العنوان أعلاه كتبته بحق الإخوان وفِي عهدهم وذلك ردا على من حزن لصعودهم بعد ثورة ٢٥ يناير المجيدة، والمقال موجود بجريدة اليوم السابع…
نفس العنوان والكلام أوجهه لمن أحزنهم وصدمهم وأمات حلمهم صعود وجوه الحزب الوطني من جديد تحت مسميات مودرن!
علمتنا الحياة وعلمتنا الدراسة في كليات الحقوق وعلمتنا دراستنا للتجارب العالمية، وخاصة التجارب الناجحة والمشرفة في مجال التنمية والقدم الاقتصادي والسياسي أن الطريق نحو الديمقراطية مفروشا بالأشواك وليس مفروشا بالورود.
فالديمقراطية تعني العدالة ودولة القانون ودولة الحلم والامل والإبداع.
ولكن هناك من لا تسعدهم دولة العدل والقانون والحلم…هناك في كل مكان في العالم من هم أعداء الحلم والإبداع.
ولهذا اذا نظرت الى خريطة العالم ستجد ان الدول التي تحترم فيها الحقوق والحريات والديمقراطية هي دول جاذبة للمبدعين والحالمين، حيث الحرية والتقدم…
في حين تشكل الدول المتخلفة بيئة طاردة للمبدعين ولا يبقى فيها الا المفسدين والضالين المضلين.
مؤكد أن وطننا مصر يواجه تحديات خطيرة، ندركها جيدا، تحديات في الداخل والخارج وفِي محيطنا العربي، وربما هذا هو ما ينبغي أن يدعونا للصبر على حلم الديمقراطية من اجل الوطن وحماية أركانه وترابه…ولكن الصبر لا يعني موت الحلم او دفنه!
هناك من كان رافضا للاستفتاء من حيث المبدأ والأساس، ولكن اقول لهؤلاء عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم…فالاستفتاء كشف الكثير والكثير…ابسط شيء أنه أبرز الوجه القبيح للماضي الذي لا يزال يطارد الحاضر والمستقبل!!
الأدلة دامغة وقاطعة بل تزكم الأنوف، على أن هناك من يريد العودة بِنَا الى ماضي لفظناه وطلقناه طلاقا بائنا…عاد ذلك الماضي واظهر قبحه ليقتل الحلم والامل…ولكن هيهات…فعسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم.
الحقيقة التي لا يدركها الضالون والمصلون وأعداء مصر هي أن المواطن بات اكثر وعيا وإدراكاً، ولَم تعد تنطلي عليه الأساليب الغبية لماضي هدم مصر هدما…
السؤال هنا وبهدوء تام؟! ألم يفسد هؤلاء ماضي مصر؟! ألم يشاركوا في جريمة هدم كل شيء في مصر (تعليم صحة أخلاق اقتصاد نهب أراضي دولة…الخ)؟! اذا كيف ننتظر صلاح الحاضر والمستقبل على أيديهم؟! الحمد لله لدينا عقول وندرك والله!!
ولهذا من حسنات الاستفتاء الأخير أنه كشف عن الوجه القبيح لهذا الماضي بأدواته، تماما مثلما كشفت لنا ثورة يناير الوجه القبيح لتيارات الاسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان.
والمؤكد أن كلا من لصوص الماضي وتجار الوطن وتجار الدين شربوا من معين واحد، وهما وجهان لعملة واحدة…ولا يرجى منهم أي خير…جفت الأقلام وطويت الصحف.
وعليه فان مصر المستقبل، اذا كنّا ننشد لها الخير عليها أن تتطهر وتبرأ من كل من تجار الدين وتجار الوطن في مسمياتهم الجديدة…فكل هؤلاء لم ولن تعنيهم مصر ولا فقراء مصر الا وقت الحاجة!!!
اذا الصورة بالنسبة لنا مكتملة وشديدة الوضوح، وهو ان الفرس المصري لم يبرأ بعد من البركة او المستنقع الذي سقط فيه (خلال العقود الغابرة) سواء من تجار الدين او من تجار الوطن…ولكن دائما يقدر الله لمصر الخير.
فخيرا صعد الاخوان وخيرا سقطوا…خيرا عادت الوجوه القبيحة للماضي البغيض وخيرا سقطوا في نظر كل مصري شريف يحترم نفسه ويحب وطنه حب حقيقي.
مطلوب من كل واحد منا الا يفقد الامل وان نكون أكثر ثقة بالله بان الله يقدر لنا ولأوطاننا الأفضل…نعم.
واجب كل منا ان يعمل ويجتهد وان يسهم بانتماء في رحلة تطهير الوطن، وَلَن يتم هذا الا بتضحية بوقت وجهد وعمل…فلن تأتي الديمقراطية على طبق ذهبي…ولكنها تتطلب عمل وطني مخلص.
أحبتي…ما شهدناه خلال السنوات العشر الماضية من تحولات تجعلنا نكون: أولا أكثر إيماناً بالله وبقدرته وجبروته وعظمته، وثانيا أكثر انتماء للوطن وحرصا عليه وعمل من أجله….حفظ الله مصر ووفقنا ووفق كل مخلص لدعم مسيرة بناءة وتقدمه.
التعليقات