الإثنين الموافق 10 - فبراير - 2025م

دونالد ترامب . . الديكتاتور المخبول سجين أوهام التهجير ومصير الهارب

دونالد ترامب . . الديكتاتور المخبول سجين أوهام التهجير ومصير الهارب

انفراد . . “جولاني” جديد سيظهر في تونس للإطاحة بنظام قيس سعيد

تقرير / أبو المجد الجمال

 

تهديد أمريكي خطير لرئيس تونس قيس سعيد بإسقاط نظامه كما حدث مع نظام بشار الأسد الهارب وعائلته لموسكو

 

خطورة التهديد تأتي من تفجيره من عضو الكونجرس الأمريكي جو ويلسون الذي رفض في رسالة عاصفة له عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس الاعتذار بناء علي طلب النائبة التونسية فاطمة المسدي بشأن تهديده مواجهة تونس نفس سيناريو مصير إسقاط نظام بشار الأسد والدفاع عن الديمقراطية بما يوحي باستنساخ “أبو محمد الجولاني” ” أحمد الشرع حاليا” والرئيس الانتقالي لسوريا الذي أسقط نظام بشار الأسد في ورقة ابتزاز ومساومة لراعي البقر المخبول ترامب للعرب

اشتعل الموقف وأصبح سيد الموقف حينما انتفضت النائبة التونسية فاطمة المسدي وزلزلت الأرض تحت أقدام عضو الكونجرس الأمريكي جو ويلسون الذي فتح أبواب جهنم علي الرئيس التونسي قيس سعيد ونعته ب “الديكتاتور” مهددا إياه بنفس مصير بشار الأسد الهارب محرضا علي فرض عقوبات رادعة علي تونس انتصارا للديمقراطية الغائبة في حضرته وهي التصريحات الأمريكية المشينة التي اعتبرتها المسدي تدخلا سافرا في الشئون الداخلية للبلاد تجاوزت كل الحدود ضد رئيس منتخب بإرادة الشعب التونسي وطالبت المسدي ويلسون بالاعتذار وهذا ما أكدته في رسالة عاصفة لها عبر حسابها الشخصي علي منصة إكس بحسب وسائل إعلام تونسية

 

لتشتعل حرب “إكس” بين المسدي ويلسون ما بين التهديدات والمطالبة بالاعتذارات لكنها لا تخرج عن كونها حرب كلامية فقط علي منصات التواصل لكنها في مجملها بحسب – خبراء – تفضح احتمالية وجود مخطط صهيوني أمريكي لترشيح بعض الدول العربية لتكون قابلة لتطبيق نفس سيناريو إسقاط نظام بشار الأسد الهارب لموسكو وعائلته وربما حددت الدور علي تونس وسط الصراعات السياسية والقضائية التي تأكلها من الداخل مع تصعيد الهجمات الأمنية علي السياسيين الحاليين والسابقين المناهضين لنظام قيس سعيد وسط انفجار مظاهرات واعتصامات واحتجاجات ضربت كل أنحاء تونس خاصة في أوقات سابقة احتجاجا علي سياسته الرامية لإقصاء كل معارضيه التي طالت رجال قضاء وسياسة وبرلمانيون كبار زج بهم في المعتقلات والسجون سواء ينتمون لجماعة الإخوان أو لتيارات أخري أو لا ينتمون لأي تيارات من أصله في ظل حرب الاقصاء وتصفية الحسابات الممنهجة التي يمارسها قيس سعيد منذ وصوله لسدة الحكم بحسب ما نقلته وسائل إعلام تونسية عن ساسة تونسيين

 

كانت المحكمة الابتدائية في تونس أصدرت حكما مؤخرا علي راشد الغنوشي رئيس البرلمان المنحل ورأس الإخوان زعيم حزب النهضة في تونس بالسجن المشدد ٢٢ سنة وهشام المشيشي رئيس الحكومة السابق بالسجن المشدد ٣٥ سنة وعدد من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا ب “إنستالينغو” التي طالت شخصيات سياسية وأمنية وإعلامية بارزة إلي جانب عدد من المدونين وتعود القضية لتحقيقات تتعلق بأنشطة شركة متخصصة في الإنتاج الإعلامي والرقمي وواجه المتهمون فيها اتهامات تتعلق بأمن الدولة والتآمر على النظام العام بحسب مصادر قضائية تونسية

 

ردا علي تلك الأحكام القضائية وصفها حزب حركة النهضة في بيان ناري بأنها “محاكمة سياسية وظالمة” تأتي في إطار “تصفيات سياسية” عبر القضاء فيما أكدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بدأها في إجراءات الطعن علي الحكم القاسي الصادر بحق الصحفية شذى بالحاج مبارك بالسجن ٥ سنوات مطالبة بسرعة الإفراج عنها معبرة عن دهشتها من هذا الحكم

 

وهي الأحكام القضائية التي أثارت حالة من الجدل واللغط داخل سائر الأوسط التونسية في ظل استخدام قيس سعيد لعبة تطهير الدولة من الفساد والمفسدين التي طال أمدها أكثر من اللازم منذ توليه سدة الحكم في الاقصاء بكل معارضيه لتتجاوز الإخوان الإرهابية بكثير وتمزق بكارة الأحزاب السياسية والسلك القضائي داخل البلاد ولم يأتي وصف السيناتور الأمريكي له ب “الديكتاتور” من فراغ فقد فجرته مظاهرات عدة ترفض حكمه للبلاد مع استمراره في سياسة الاقصاء والاستبعاد والاعتقال لكل مناهضيه بحسب شعارات حملتها تلك المظاهرات

عودة إلي هجوم السيناتور الأمريكي فلم يثير لعاب النائبة التونسية وحدها فقط فقد أثار جدلا واسعا وغضبا عارما بين الساسة والنشطاء التونسيين الذين هاجموا تصريحاته وانتقدوها بأشد العبارات وفق وسائل إعلام تونسية

 

 

الخلاصة أننا أمام بوادر مخطط صهيوني أمريكي بدأ ترامب يستخدمه كجس نبض أو بالونه اختبار لابتزاز بعض الحكام العرب سواء بتهديدهم بطريقة غير مباشرة مثلما حدث بهجوم السيناتور الأمريكي وتهديده لقيس سعيد بنفس مصير بشار الأسد أو بطريقة مباشرة بورقة التهجير في غزة وغزوها أمريكيا وسط رفض قاطع مصري وأردني شعبا وقادة وأرضا لملف تهجير الغزيين للبلدين باعتباره خط أحمر يمس بالأمن القومي للبلدين ويهدد بتصفية القضية الفلسطينية وسط تراجع ترامب نفسه عن تصريحاته التي تعبر عن أوهام أضغاث أحلامه بإسرائيل الكبري من النيل للفرات وإن كان – خبراء – أكدوا استحالة قدرته علي تنفيذ هذا المخطط مع تمسك الغزيين بأرضهم حتي الموت وهم الضلع الثالث في مثلث المخطط الصهيوني الأمريكي ويبدو أن مجرم الحرب نتنياهو وحليفه راعي البقر ترامب تناسيا عمدا فشل إسرائيل الذريع في تحقيق أهداف حرب القرن علي غزة بالقضاء علي حماس وتدمير قدراتها العسكرية وبنيتها السلطوية وتنفيذ “صفقة القرن” التي طبخها راعي البقر ترامب في ٢٠١٩ وينفذها نتنياهو أيضا تناسيا حجم الخسائر الإسرائيلية الفادحة في الجنود والضباط والعتاد العسكري والفشل الأمني والعسكري الذريع في هجوم ٧ أكتوبر وأن أقصي إنجازات نتنياهو في الحرب هي قتل أكثر من ٤٧ ألف فلسطيني وإصابة أكثر من ١١١ ألف آخرون ورغم اغتيالات قادة حماس من هنية للسنوار مرورا بالضيف وعيسي وغيرهم الكثير إلا أن المقاومة فكرة لا تموت باغتيال قادتها فغزة كلها هنية والسنوار أطفالها كرجالها كذلك تناسيا أن “حل الدولتين” شبة مستحيل أمام طوفان اليمين المتطرف في إسرائيل وأمريكا وأوروبا وأنه لابد من إلقاء اليهود في البحر ليعودوا مرة أخري تنفيذا لرؤية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ما أخذ بالقوة لن لا يسترد إلا بالقوة وعلي العرب التضامن مع بعض من أجل تنفيذ ذلك أيضا تناسيا أن طوفان الأقصي والصمود والنصر أعاد القضية الفلسطينية للصدارة من جديد كذلك تناسيا طوفان الثأر القادم لأجيال المستقبل الذين ذاق بعضهم مرارة اليتم مبكرا في حرب الإبادة وكانوا شهود عيان عليها ليجري الثأر والانتقام في عروقهم كمجري الدم فلن يذهب الدم الفلسطيني سدي لأن الحرب لم ولن تنتهي بعد أيضا تناسيا أن إسرائيل لم تكسب شيئا من تدمير البنية التحتية والمنظومة الصحية وعلي رأسها المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء وقتل وتشريد آلاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء في كامل قطاع غزة الصامد حتي طال الحجر والشجر ويجب علي إسرائيل أن تستوعب الدروس المستفادة جيدا من حربها الخاسرة في غزة الصامدة الأبية علي الاحتلال الفاشي كذلك تناسيا أن “طوفان العائدون” لديارهم و”طوفان الأسري” ورضوخ نتنياهو أخيرا لشروط حماس في الهدنة والصفقة هو أكبر طوفان يبلع مخطط التهجير وينسفه نسفا كذلك تناسيا أن ١٥ شهرا من حرب الإبادة والحصار والتجويع والتطهير العرقي والتهجير القسري والاستيطان الإرهابي المتواصل بحق أهالينا في غزة الصامدة فشلت ذريعا في محو غزة من الوجود ومحو حماس والأدهي والأمر أن مجرم الحرب نتنياهو راح يستنسخ حرب الإبادة بغزة في الضفة الغربية وعلي أرض جنين العصية علي المحتل ظنا منه بأنه سينجح بمساعدة راعي البقر المخبول ترامب في ضم الضفة الغربية لإسرائيل بعد ابتلاعها والسيطرة عليها لمنع إقامة أي دولة فلسطينية وهو الأمر الذي يستوجب موقف عربي وإسلامي موحد لمواجهة مخطط ترامب للتهجير وسط تعليق الآمال علي “القمة العربية” التي طالبت حماس بعقدها في هذا الشأن

 

 

. . لكن وأخيرا يبقي السؤال الشائك والملغوم بقوة تسونامي المدمر بل وأشد هل يستطيع راعي البقر ترامب فعلا تنفيذ مقترح التهجير في بالونة الاختبار تلك ولا سيما في خضم تراجعه عن تصريحاته بشأن التهجير حينما قال أن الخطة “صفقة عقارية ولا داعي للعجلة لتنفيذها” ؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة . . ولكي الله يا فلسطين.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79705243
تصميم وتطوير