شهد سعر صرف الجنيه امام الدولار تحسنا كبيرا منذ مطلع العام ٢٠١٩ بحوالي جنيه من ١٨ جنيه لكل دولار الى اقل من ١٧ جنيه اليوم…السؤال لماذا؟!
تتذكرون معي ما كتبناه هنا، ولا يزال ما كتبناه موجود ويمكن الرجوع اليه، من أن ضرب الطائرة الروسية وبالتالي ضرب السياحة في مقتل ادى الى تعرية الجنيه امام الدولار حيث فقدت مصر في عام واحد اكثر من ٢٠ مليار دولار من السياحة،
طبعا في ذات الفترة من ٢٠١٥ و ٢٠١٦ ارسلت التفجيرات رسائل سلبية للمستثمرين فتراجع الاستثمار الاجنبي وفقدنا نحو ٨ مليار دولار اخري!
في ذات الفترة أيضا وحتى تشتد الكماشة على الجنيه، تراجعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج من اكثر من ٢٥ مليار دولار لأقل من ١٠ مليار ففقدنا اكثر من ١٥ مليار دولار اخرى!
وبالتالي فقدنا في تلك الفترة نحو ٥٠ مليار دولار…ولكننا كنّا نستورد بأكثر من ٧٠ مليار دولار، وقيمة ما كنّا نصدره لم يتعدى ٢٠ مليار دولار…وبالتالي تلك ال٥٠ مليار التي فقدناها كانت هي من يستر الجنيه أمام الدولار…ولهذا تم ضرب الجنيه في مقتل، فانهار امام الدولار في السوق السوداء وحدث ما حدث واضطررنا للارتماء في حضن صندوق النكد الدولي!
الأن..بعد مضي ٣ سنوات من تلك الأحداث وتحرير سعر الصرف، بدأت الدولة المصرية في تثبيت أركانها وتراجعت وتيرة العمليات الإرهابية بل اختفت والحمد لله، وفِي ظل سعر صرف ١٨ جنيه لكل دولار ماذا تتوقع من المصريين بالخارج؟!
وعليه، فذات اسباب التراجع هي ذات اسباب التحسن مؤخرا، فالسياحة عادت الى معدلاتها بفضل الله وتوفر للدولة حاليا نحو ٣٠ مليار دولار وكذلك التحويلات التي تلامس ال٣٠ مليار دولار، وبعد استقرار الوطن تدفقت الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة!!!
وبالتالي بات المعروض من الدولار في السوق كافيا وأكثر من احتياجاتنا للاستيراد، وطالما ان الجنيه لا يلاحق الدولار فطبيعي ان يتحسن الجنيه تدريجيا…وصلت.
أما موضوع الدين العام الذي وصل لمعدل ورقم فلكي وغير مسبوق (نحو ١٠٥ مليار دولار دين خارجي ونحو ٣.٨ تريليون جنيه دين داخلي!!!) فهذا يستحق لقاء مباشر ان شاء الله…دمتم بالف خير وسعادة.
التعليقات