Site icon جريدة البيان

دكتور رضا عبد السلام يكتب.. هذا المشهد المخجلً لا يمثلني! 

دكتور رضا عبدالسلام

درضا عبدالسلام يكتب قرار تعويم الجنيه قرار متسرع

جامعة القاهرة هي أقدم وأعرق جامعة في الشرق الأوسط!!!..مازلت في حالة من الزهول لما أراه من مشهد أو أسمعه وأشاهده من مزاد!! هل هذا هو ما نحلم به للجامعات المصرية في التصنيفات العالمية؟!

هل هذه هي قيمة العلم وقيمة أهل العلم ومؤسسات العلم؟!. كيف سيرانا الأخوة العرب الذين بدأت أقدامهم تدب وتتجه للجامعات المصرية للدراسة بها ويضيفوا لموازنة الدولة المليارات سنويا؟!

وكيف سيقبل العرب بخريجونا للعمل هناك؟! هل فكر للحظة في التداعيات؟! أو استشار أحدا قبل عقد هذا المزاد العلمي الذي جهزه على هاتفه، وعرضه على الملأ؟!

أشعر ويشعر معي كل مصري غيور على بلده وعاش “أضغاث الأحلام” بعد ثورتين بأننا أمام مزاد في سوق العبور، إلى جوار عبد الغفور البرعي، أو سيارة روبابكيا، بوليس في حرم أقدم محراب علم في الشرق الأوسط، تولاه يوما أحمد لطفي السيد وخرج منه أكبر القامات من مصر وعالمنا العربي والاسلامي!!

واضح تماما أن رئيس الجامعة كان جاهزا (وليس كلام عفوي أو صدفة) بعرضه الخاص بالأوكازيون، حيث كان يقرأ العروض من على جهاز هاتفه!!!

ولكن هل يملك رئيس الجامعة (أي رئيس جامعة) إنجاح طالب واحد راسب بالمخالفة للقواعد؟! هل نأتمن أنفسنا مثلا بين يدي طبيب راسب نجح بتلك الدرجات المهداة؟! واذا فعل هذا في جامعته، ماذا عن طلاب الجامعات الاخرى؟! ألهذا الحد وصلنا بالقانون؟! وكيف سنخاطب طلابنا؟!

هذا مشهد مهين للجامعة ولاساتذتها ومهين للعلم، وقبل كل شيء مهين للعزيزة مصر التي نحلم لها بالعظمة والقوة بين الأمم..ولكن المؤكد أن مصر لن تحيا بما نراه من سلوكيات مخجلة.

هؤلاء ومن على شاكلتهم في مختلف محافظات مصر هم “أشبه بالدبة” التي قتلت صاحبها. والله من قلبي، لا رئيس مصر المجتهد ولا مصر الغالية ولا الحالمين في مصر يستحقون هذا المشهد المخجل!!

أتمنى إجراء عاجل ورادع من مؤسسات الدولة…عيب وحرام…فلم نفقد العقول بعد. يا حضرات ما أسهل أن نخوض مع الخائضين والمردود زي الفل، ولكن هل هذا هو ما تنتظره منا مصر؟! هل هكذا يكون رد الدين لها؟!

نحن للاسف بسذاجتنا وغبائنا نقدم أنفسنا على طبق ذهبي لمن يسعون للنيل منا في الداخل والخارج…انتظروا الحفلات علينا وانتظروا تصنيف المؤسسات التعليمية العالمية لمصر بعد هذا المشهد!!!…

أنا في قمة الحزن…فما هكذا نتمنى أو نحلم لمصر…الردع يا سادة ولا شيء غير الردع العاجل…ارحموا مصر وارحموا من ينشدون لها الخير…الرحمة.

Exit mobile version