رسالة “شديدة اللهجة” من اللواء أركان حرب محمود خلف للرئيس السودانى
حضرتك تعلم قبل غيرك الحقائق التاريخية لبداية إنشاء حدود لفصل السودان عن التبعية المصرية فى 19 يناير 1899 .. حيث وقعت إتفاقية الحدود بين مصر و السودان بواسطة (بطرس باشا غالى وزير خارجية مصر) ، و المعتمد البريطانى (لورد كرومر) .. و نصت الإتفاقية الدولية ولأول مرة و حرفياً علي أن يطلق إسم السودان على الأراضى الواقعة جنوب خط عرض 22 درجة ، و هوالمرسوم حالياً ، و هى ذات الخريطة التى أعتمدت بها مصر عند مشاركتها فى تأسيس هيئة الأمم المتحدة .. و من ثم إسم السودان إرتبط قانونياً و دولياً بالأراضى الواقعة جنوب خط عرض 22 درجة
و المشكلة التى يركب موجتها حالياً الزول هى (المنطقة الإدارية) المؤقتة بين الدولتين من جراء تقسيم الحدود ، و هى إنسانية بالدرجة الأولى على أساس حركة قبيلتى (البشارية و العبابدة) و التى تسكن فى المنطقة فأصدر وقتها (وزير داخلية مصر الإنجليزى أنذاك) قراراً إدارياً مؤقتاً بما يسمى المناطق الإدارية (حلايب فى الأراضى المصرية) ، (و جبل علبة فى الأراضى السودانية) .. و ذلك للسماح لتلك القبائل على الجانبين لتسوية الأوضاع لتلك القبائل لمن يرغب فى البقاء داخل حدود مصر أو السودان ، و مدته كانت عامين فقط أى تنتهى 1902 .. و لكن سعة صدر مصر هى التى سمحت بإستمرارها لأسباب إنسانية كثيرة و مسجلة صوت و صورة و تعكس عظمة مصر و تاريخها
و يواصل اللواء خلف رسالته إلي الرئيس السوداني قائلاً : و أنت تعرف جيداً تلك الحقائق .. و نحن نعرف أيضاً الكثير من التفاصيل بصفتى خدمت بتلك المناطق .. و اللافت للنظر أن قطر هى أول من إبتدعت فى قناة الجزيرة نشر (الحدود الإدارية المؤقتة) ، كما لو كانت هي حدود مصر .. و دفعتك قطر مرات و مرات .. و ردنا بالغ البساطة و دون غوغائية (أمامك المحافل الدولية لتقديم شكوى) .. و نحن نعلم جيداً بأنك لن تفعل ذلك لأمرين إثنين :
أولهما : أن معاليكم مطلوب (توقيفك بأمر المحكمة الجنائية الدولية)
و ثانيهما : أنك تعلم أن قضيتك خاسرة و من ثم عليك أن تكف عن الإنصياع لترهات قطر ، و من الأخر نصيحة لك أن تنتبه للمثل الذى يقول :
(إذا رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تظنن أن الليث يبتسم) .. إذن لا تراهن كثيراً على سعة صدر رئيسنا المحترم عبد الفتاح السيسى (و إتق شر الحليم إذا غضب) ..
التعليقات