السبت الموافق 11 - يناير - 2025م

دكتور عبدالفتاح عبدالباقي يكتب..مصر ملجأ الأمان منذ خلقت الدنيا

دكتور عبدالفتاح عبدالباقي يكتب..مصر ملجأ الأمان منذ خلقت الدنيا

حقيقة قرآنية وتاريخية قال تعالى( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)

1- لجأ إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام «ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين» آل عمران الآية 67
التوراة هي التي ذكرت قصة مجيئه إلى مصر وذلك في سفر التكوين (11/26، 57/41، 1/42) حيث جاء فيه حدوث مجاعة في أرض إبراهيم فقرر أن يهجرها وزوجته سارة ونزل إلى مصر. ولم يأت ذكر نزول إبراهيم عليه السلام إلى مصر في القرآن الكريم، بل ورد في بعض الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة (رضي الله عنه) وذكرها البخاري في صحيحه.
وقد جاء نسب إبراهيم عليه السلام في التوراة (سفر التكوين 10/11 ـ 26) من سلالة سام بن نوح، وقد قسمت التوراة شعوب الأرض من نسل النبي نوح بعد الطوفان، فقالت إنه أنجب سام الذي جاء من نسله العبرانيون، وحام الذي جاءت الشعوب الأخرى من نسل أبنائه.
ولقد سبقت هجرة سيدنا إبراهيم إلى مصر هجرته إلى أرض كنعان (فلسطين). وذكرت التوراة باستفاضة قصة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة التي كانت على قدر عظيم من الجمال فطمع فيها ملك مصر ونجاها المولى عز وجل بعد تضرعها إليه.
وقد خرج سيدنا إبراهيم من مصر ومعه السيدة هاجر التي وهبها له ملك مصر وقدمتها له زوجته سارة ليتخذها زوجة له لعله ينجب منها وريثا، فكان مولد سيدنا إسماعيل عليه السلام أبو العرب من أم مصرية
ثم منّ الله عليه بإسحاق من زوجته سارة، وجاء من نسل إسحاق يعقوب (إسرائيل)، ومن نسله خرج الأسباط الاثنا عشر.
2- لجأ إليها النبى يعقوب وأبناؤه الأسباط؛ هرباً من الجوع والقحط فى أرض كنعان إلى حيث الخير الوفير فى خزائن الأرض مصر كما وصفت بالقرآن
3-لجأت إليها أطهر نساء العالمين مريم العذراء بعد أن طاردها الملك اليهودى هيردوس الذى قرر قتل المسيح؛ ظناً منه أنه الملك المنتظر، وجاءت المصطفاة المطهرة على نساء العالمين كما وصفها القرآن وطفلها عيسى عليه السلام إلى مصر بحثاً عن الأمان فى أشهر رحلة مقدسة فى التاريخ لتصبح مساراتها على أرض مالكة خزائن الارص ام الدنيا مزارات عالمية للرحلة المقدسة
ومن الأنبياء إلى جميع
المضطهدون من بقاع الأرض فى كل عصر ففى بداية القرن العشرين لجأ إليها عدد من الملوك والزعماء والرؤساء والمجاهدين والسياسيين طلبا للأمان والحماية من الظلم الواقع فى بلادهم.فما خذلت يوما طالب أمان وما ميزت بينهم للدين أو العرق وما رفضت يوما لا جيء يستجير بها فهيا الأمان بوصف القرآن
وكان أحد عائلة روسيا القيصرية الأرثوذكسية هرب من روسيا بعد الثورة الشيوعية وطلب اللجوء السياسى لمصر فى عام 1917 فناله
كما طلبه الملك أحمد زوغو ملك ألبانيا‏الذى تولى الحكم فى بلاده عام 1922 بعد مقاومته الاستعمار الفرنسى والنمساوى والإيطالى وظل يحكم حتى عام 1928 عندما دخل زعيم إيطاليا الفاشية موسولينى وقواته ألبانيا، فهرب إلى إنجلترا، ثم لجأ إلى مصر وظل بالقاهرة رغم سقوط الملكية فى أعقاب ثورة يوليو عام 1952، وتُوفِّى عام 1961 عن 61 عاماً.
وإلى أم الدنيا لجأ الملك بطرس الثانى، آخر ملوك يوغوسلافيا الذى حكَم فى الفترة من 1934 إلى 1945،
كما لجأ لأم الدنيا أصغر ملك سنا قسطنطين الثانى، آخر ملوك اليونان وكان عمره لا يتجاوز 350 يوماً عندما غزت القوات الألمانية اليونان عام 1940، فغادر هو وعائلته اليونان، إلى مصر، وظل بها أربعةَ أعوام، ثم غادرها إلى جنوب أفريقيا، وعاد إلى اليونان عام 1945، حتى تولى والده حكم اليونان عام 1947، وبعدها خلَف والِدَه على عرش اليونان عام 1964، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الـ24 عاماً، وكان أصغر ملوك العالَم الحديث إلى أن قام انقلابٍ ضده، وخرج من اليونان عام 1973،
كما لجأ اليها المجاهد المغربى البطل «عبدالكريم الخطابى» فى مايو من عام 1946، وعاش بها حتى فبراير من عام 1947 وكان للجوئه لمصر قصة غريبة، حيث تم نفيه إلى جزيرة «لارينيون» جنوب مدغشقر؛ بسبب مقاومته الاحتلال الإسبانى للمغرب، وعاش بالجزيرة عدة سنوات، ثم طلب اللجوء إلى فرنسا التى وافقت على ذلك، وأثناء مرور السفينة التى تبحر به من قناة السويس، صعد إليها مجموعة من الشباب المغربى المقيمين بالقاهرة وطلبوا منه أن يتقدم بطلب للجوء إلى مصر ليستكمل مشواره النضالى منها لتحرير المغرب ووافق على ذلك، ونزل بالفعل من السفينة فى بورسعيد و استقبلته الحركة الوطنية المصرية استقبال كبير دعا الملك لكى يكون أيضا فى استقباله
زعماء الثورة الجزائري أتوا القاهرة عام 1954 كما أتى المفكر الإسلامي الجزائرى الكبير مالك بن نبى فقدم لهم عبدالناصر المستحيلات لنصرة الثورة احمد بن بلة اعتقل عام 1950 في قضية بريد وهران و حكم عليه بالسجن المؤبد لكنه تمكن من الفرار التجا الى القاهرة و اصبح منذ نوفمبر 1954 احد زعماء جبهة التحرير الوطني تعرض الى عملية الاختطاف في 22 اكتوبر 1956
يقول احمد بن بلة في هذا الصدد :لقد حملنا شحنة من السلاح في مركب “فخر البحار” الذي كان يستخدم كمركب للسياحةانذاك كانت المهمة تقوم على نقل السلاح من مصرالى ليبيا ثم يتم نقله بعد ذلك عبر الصحراء الى الجزائر عن طريق الجمال،اوالسيارات.فكانت العملية كلها عملية تهريب طويلة،وكانت ليبيا انذاك رغم انها حصلت على استقلالهاالا ان البريطانيين هم الذين يسيرون الاموربها كما كانت هناك اكبر قاعدة عسكريةامريكية في العالم.
(الرئيس احمد بن بلة يكشف عن اسرار الثورة الجزائرية ،ط2 دار الاصالة للنشر و التوزيع الجزائر 2009 ص99 ص 100)
جاء مصر بورقيبة وصدام حسين والقوتلى بحثا عن الأمان وعادوا رؤساء دول
خلع فيصل أخاه الملك سعود ورغم العداء مع عبدالناصر اختار أن يأتى مصر فى حماية مصر وعبد الناصر
لجأ الأمراء الأحرار من آل سعود بقيادة الأمير طلال بن عبدالعزيز إلى مصر عبدالناصر
الملك إدريس السنوسي ملك ليبا بعد ثورة القذافى اختار

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79096888
تصميم وتطوير