الإثنين الموافق 14 - أبريل - 2025م

د. “ياسر الأمير” يكتب : برلمان وحكومة ضد الشعب

د. “ياسر الأمير” يكتب : برلمان وحكومة ضد الشعب

بقلم / د. ياسر الأمير

 

من المعروف لمن يجهل أدنى درجات المعرفة السياسية أن عضو مجلس النواب عن دائرة ما هو ممثل أو مندوب أهالى هذه الدائرة أمام الحكومة وهو من يشرع من زملائه النواب القوانين التى تحكم الشعب والحكومة على حد سواء ،كذلك من المسلمات فى جميع دول العالم المتحضر سياسيا وديمقراطيا (وحاشا لله أن نكون كوطن عربى من هؤلاء المتحضرين ) أن الحكومة تعمل ألف حساب للبرلمان ،فهو بيده وطبقا لدساتير البلاد من حقه أن يسحب الثقة من الحكومة إذا رأى أنها تسير على خطى ضد مصلحة الشعب.

هذه المقدمة كان لابد منها ﻷننى أحس بمرارة وغصة فى حلقى من برلمان مصر ،فمنذ فترة عند مناقشة بيان حكومة الدكتور شريف إسماعيل أمام البرلمان وضح جليا للجميع إفتقار البيان إلى خطط واضحة المعالم لحل العديد من اﻷزمات وأتذكر حينها أن أزمة الدولار كانت تتصدر المشهد العام وأزمة إرتفاع أسعار السلع نتيجة تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة وأيضا أتذكر أن بيان الحكومة لم ترد فيه كلمة تتعهد الحكومة أو تلتزم الحكومة بشيئ ما وإنما وردت كلمات مثل تهدف أو تسعى الحكومة ،وحينها صدمنا بأن البرلمان قد طرح الثقة فى الحكومة للتصويت وكالعادة تم منح الثقة للحكومة التى لم تقدم شيئا يذكر حتى اﻵن وبأغلبية اﻷعضاء متذرعين بأنهم يرفضون ما جاء بالبيان ولكنهم مضطرين لمنح الثقة فى الحكومة دعما للإستقرار!!!.

وفى جلسة البرلمان يوم اﻹثنين الماضى أعيد طرح الثقة للتصويت فى ظل اﻷزمات الطاحنة التى يعانى منها الشعب ولم تقدم الحكومة ذاتها أية حلول لها ،وبعد إجتماعات بالغرف المغلقة وبعد إلقاء رئيس الوزراء كلمتة أمام المجلس تم منح الثقة للحكومة من جديد وإعطائها فرصة أخرى.

من بين ماقاله رئيس الوزراء فى كلمته ( أننا لم نصل والحمد لله إلى ما وصلت إليه اﻷحوال فى سورياواليمن وليبيا ) ياسيادة رئيس الوزراء إن إستقرار مصر أمر قد حكم به الله لهذا البلد وساعد على ذلك وجود جيش عظيم هو خير أجناد اﻷرض وهو صاحب الفضل فى عدم تردى اﻷوضاع فى البلاد وليس الفضل لحكومة سيادتكم حتى تقول ذلك فى كلمتك أمام نواب الشعب الذى ذاق اﻷمرين ومرت به اﻷزمات التى عصفت به ومازالت والتى لم يشهدها الى مدار تاريخه وهذه اﻷزمات بسبب أداء حكومة سيادتكم ولم ولن تقدموا حلولا لها حتى وإن أعطاكم البرلمان فرصة أخرى ﻷنه ببساطة ليس باﻹمكان أبدع مما كان.

وأخيرا لست متعجبا من تصرف البرلمان تجاه الحكومة فهذا البرلمان العجيب على الرغم من وجود نواب به مدركون تماما لمعاناة الشعب ويعترضون على اﻹضرار بالناس ولكنهم أمام الغالبية مكتوفى اﻷيدى فليس عجيبا أيها البرلمان أن تتحالف مع الحكومة وتمنحها قبلة الحياة ذلك أن أغلب أعضائك من علية القوم وأصحاب المليارات فكيف لهم أن يحسوا بالفقراء ومعاناتهم.

.

اﻷمل فى الله كبير

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81029066
تصميم وتطوير