زمن عجيب وغريب..زمن الفتن، اختلط فيه الصالح بالطالح، صار فيه الباطل حقا والحق باطلا، بل علا و هوغرد فيه صوت الباطل وأغمد ودُفِن ودُهِسَ فيه صوت الحق…زمن يَصَدق فيه الكاذب، ويُكذب ويًحقَر فيه الصادق والمصلح..
زمن توارى فيه القيمة والقامة والمثل الأعلى، وتقدم الصفوف الأرازل والروبيضة..زمن مُكِنَ فيه المتسلق والكاذب والمنافق ودهس فيه المُصلِح والمضحي والبناء..زمن اختلت فيه المعايير والمقاييس، لم يعد فيه قيمة أو طعم لشيء، فلا طعم لطعام ولا لشراب ولا لملبس ولا لمنصب أو جاه…زمن تساوى فيه كل شيء. أصبح فيه كل شيء بلا لون أو طعم أو رائحة…نعم.
ولهذا لا تعجب في هذا الزمان من كثرة النوازل وموت الفجأة والشباب، والضرب في الدين وفي الثوابت…لا تعجب من طاعنِ ومحقِرِ لمؤسسات راسخة وعظيمة كالأزهر أو نبي مرسل كمحمد، أو صحابة ضحوا كأبوبكر وعمر وعثمان، ومشكك بل ومنكر لصلوات كالظهر والعصر ولأئمة كالبخاري ومسلم…زمن غاب فيه الاحترام والتوقير والتقدير لأي ولكل شيء وفي كل مكان…فهل هذا آخر الزمان؟!
وهل وباء كورونا حقا “بداية” رحلة عقاب من الله لخلقه، الذين تطاولوا تجاوزوا بحقه، وبحق باقي خلقه ومخلوقاته؟! هل هذه هي بداية النهاية؟! ولما لا وقد تجاوز المخلوق كل الحدود، وتبارى في الكذب، والتطاول على الخالق، بمقارعته ولعبه في ثوابت كونه سبحانه..فقد صار نِدا لله..أهي حقا بداية النهاية؟!
لأول مرة يُصدِر المولى حكمه بحبس هذا الانسان المتمرد، وفي كل بقاع أرضه! هل سبق وأن حُبِس العالم بأسره؟! لم تحدث، ولم يتوقعها بشر…ولكنه حكم خالق البشر…نعم.
قطعا نحن البشر من صَنَع هذا الواقع المرعب والأليم، وعلينا نحن البشر أن نحصد ما زرعناه من كره وغل وإهدار وإفساد ونفاق ودهس لكل ماهو قيم وعظيم…فالجزاء من جنس العمل…جفت الأقلام وطويت الصحف.
فهل من عودة؟! أم أن فرص العودة قد ولت وضاعت…قطعا المولى عز وجل أكرم وأرحم من خلقه بخلقه…نعم الله رؤوف بعباده…فهو الكريم والرحيم والحليم..ولكن حتى حين.
التعليقات