Site icon جريدة البيان

دكتور رضا عبد السلام يقدم خلاصة حل مافيا الدروس الخصوصيه

كتب: د\رضا عبد السلام وكيل كلية حقوق المنصوره ومحافظ الشرقيه السابق

الحلول الفاعلة لانقاذ مصر من غول الدروس الخصوصية: دعونا نتفق على بعض الحقائق المهمة قبل طرح الحلول واول تلك الحقائق ان من بين ملايين المعلمين على مستوى الحمهورية يستفيد فقط ما لا يزيد عن ١٥ الى ٢٠ الف معلم من مولد الدروس الخصوصية، الكارثة لم تعد تقتصر على المدارس، فمافيا الدروس الخصوصية في الجامعات اكثر شراهة، في المقابل تعاني ملايين الاسر من وطأة اعباءالدوس. ويكفي أن اشير هنا الى رقم تقديري، فمع افتراض ان لدينا بسنوات الثانوية العامة الثلاث نحو ٧٠٠ الف طالب، وان الطالب يتكبد شهريا ١٥٠ جنيها للمادة وانه يتلقى دروس في سبع مواد على مدى ١٠ اشهر يكون اجمالي ما يتكبده الوطن نحو ٧.٥ مليار جنيه، بالطبع نحن لم نحسب تكلفة دروس المرحلة الابتدائيةوالاعدادية، بل لم نحسب فاتورة دروس المرحلة الجامعية وهي اضعاف اضعاف مراحل ماقبل الجامعة، اي ان هذاالوطن المنكوب يتكبد سنويا مايزيد عن ٣٠ ميار جنيه، تذهب جميعها في جيوب قلة قليلة من المعلمين وممن دخلوا على المهنة. في ضوء هذه الارقام اعقد اننا نتفهم لماذا هذه المقاومة الشرسة من اصحاب المصالح. فالموضوع يستحق كل التضحيات، حتى ولو بالوطن او مستقبله. اذا، الازمة كبيرة، وعلاجها ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا اذا خلصت النوايا وفي نفس الوقت اتخذت الاجراءات الصارمة التي تصلح هذا الاعوحاج. المعلم يعاني براتبه المخجل، والاسرة تعاني من وطأة الدروس، والدولة تعاني من فراغ وخراب المدارس، وفي النهاية مخرجات ضعيفة المستوى، كل هذا بسب غياب الرؤية والخطوات الجادة نحو الاصلاح وفي نفس الوقت غياب دولة القانون والعين الحمراء. وبناء عليه مطلوب فورا اولا: ان ننظر لقضية التعليم كقضية امن قومي تستلزم الارتقاءبالمعلم ماديا وادبيا وتدريبيا وان يقدم مشروع تطوير التعليم على اي مشروع قومي اخر، فلن تحيا مصر الا بالتعليم الجاد والراقي. المعلم ثم المعلم، من خلال وضع ضوابط واضحة لزيادة رواتب العاملين بالتعليم، بحيث من يستوفي تلك الضوابط يسفيد بالراتب المتميز ثانيا: الشروع فورا قبل العام الدراسي القادم بازالة الحشو والنزول بالمقررات الى النصف كمرحلة اولى وبالتالى لا يستشعر الطالب بالعبء فيضطر للدروس، ثالثا: البدء فورا بوضع رؤية واضحة للتعليم في مصر بحيث نعرف مثلا بقدوم عام ٢٠٣٠ تكون مصر في الترتيب كذاعالميا في مجال التعليم ومخرجاته رابعا: الشروع فورا في منح المحافظين اختصاصات الوزراء على مستوى محافظاتهم بحيث يتمكن من التعامل الجاد والسريع مع مشكلات مدارسهم فأهل مكة ادرى بشعابها واقدر على عبورها بسلام خامسا: لابد من وضع ضوابط واضحة للمجموعات المدرسية للطلاب الذن يرغبون في الاستزادة، على ان يترك تنظيم هذا الامر لكل محافظ بالتعاون مع مديري الادارات التعليمية في كل محافظة حيت نضمن ان تكون وسيلة جذب لاطرد كما هوالحال الان. ساسا: لابد وان تعنى الدولة خلال الفترة القادمة بمدارس التعليم الفني، لان مستقبل وامل مصر ليس في كليات قمة او كليات قاع ولكن في عناصر العمل الماهر القادر على تسغيل المصانع والشركات، فالمصانع الوطنية حاليا تستقدم عمالة من الهند وبنجلاديش حاليا في حين يعاني الملايين من شباب مصر من كابوس البطالة!!! لا يكفي ان تكون هناك رغبة في احداث التغيير، ولكن ينبغي ان تكون هذه الرغبة مصحوبة بالقدرة على احداث التغيير. لابد لتحقيق المشار اليه اعلاه من اجراءات حازمة وكفاءات مؤهلة والا لن يتحقق التغيير المنشود. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

Exit mobile version