الأحد الموافق 15 - ديسمبر - 2024م

دكتور رضا عبد السلام يكتب: مطلوب نفهم المشكلة فين؟! كفاية بقى.. كفاية!

دكتور رضا عبد السلام يكتب: مطلوب نفهم المشكلة فين؟! كفاية بقى.. كفاية!

 

قيمة لاعبي السنغال أكثر من 300 مليون يورو…في حين أن قيمة لاعبي منتخب مصر لا تتعدى 150 مليون يورو (وأغلبهم في صلاح)، رغم إن مصر 110 مليون مواطن، والسنغال كشعب 16 مليون بس؟!

هل السنغاليين كشعب أكثر مهارة من المصريين؟!

بالقطع، ودون تفكير، الإجابة لا…في كل بلد المهاري والكفء ومن هم دون ذلك، بدليل أننا خرج من عندنا محمد صلاح الذي أذهل العالم.

طيب لو حسبناها نسبة وتناسب، المفروض العكس!! المفروض ان قيمة لاعبينا الدوليين وعددهم في الدوريات الاوروبية يكون أضعاف أضعاف لاعبي السنغال…احنا 110 مليون نسمة…

إزاي استطاع بلد صغير في قلب أفريقيا أن يغزو الدوريات الأوروبية، ويدخلوا لبلادهم ملايين الدولارات سنويا، واحنا يدوب محمد صلاح ونصين جنبه!!

 

طبعا انا هنا اجتهد وأعرض رأيا والموضوع ليس بعيد عن الاقتصاد والإدارة من وجهة نظري…فلك مطلق الحرية أن تقبل برأيي او تختلف معه، فأنا لا أقول قرآن.

 

شوفتوا حضراتكم منتخب السنغال وده مجرد مثال مابين لاعب في ليفربول وآخر في باريس سان جيرمان….الخ….ليه؟!

 

من وجهة نظري المتواضعة السر في الدوري المحلي، زي الدوري المصري والدوري السنغالي…وكذلك دور وزارات الشباب في البلدين.

 

لا أعتقد أن حال دوري السنغال بمثل حال دوري مصري ولا عندهم زلنطحية أرزقية الاعلام الرياضي، ولا توريث الكورة، ابن الحارس حارس وابن الهداف لازم يكون هداف…أومال أيه!! وهنا لايختلف حال قطاع الكورة في مصر عن باقي القطاعات، مش كده ولا أيه؟! ولهذا سميت بلدنا من أكتر من 20 سنة بـ “جمهورية العِزب”.
السؤال هنا، هل من يلعبون لاندية الدوري المصري هم خيرة شباب مصر؟! أم أن اختيار اللاعبين تحكمه معايير أخرى، ولهذا غالبا ما تدهس الكفاءات الرياضية؟!

 

السؤال الآخر، أين دور مراكز الشباب المتواجدة في كل قرية مصرية والتي تتعدى الـ5000 مركز شباب؟!

أين المسابقات الرياضية القروية وتصعيد الأكفاء ليمثل في الأندية الكبرى وبالتالي يراه العالم والأندية الاوروبية ويتعاقدوا معهم؟!

تجربة محمد صلاح مجرد نموذج قاطع على فشلنا في اجتذاب واحتواء واستثمار الكفاءات في المجال الرياضي، وكلنا نعرف كيف كانت رحلته داخل مصر، وكيف تعرض للتحقير والتقزيم ممن حولوا عالم كرة القدم إلى عزبة أخرى من عزب مصر؟!

 

ولهذا خرج محمد صلاح وصبر، وتحمل واشتغل على نفسه إلى أن اثبت للعالم أنه لاعب عظيم، وصار حديث الملايين في مشارق الأرض ومغاربها؟!

 

اذا خلاصة القول، لسنا هنا بصدد جلد الذات، ولكن مهم جدا معرفة أسباب الفشل والأداء الضعيف طوال المباريات كدفاع! لأننا لو لم نحدد أسباب مشكلاتنا سنواصل رحلة وأد السعادة عند شعب كرة القدم مقدمة عنده على الطعام والشراب…فهل سنواصل نفس الرحلة بذات السبوبة وفضائيات أكل العيش الرياضي، وتوريث كل شيء؟!

هل ستبقى مراكز الشباب المنتشرة في كافة قرى مصر في حالة موت سريري؟! وبالتالي تموت الكفاءات وتدفن وبالتالي يخسر الوطن الملايين من الدولارات ونخسر نحن كشعب مصري رؤية منتخب يليق باسم مصر ويحقق السعادة للملايين؟!

 

أعتقد كمصري يعشق تراب بلده أننا علينا أن نقف مع أنفسنا ونراجع المنظومة بالكامل، ونطهرها من كافة الوجوه والنماذج التي استباحتها، لاننا “مصر” بلد ال100 مليون، ومصنع الرجال أجدر بأن نغزو الدوريات الأوروبية والعربية، وكما نصدر أطباء واساتذة جامعات أكفاء نصدر أيضا لاعبين موهوبين…

 

وكقاعدة، وكلمة لوجه الله ولوجه مصر، لن تتقدم مصرنا ولن تعرف لتقدم إلا إذا قضينا على جمهورية العزب، وقدمنا أهل الكفاءة على أهل الثقة في كل مجال…اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78527268
تصميم وتطوير