وصلتني رسالة انشرها بأمانه وهي الوزير د. رضا عبد السلام .. الموقر
تحية طيبة .. وبعد ،
أردت من هذه المشاركة فقط أن تكون ذات نفع عام ، وفضلت أن أكتب لسيادتك نصاً حتى استطيع توضيح تجربتي، فربما لا تسعفني الكلمات من خلال الحديث شفاهة، وحتى أتمكن من ترتيب النقاط محور الحديث، وحرصاً على وقت سيادتكم قبل كل شيء :
أولاً : ( التمهيد ) : يجب على ولي الأمر أن يكون واعياً مهتماً بأنه هو المسئول الأول عن مستقبل أبناءه التعليمي والثقافي وليس ( اللي يسري على الناس يسري علينا ) وهذا هو الركن الأساس في الموضوع .
ثانياً : ( الأدوات ) : شاشة ( ليد ) أو (ال سي دي) عادية أو سمارت ليس شرطاً .. المهم أن تحتوي على ماّخذ توصيل ( يو اس بي ) في الخلفية ، أيضا فلاشة 4 أو 8 جيجابايت أيا كان ويتم نسخ المحتوى الدراسي أو الثقافي أو المهاري وتنظيمه في مجلدات معنونة باسم المادة والسنة الدراسية أو حتى باسم أيا من الأبناء ( كل هذا لا يستغرق أكثر من ساعة زمن ) ، ومن ثم عرضها للطالب في الوقت الذي يحبه هو وليس جبراً وإيقاف الدرس واعادته مراراً حتى يتم تثبيت المعلومة تماماً ومن أكثر من مصدر ومن أكثر من مدرس .
ثالثاً : ( الوعي ) : على ولي الأمر أن يعي أنه يغير عادة وتغيير العادة ليس سهلاً في البداية على الدارس نظراً للارتباط العاطفي بالمجموعة والمستر والسنتر ، أيضاً يرى الطالب في البداية بأن اختلاف طريقة التعلم الجديدة هي خصماً من وقته على الفيس واليوتيوب وخلافه وسحب البساط من شرود الذهن والشتات والتفكير اللاواعي الى التركيز الواعي المتزن .
رابعاً : ( المحفزات ) : يجب تجديد النشاط والترفيه بين كل درس وأخر ومشاهدة مقاطع تحفيزية أيضا على الفلاشة حسب الميول والهوايات للتنشيط العقلي ( كيف تذاكر بذكاء وأقل مجهود ) ( مايك تايسون ) ( بروسلي ) ( د.ابراهيم الفقي ) ( قصة معاناة شجرة البامبو ) مقاطع من 5 – 6 دقائق بدون افراط بين الدروس تحدث أثر ايجابي ملموس .
خامساً : ( المكافأة ) : ربط تلبية الرغبات للأبناء بمدى تجاوبهم وحضورهم لشرح المدرس ، بمعنى ابني أو ابنتي اعتادوا على طلبات معينة مثل : قطعة جاتوه – فيشار- حرنكش – توت – جميز – حب العزيز ، جيد فهي أكل صحي ولكن الرد المعتاد من ولي الأمر ( طيب لما أخرج أو لما اروح السوق أو لما أقبض المرتب أو أو ) !!! عفواً ياسيدي العزيز – ان ما يتم توفيره من بند الدروس الخصوصية والمذكرات والمواصلات بين السناتر في أقل اسرة مصرية هو 600 جنيه شهرياً على أقل الفروض ، وبالتالي أستطيع تلبية رغبات أبنائي فيما يشتهونه بالمفاجئة أثناء الاستماع الى الشرح ، استناداً أننا نتعامل مع قلوب خضراء غير ذات تجارب سابقة ونخاطب عقول غضة ليس لهم ذنب سوى ما تفرضه عليهم المدخلات الخاطئة من المسلسلات و السلوكيات السلبية في الشارع وهذا التقليد الأعمى للأبطال الافتراضيين وغياب القدوة الحقيقية .
سادساً : ( شطحات ) : أتمنى في قرارة نفسي أن أجد في كل قرية وكل شارع في مصر أن أجد شاشة أو جهاز عرض (بروجكتور) يبث برامج تعليمية وتثقيفية يمولها الموسرين ويقوم عليها متطوعين – كما تسلل الينا في يوم من الأيام الأتاري وترابيزة البنج بونج والبلياردو ، وكلٍ أخذ زمنه وراح ، والحصيلة ننتج أجيال صور مكررة وأزمات تتفاقم ونعيد نفس الأخطاء.
بالأمس القريب كنا نصب جام غضبنا على د. فتحي سرور – ابان فترة توليه وزارة التربية والتعليم واليوم د. طارق شوقي ، وما بينهما !! لن نحصل على نتائج مختلفة ما دمنا نتبع نفس المنهج في الأداء.
لا بد من تحسين الطريقة للحصول على نتائج مختلفة ، أتمنى أن أعيش اليوم الذي يصبح فيه العالِم هو القدوة الحقيقية و العلم والتعلم هدف قومي وأن تصب خلاصة علمهم في مصلحة تقدم ورقي هذا البلد ، وأي مساس بهذه المنظومة يُعد بمثابة اعتداء على الأمن القومي وجريمة خيانة عظمى في حق مصر والأجيال القادمة .
صاحب الرسالة السيد/ يحي احمد عبد العزيز – فني تسجيل طبي واحصاء – مديرية الصحة بالدقهلية.
ما رأيكم في هذا الجمال وتلك العظمة…مصر بخير طول مافيها تلك النماذج.