ذهب لخلع “ضرسه”.. فخرج مقطوع اللسان واستئصال 60 سم من الفك بالمنصورة.. والمستشفى الجامعي: تحروا الحقائق والتزموا الدقة
خالد جزر
حكاية شاب ثلاثيني يُقيم مع أسرته بإحدي قري محافظة الدقهلية، أشتهر بطيب أخلاقه، وخدمته للكبير والصغير من أهل قريته، يعمل، ويجري علي لقمة عيشه بعرق جبينه، ولا يتكبر علي أي عمل يقدمه مره تجده يقود تروسيكل لنقل البضاعة وأخري يقف بائع في أحد محلات البقالة داخل قريته، والكل يعرفه بشهامته ومساعدته للأخرين، هذا هو حال “رضا الونش” بقرية ميت مزاح” القريبة من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
يقول “محمد سمير” بأنه في شهر يناير الماضي ذهب مع صديقه “رضا” الذي كان يشتكي من ألم شديد في أسنانه وقرر خلع ضرسه في أحد مستشفيات الأسنان بالمنصورة، ولكن الأطباء اكتشفوا بأن هناك ورم سرطاني صغير تحت الضرس..
وأضاف سمير بأنه أصطحب زميله “رضا” الذي يتألم، وذهبا الي مستشفي الاورام، وقام باستقبال الحالة دكتور يدعي “ش”، الذي أكد بأن الورم من الممكن أن يتم علاجه بالكيماوي، ولكنه أقترح بأن الجراحة هي الأنسب للحالة..
فما كان للشاب إلا الموافقة علي إجراء الجراحة ظنًا بأن هذا هو الحل لكي يتخلص من الألام المُبرحة، وقال الطبيب بأنه سوف يُحضر مجموعة من الطلبة لكي يشاهدوا حالته لأن الورم نادرآ ما يظهر في هذا المكان الحساس، قائلآ: هذه الحالة موضوع الدكتوراه، ويضيف صديق الشاب المريض بأن الدكتور “ش” أقنعهم بأن هذا ثواب كبير سوف يعود بالنفع فيما بعد علي الحالات المشابهة..
وأكد “محمد” وأهل المريض علي موافقتهم لعمل الجراحة وبالفعل تم إستئصال 60 سم من الفك الشمال السفلي، وجزء من اللسان، وزرع مكانه عضلة من الفخد الأيمن، فيما يعرف بالترقيع، مؤكدين بأن بعد إجراء العملية اكتشفوا ان الترقيع من الفخذ لم يأتي بنتيجة إيجابية، لتزداد الحالة سؤءً، وتم إعادته للمستشفي مرة أخري ، ليسكن العناية المركزة لمدة أسبوعين، بعد إجراءه عملية أخري بالرقبة.
ويؤكد أشقاء المريض ل”البيان”: بأن المستشفي قررت أن يذهب “رضا” مرة أخري لمنزله علي ان يعود مرة أخري بعد شهر لأن الدكتور الذي أجري العملية الأولي سافر يناقش رسالة الدكتوراه في انجلترا، ويضيفوا بعد أسبوع بدأ الورم يتضخم، مؤكدين عندما يعودون به للمستشفي الأطباء تؤكد بأن الحالة مستقرة وما هذا إلا إلتهابات بسيطه وهتخلص!! حتي وصلت الحالة لأختناق شديد نتيجة الورم الذي يضغط علي القصبة الهوائية ويصّعب عملية التنفس.
ويُكمل “محمد سمير” صديق المريض كلامه ل “البيان” بأنهم ذهبوا به لطبيب خارجي في عيادته الخاصة ويعمل بنفس مركز الاورام و الذي أكد بأن المربض يعاني من ورم سرطاني نضخم وتفحل بسبب إهمال جزئي من الطبيب الذي أجري العملية لأنه لم يؤكد علي ضرورة تناول المريض دواء كيماوي او نووي بعد الجراحة.
وأضافوا بأن هذا ما حدث الأن مع المريض داخل المستشفي صرفهم جرعات كيماوي، ولكن بعد أن تدهورت حالته، وبنبرة صوت حزينه يقول صديق عمره إحنا غلابه علشان كدا كان صاحبي تجربة للدكتور الجراح، وترتعش منه كلماته مره أخري عندما أكد بأن الأطباء قالوا بأن الحالة تأخرت ولا أمل في الشفاء مستنكرآ بأن هذه الكلمات كانت في وجه المريض وبين أشقائه الثلاثة!! وناشد أهل المريض وأصدقائه وزيرة الصحة ووزير التعليم العالي بضرورة فتح تحقيق للوقوف علي الأسباب الطبية الحقيقية وراء تدهور حالة الشاب رضا الملقب بالونش نظرا لنشاطه وقوة شبابه الذي أكلها الإهمال الطبي علي حد قول صديقه “محمد سعيد”.
وعلي جانب أخر اصدر مركز الأورام – جامعة المنصورة بيان اعلامي وضح فيه انزعاجه الشديد من بعض المنشورات المتواجدة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي منذ التاسع من يوليو 2018 والتي تخص أحد المرضى الذين يشرف المركز بعلاجهم بما يحمل تشهيرا بأحد الأطباء أبناء المركز وبما يطعن في الخدمة الطبية المقدمة لمرضى المركز..
وجاء نصه:
حضر المريض ر.ر.ع. -36 سنة- والمقيم بإحدى القرى المجاورة لمدينة المنصورة أول مرة إلى مركز الأورام في شهر فبراير من العام الجاري 2018 يعاني من ورم سرطاني متقدم بتجويف الفم.
– تم إجراء كافة التحاليل اللازمة للمريض وعمل الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي والموجات الصوتية بالمركز والتي أظهرت امتداد الورم السرطاني لإصابة جزء من الفك واللسان وبطانة الفم وعضلات تجويف الفم بالإضافة إلى العقد الليمفاوية بالرقبة مما دل على أن مرحلة الورم السرطاني متأخرة..
– تمت مناظرة المريض بوساطة أعضاء هيئة التدريس من كافة التخصصات الطبية وتلا ذلك القرار بتحضير المريض للتدخل الجراحي بعد شرح تفاصيل العملية الجراحية بالكامل والتي تشمل استئصال الورم السرطاني بالكامل مع كامل الأنسجة المصابة بحيز أمان من الأنسجة الطبيعية وكذلك استئصال العقد الليمفاوية بالرقبة ثم إعادة تكوين بطانة الفم باستخدام ما يعرف بالرقعة الحرة من الفخذ وهي عملية جراحية شديدة الدقة، وتم شرح تفاصيل الجراحة للمريض مع كافة مضاعفاتها المحتملة فى إقرار مكتوب و معتمد من المريض قبل إجراء الجراحة..
– أجريت الجراحة يوم 20 فبراير 2018 بواسطة فريق جراحي تخصصي من أساتذة جراحة الأورام وأساتذة جراحة الأوعية الميكروسكوبية وتم إجراء تحليل باثولوجي أثناء العملية للتأكد من خلو حيز الأمان حول الورم السرطاني من أي إصابة وهو ما يعني نجاج استئصال الورم السرطاني بالكامل..
– تم وضع المريض تحت المتابعة الدقيقة بالمركز على مدار اليوم لمدة سبعة عشر يوما حتى احتاج إلى تدخل جراحي جديد يوم 10 مارس 2018 لاستبدال الرقعة الحرة بأخرى موضعية لاعادة تكوين بطانة الفم، وتم بقاء المريض بوحدة الجراحة بالمركز وتلقى كافة العلاج اللازم لحين تحسن حالته الصحية..
– أظهر التحليل الباثولوجي النهائي: سلامة حيز الأمان إلا أنه كذلك أظهر كبر حجم الورم السرطاني كما كان ظاهرا في تقارير الأشعة وكذلك إصابة العقد الليمفاوية وهو ما دل عن ان الورم السرطاني في مرحله متأخرة جدا (نهايه المرحلة الثالثة) التي تعني وجود احتماليات عالية جدا للارتجاع والانتشار حتى بعد الاستئصال الكامل..
– أظهرت إحدى الفحوصات التي أجريت للمريض أثناء متابعته بالمركز وجود كتلة مشتبه بها في منطقة أعلى الرقبة وتم أخذ عينة تحت الموجات الصوتية والتي أفادت بحدوث ارتجاع للورم السرطاني وذلك في نهاية شهر إبريل 2018
– أظهرت الأشعة المقطعية المجراة للمريض لتقييم حجم الارتجاع وصوله إلى المنطقة المجاورة للبلعوم وإحاطته للشريان السباتي وكذلك الوريد الوداجي وهو ما استدعى البدء في تلقي العلاج الكيماوي بشكل عاجل وهو ما تم بالفعل
– تلقى المريض بالفعل جرعتين من العلاج الكيماوي تحت إشراف أستاذة طب الأورام بالمركز
– تم حجز المريض قبل وبعد الجرعات لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة بما يلائم حالته الصحية
– المريض لا يزال حتى الآن محجوزا بالمركز ويتلقى كافة الرعاية الطبية و الصحية المطلوبة له
إن مركز الأورام جامعة المنصورة إذ يتمنى للمريض الذي يشرف بخدمته وبخدمة كافة مرضى الأورام دون تمييز أو تفرقة أو انتقاء تمام الشفاء و المعافاة يناشد أصحاب الأقلام تحري الحقائق والتزام الدقة فيما ينقل عن هذه المؤسسة من أخبار، ويحتفظ المركز بحقه في حماية كل أبنائه العاملين من التشويه والتشهير واتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل لهم حقوقهم.
وذلك علما بأن كافة بيانات المرضى وفحوصاتهم مسجلة ومحفوظة على نظام الكتروني متاح لللأطباء وكذلك للمرضى وذويهم وهو نظام غير قابل للتعديل ولا التغيير وتدون عليه الأحداث والوقائع في وقت حدوثها بشكل يومي.
ويضع المركز أمام الرأي العام الحقائق كاملة ويشدد على احترامه للصحافة الحرة وعلى حق كل مرضى المركز في الشكوى والاستفسار عن كل ما يدور بصدورهم من تساؤلات.. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
التعليقات