اللئيم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79609629
تصميم وتطوير