السبت الموافق 11 - يناير - 2025م

د. محمد الشحومى: الاستعمار الجديد يحاربنا بالقوى الناعمة

د. محمد الشحومى: الاستعمار الجديد يحاربنا بالقوى الناعمة

رئيس الرابطة العالمية للأشراف:
القبائل الليبية تحتضن الجيش.. القضاء على الجماعات المسلحة مسألة صعبة.. دول من الخارج تدعم ر غم الحظر

حوار: مصطفى عمارة
شهدت القاهرة خلال الأيام الماضية، انعقاد الملتقى الثانى للقبائل الليبية، وبرعاية مصرية لايجاد حل سياسى للأزمة الجارية، وعقب انتهاء المؤتمر والذى امتد لأربعة أيام، كان “البيان” على موعد مع د. محمد الشحومى رئيس الرابطة العالمية للأشراف وعضو اللجنة التحضيرية للملتقى:

 في ظل انتشار الجماعات المسلحة في ليبيا، ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه القبائل الليبية لايجاد حل سياسي للازمة؟
القوى المسلحة لا تستطيع أن تعمل دون وجود حاضنة اجتماعية، تسمح لبعض النتوءات السرطانية أن تبرز الى السطح وبدون ذلك فان تلك النتوءات سوف يقاومها الجسم الأصلي، والذي تمثله كل القبائل الليبية والتي تشكل المكون الأساسي للشعب الليبي، وتستطيع أن ترفع الغطاء الاجتماعي عن هؤلاء المارقين، كما أنها تقوم بدعم واحتضان الجيش والشرطة والاصطفاف خلفهم لمقاومة هؤلاء .

 بماذا تفسر ظهور التيار الاسلامي وانتشاره في ليبيا بعد سقوط حكم القذافي؟
هذه الظاهرة لم تكن موجودة في ليبيا أو غيرها، وللأسف فان الاستعمار الجديد بدأ يحاربنا بالقوة الناعمة من خلال مجالس خاصة بالمخابرات، بدأت بالتدخل في الدين ومنظومة القيم الاجتماعية، ويحاربوننا من خلالها خاصة بعد ظهور ما يسمى بفلسفة الفوضى الخلاقة من خلال اثارة الاضطرابات لاحداث فوضى قد ينتج عنها نظام جديد يخدم مصالحهم، ولذلك فان تلك التنظيمات عبارة عن نوءات ليست من تطور الجسم وليست من متطلبات الشعب الليبي، ففي ليبيا لا يوجد شئ يخالف الشريعة الاسلامية، لأن ليبيا دولة نقية صافية فماذا تريد تلك الجماعات وخاصة أن كل ما يفعلونه يخالف الشريعة الاسلامية من تخريب وقتل النفس وترويع الآمنين.

هل امتدت ظاهرة التطرف الى القبائل الليبية ذاتها؟
ما نشهده عبارة عن حركة عالمية تمول من الخارج وأغلب الذين يقاتلون على الأراضي الليبية ليسوا من الليبيين.

ما وزن جماعة الاخوان في ليبيا؟
الاخوان في ليبيا لا وزن لهم، وقد خضنا ضدهم من قبل ثلاث تجارب انتخابية ولم يحصلوا الا على نسبة خمسة بالمائة.

ما قدرة الجيش الليبي على القضاء على الجماعات المسلحة خاصة بعد النجاحات التي تحققت على أرض الواقع بالفترة الاخيرة؟
الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، الا اذا تحرك المجتمع الدولي ورفع حظر السلاح عن الجيش الليبي خاصة أن ايران وأجهزة مخابرات، ودول اخرى تمد الجماعات المسلحة بما تحتاجه وعلي العالم أن يعرف أن الليبيون يقاتلون من أجلهم ورغم ذلك فلقد استطاع الجيش الليبي أن يحقق انتصارات كبيرة في الفترة الأخيرة.

هل لا زال النظام السوداني يمد تلك الجماعات بالسلاح علي الرغم من نفيه ذلك؟
السودان جزء من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، وبالتالي فان النظام السوداني لا يزال يدعم التنظيمات الارهابية بالسلاح مثله مثل قطر وتركيا.

ـ هل تتدخل مصر بشكل مباشر في المعارك بجانب الجيش الليبي الشرعي؟
مصر لا تستطيع سوى تقديم الدعم السياسي واللوجستي، لأن المجتمع الدولي يفرض حظرا علي ارسال الأسلحة الي الجيش الليبي النظامي، وهذا اجحاف في حقنا ونحن نطالب أن يتم رفع ليبيا من البند السابع حتي يتم تدعيم الجيش الليبي المعترف بشرعيته دوليا.

هل تتجه القبائل الليبية لحمل السلاح لمساعدة الجيش الليبي؟
القبائل الليبية كلها مسلحة وهي بالقطع تصطف وراء الجيش والشرطة لتقديم الدعم لها.

ما مدى صحة انتشار تنظيم داعش على مساحات شاسعة في ليبيا وخاصة في المنطقة الحدودية مع مصر؟
التنظيمات الارهابية المتطرفة توجد في بؤر وليس في مساحات شاسعة، وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن تخترق تلك التنظيمات الحدود المصرية للقيام باعمال تخريبية.
هل قام وزير الخارجية بزيارة ليبيا للتفاوض مع السياسيين الليبيين حول النتائج التي توصلت اليها القبائل ؟
هذا لم يحدث، ولكن هناك بعض الاعلاميين يروجون لأنباء معينة لاثارة البلبلة لصالح بعض الجهات.

ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به جامعة الدول العربية لحل المشكلة في ليبيا ؟
الجامعه العربية لا تستطيع عمل شئ لأنها مكونة من دول تخضع في ارادتها السياسية للدول الكبرى.

 ألا ترى أن ادماج التيارات الاسلامية أمرا ضروريا لايجاد حل سياسي للأزمة ؟
المؤتمر الوطني في طرابلس، هو تيار اسلامي معترف به حتى لو اختلفنا معه والاختلاف بيننا يمكن حله بالحوار، أما التنظيمات الارهابية التي تحمل السلاح وتقتل هنا وهناك فلا يمكن التحاور معها لأنها ليس لها شرعية.

ماذا عن الجماعات التي تقوم باختطاف السائقين وبعض الافراد للمساومة عليهم ؟
هذه الجماعات ليست جماعات ارهابية، ولكن لها مطالب معينة كالأفراج عن بعض السجناء وهؤلاء يمكن التفاوض معهم من خلال ايجاد حلول وسط للأفراج عن المختطفين، أما الذين تختطفهم الجماعات الارهابية فلا يمكن التفاوض معهم والأخطر منهم العصابات التي تقوم بعمليات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

هل ترى أن مؤتمر القبائل حقق أهدافه لايجاد حل سياسي للازمة؟
المؤتمر حقق الغرض منه، وأهم ما حققه هو صدور بيان ختامي متوازن يعكس ارادة الشعب الليبي والاتفاق على تشكيل مجلس أعلى للقبائل الليبية، وستعقد جلسة خاصة بالاراضي الليبية يتم التجهيز لها الآن وتشكيل لجنة للحوار والمصالحة الوطنية، وأعتقد أن القبائل الليبية باعتبارها الحاضنة الاجتماعية للشعب الليبي قادرة على اعادة الاعتبار من جديد، حيث يفرز من هو وطني ومن يجب ابعاده وعدد هذه الحاضنة يصل الى 90% من الشعب الليبي وهي الصامتة الوحيدة.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79097570
تصميم وتطوير