الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

د. رضا عبدالسلام يكتب: الكل يحب مصر.. ولكن هناك نوعان للحب !!

د. رضا عبدالسلام يكتب: الكل يحب مصر.. ولكن هناك نوعان للحب !!

بقلم- د. رضا عبدالسلام

 

هذه هي الحقيقة المرة..مين عمره كره مصر؟ على مدار التاريخ مصر محبوبة الجميع والا لما كانت مطمعا للغزاة على مدار التاريخ، بدءا بالهكسوس والرومان ومرورا بالمماليك والعثمانيين والفرنسيين والانجليز وانتهاء باليهود والصهاينة…الخ.

الكل يحب مصر ويخطب ودها، ولكن عندما نتكلم عن حب مصر علينا ان نميز بين نوعين من الحب: أولئك الذين يحبونها حب الشيكولاته، والأخرون الذين يحبونها حب وعشق الأم لابنائها!!

فما اكثر الذين أحبوها ويحبونها حب الشيكولاته، اي لياكلونها في بطونهم، وهؤلاء عرفناهم من الغزاة على مدار التاريخ، ومن عشاق الداخل الذين امتهنوا سلبها ونهبها وإفقارها وتغييب شعبها وهؤلاء نراهم يوميا يقرضون الشعر فيها ومصر منهم براء، فهم سبب نكبتها وابتلائها. مصر بالنسبة لهؤلاء اشبه بقطعة الشيكولاته اللذيذة، ومن ثم فإن مكانها الطبيعي داخل بطونهم وكروشهم الواسعة النتنة.

اما النوع الأخر من الحب لمصر فهو حب الأم لابنائها. الأم … وما ادراك ما الأم…نعم…هؤلاء يحبونها دون هوى أو انتظار مصلحة…فالأم هي المخلوق الوحيد في الكون الذي يحبك ويدعو لك دون أن ينتظر مقابل، غايتها راحتك واسعادك، فتسهر الليل من أجلك وكل املها أن تراك افضل انسان في الكون.

هناك من يحب مصر هذا الحب الصادق..تدمع عيونه عندما يرد ذكر اسمها …يرتجف بدنه وتثار مشاعره عندما يتعرض احد لاسمها او تاريخها أو مقدراتها…هؤلاء دماؤهم هينة امام ذرات ترابها..يحلمون لها بمكانة تليق بتاريخها وامكانات شعبها…هؤلاء يتعاملون مع مصر تعامل الام مع ابنائها، لا تعامل الطامع او العاشق لقطعة من الشيكولاتة.

ونظرا لأن عدد من يحبونها حب الشيكولاته يفوق بكثير عدد من يحبونها حب الأم لابنائها، لذا هي تعاني وتتألم ويعاني شعبها وبسطائها. تخيلوا معي لو أن أغلبنا أحبها حب الأم لابنائها!!! مؤكد أنها كانت ستتبوأ المكانة التي تستحقها بين الامم، وما رأيناها تغرق في البطالة والديون والأزمات بل اشكالها.

حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء، وكان بالمرصاد وانزل غضبه على كل من سعى في خرابها او سلبها او نهبها، وأكثر وبارك في من يحبونها حب الام لأبنائها …إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79658059
تصميم وتطوير