بقلم / د. رضا عبد السلام (محافظ الشرقية السابق)
بالمناسبة، نحن نعلم ابنائنا ان من انظمة الصرف المطبقة عالميا نظام الصرف الحر اي ترك سعر صرف العملة لقوى السوق اي العرض والطلب وهو ما يسمى بالتعويم، اذا هو ليس اختراع جديد، ولكن السؤال المهم، لما الاستعجال في التعويم؟ فقد اتخذت خطوات جيدة اسعدتنا خلال الايام الماضية،
كان ينبغي ان ننتظر حتى نوفر المناخ المناسب والمواتي للتعويم، فسعر ١٣ جنيه للدولار كسعر رسمي اي تقبل به البنوك سيفتح الباب من جديد للمضاربة، عجلة الانتاج لم تتحرك بعد. الضريبة على المواطن سنكون باهظة، اسعار السلع سترتفع سريعا وسنكون كمن يحرث في البحر.
انا لست مع او ضد التعويم ولكن دائما نبحث عن الظرف المناسب لاتخاذ اي قرار، ولا اعتقد ان الظروف تغيرت بين عشية وضحاها حتى نسارع بالتعويم حتى ولو كان الهدف هو قرض الصندوق. بالفعل انا لست سعيدا.
المشكلة ايضا انه ليس تعويما كاملا حيث سمح البنك المركزي للبنوك بهامش ربح يدور حول ١٠٪ وبالتالي ستظل السوق السوداء للاسف طالما لم تتحرك عجلة الانتاج والاستثمار.
القرارات العظيمة التي اصدرها مجلس الاستثمار الاعلى اول امس، متى ستنفذ واين الجهاز الاداري القادر على تنفيذها؟ هذا ما كان ينبغي ان نركز عليه الايام القادمة لا ان نضع العجلة امام الحصان. كنت اتمنى ان نتريث لحين تحريك عجلة الانتاج ومع قرارات وقف الاستيراد واستقرار ااسوق نبدا في التعويم؟
هذا يذكرني بسياسة الخصخصة الفاشلة التي طبقها رجال جمال مبارك من امثال محمود محيي الدين ، عندما وضعنا العربة امام الحصان وبعنا مئات الشركات المملوكة للشعب قبل توفير الاطار السليم للخصخصة، وكانت النتيجة ان ضاعت الشركات وضاعت الفلوس. فالتاريخ يعيد نفسه للاسف.