بقلم د رضا عبد السلام
أكد الفنان الكبير محمد صبحي، حسب ما تناقلته الصحف، خلال لقاء مؤخرا عن تطوير التعليم على أن الفن والسينما حقرت من شأن المرأة والمعلم وكل ما هو قيم في مصر، وقدمت نماذج ليقتدي بها شبابنا من حملة السنج والبلطجية والسكارى والمخدرين. نعم…صدق الفنان محمد صبحي، بالتأكيد نحن لسنا ضد الفن والادب بكافة صوره، ولكن حتى نكون دقيقين…عن أي فن نتحدث؟ هل نسمي افلام المجون والانحلال والخلاعة فنا؟ هل نسمى افلام البلطجة والسكر العربدة فنا؟ هل نسمي اغاني المهرجانات فنا؟ هل نسمى الخبط والرزع والعري فنا؟ لن اذكر اسماء بعينها، ولكن هناك مغنيات لايملكن اي صوت وشهرتهن تنبع فقط من اغرائهن الجسدي، والحديث بغير ذلك ليس اكثر من حلاوة روح!! ايام قلائل وسنستقبل شهر البركات شهر القرآن، ونعرف جميعا ما يحاك على مدار العام من قبل اعوان ابليس لرمضان ولأهل رمضان…هل نسمي ما يعد خصيصا لشهر العبادة فنا؟ هل قصص حياة الراقصات وبرامج نشر غسيل الممثلين فنا؟ هل كل مايقدم من عري واسفاف لإلهاء الصائمين فنا؟ لقد اعدوا عدتهم ليقولوا بالبلدي “رمضانك عندنا…مش عند ربنا”. ان تجاهل هذا التطرف في الانحلال والانحطاط الفني يقود بالحتم الى تطرف مضاد في الفكر والعقيدة…فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه….اتمنى ان يخطئني أحد عاقل منصف!!! خذ نموذجا فقط وهو المعلم او رجل الدين وكيف تعاملت معهما الدراما او السينما في مصر…فالمعلم تحول اللى ملطشة، بعد ان تم تحقيره واهانته على يد طلابه، وما مسرحية مدرسة المساغبين التي زرعت اصول التحقير للمعلم الا مثال قاطع على ذلك….قس على ذلك الشيخ الازهري والمأذون وكيف قدمته السينما المصرية على مدار تاريخها.. وحتى لا نتهم بأننا نعادي الفن والسينما … أقول … نعم للفن الذي يبني ولا يهدم …يقدم ولا يؤخر … يضيء ظلام العقول لا الفن الذي يهبط بنا الى ما دون مستوى الحيوانات. تاريخنا السينيمائي والدرامي يذخر بأعمال مشرفة ومضيئة مثل فيلم الأرض ومسلسل يوميات ونيس او الوتد وليالي الحلمية ….الخ…. ولكن الغالب في تاريخنا الفني كان غثا ومدمرا ومخجلا… قادنا الفن الهابط الى ما نحن فيه من تردي اقتصادي واجتماعي وإخلاقي …الخ…مؤكد ان ما نحن فيه من تخلف وبؤس يعزى لأسباب عديدة: سياسية واقتصادية، ولكن لايمكن ان ننكر دور الفن وأهله في هذا الخصوص والا نكون ضالين مضلين. التطرف في الانحلال يقابل بتطرف في الاعتقاد وكلاهما مرفوض…نحن نبتغي الوسطية المفقودة…نبتغي فنا يحفظ قيمة المعلم والفلاح والعامل ورجل الدين…نريد فنا يأخذنا للأمام لا سفها ومجونا يعيدنا الى عصر الجاهلية. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات
استكتاب الدكتور رضا عبد السلام في جريدة البيان اضافة رائعة تستحق الاحتفاء بها
سلمت وسلم لسانك وأحسنت القول معالي الوزير نحن في حاجة إلى الصراحة مع الذات حتى نعلم أخطاء الماضي ونتجنبها في شتى المجالات وخاصة في مجال الفن حتى نرتقي بالمادة التي تدخل علينا البيوت فالأجيال القادمة لن تسامحنا أذا لم نقوم أنفسنا ونمهد لهم حياة أفضل أخلاقيا. شكراً للعقول المستنيرة حفظكم دكتورنا الغالي