Site icon جريدة البيان

دكتور رضا عبدالسلام يكتب مُعلِمة الغش…مَن الجاني ومن المجني عليه؟!

دكتور رضا عبدالسلام

درضا عبدالسلام يكتب قرار تعويم الجنيه قرار متسرع

 

أبعدني المرض عنكم خلال الأسبوع المنقضي، والحمد لله تعافيت وأعاود رحلتي مع الحياة، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

تابعت خلال هذا الأسبوع أحداث وتريندات، مثل حرب صامويل إيتو، الذي يحب مصر ومحمد صلاح، والطفل ريان رحمه الله، وخروج معلمة من المدرسة في حماية سيارة الشرطة!!

لنتوقف مع معلمة الغش، خاصة وأننا صرنا ننجرف بسرعة وراء رأي واحد أو طرف واحد، وتحولنا الى قضاة بل جلادين وليست لدينا الحقيقة الكاملة.

بالقطع الغش جريمة، بل كارثة كبرى بل هي سر من أسرار تخلفنا، وعلينا أن نقر بهذه الحقيقة المُرة.

فالغش ليس فقط في التعليم والامتحانات، ولكنه الغش في كل شيء؛ في الغذاء في البيع في التعيينات في المناصب حتى في الجوائز وأسس منحها….الخ….هل ما نحن فيه من فراغ؟!

بالغش تُهدر الحقوق والحرمات ويتقدم البليد والمتسلق والمنافق والجاهل، يُدهَس الأكفاء والمجتهدين، وبالتالي هل يمكن أن يتقدم مجتمع بالغشاشين؟! بالطبع لا…مش محتاجة تفكير.

في هذه الواقعة تحديدا، نحن رأينا المشهد، ونقله موقع اليكتروني بصيغة معينة، ونحن سريعا انجررنا وراء عواطفنا رفضا لفكرة الغش، وتعاطفا مع المعلمة محاربة الغش، ولكن علينا في نفس الوقت ان نتمهل الى ان تكتمل الصورة لدينا.

فنحن في الجامعة في امتحانات بشكل شهري، وأرى المراقبين، منهم من لا يفعل شيء، بل يتطوع من نفسه لتشجيع الغش إما أملا في مصلحة أو اعتقادا منه أنه هكذا يُشفق على الطلاب (القلب الحِنين)!! وهو جاهل جهول.

وهناك على النقيض من ذلك من يُحوِل اللجنة إلى جحيم وحريق، بالصياح وربما الخناق مع الطلاب وبالتالي يشتت تفكيرهم ويصيبهم بالتوتر وربما الرعب، ويصل الأمر الى تشابك بين المراقب والطلاب…هذا أراه بشكل يومي بالجامعة.

لو طبقنا كلامنا أعلاه على معلمة الغش، فالحقيقة هي أننا ليست لدينا المعلومة الكاملة، فهل هي حقا ضحية أولياء أمور جهلاء حاولوا اجبارها على ترك الطلاب للغش؟! أم أن المعلمة حولت اللجنة لحريق، فتعذر عليها السيطرة على اللجنة وبالتالي حدث ما حدث؟!

وبناء عليه، ما أتمناه هو إجراء تحقيق عاجل وحاسم، إذا اثبتت أن أولياء الأمور حاولوا إجبار المعلمة على الغش، فالحل هو فصل ابنائهم من المدرسة، ليكونوا عِبرة لغيرهم ولتستقيم الامور ويتحقق الردع، أما إذا ثبت أن المعلمة هي من أشعل حريقا داخل اللجان، ولم تتمكن من السيطرة عليه، فهنا ينبغي حسابها هي الأخرى…فهناك شعرة دقيقة بين تحقيق الانضباط والنظام والجدية وبين الصراخ والحريق والتشتيت.

قليلون هم من يمتلكون تلك المهارة والقدرة على تحقيق الانضباط في اللجان وفي نفس الوقت ضمان الهدوء والانسياب وتحقيق الهدف وهو منع الغش.

وختاما، ليتنا نتمتع بذات الجرأة والشجاعة والجدية لوقف مهزلة الغش في كل شيء في حياتنا، فكل شيء من حولنا عماده الغش والكذب والنفاق والتسلق والتملق…إلا من رحم ربي…هذه حقيقة والحقيقة مرة، وقد اعتادت معكم على الصراحة.

لن يتقدم هذا الوطن إلا اذا نحينا الغشاشين من كل مكان ومن كل موقع ومن كل مؤسسة، عندها سنرى جمال مصر، وجمال مصر بالأكفاء والمبدعين…وهل تتقدم أمة بغير هؤلاء؟! دمتم سالمين غانمين.

Exit mobile version