هؤلاء يشكلون المثلث الذي يدير ويحكم الاقتصاد العالمي منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
المؤسسات الثلاث يهيمن عليها وعلى صناعة القرار فيها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، كانت وستظل تلك المؤسسات ادوات بيد تلك الدول الكبري في توجيه الاقتصاد العالمي والتحكم في الدول بما يخدم مصالح تلك الدول الكبرى.
القاسم المشترك بين تلك المؤسسات الثلاث هو أن شغلها الشاغل حث الدول على “التحرير” كالتحرر المالي والنقدي (صندوق النقد) او التحرر الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص وغل يد الدولة (البنك الدولي) او تحرير التجارة الخارجية (منظمة التجارة العالمية)!!!
كل مؤسسة من تلك المؤسسات لها دور محدد، وبمجموع أدور الثلاث منظمات لم يترك شيء، أي انها تهيمن على كل شيء:
* صندوق النقد شغلته النواحي المالية والنقدية وتوجيه الدول في هذين المجالين تحديدا، يوجه الدول في الشأن النقدي يعني يحثها على تحرير النقود او ما نسميه أسعار الصرف، زي ما حصل مع مصر في ٢٠١٦، لايمكن ان يحث الدول على تقييد او التحكم في سعر الصرف.
اما الشأن المالي فيقصد به المالية العامة للدولة، حيث يحث الصندوق الدول على خفض الإنفاق لخفض العجز، وخاصة ما تقدمه الدول من دعم…اي التحرر المالي والنقدي كما ذكرنا.
* أما البنك الدولي، فهو مشغول بحث الدول على التحرر الاقتصادي، وتشجيع القطاع الخاص والخصخصة…يعني الدولة تبقى زي حكم الكورة تحكم ولكن لا تلعب، تترك اللعب في السوق للقطاع الخاص، وطبعا القطاع الخاص ممكن يكون قطاع خاص وطني او اجنبي، خلي الناس تهيص وشركاتهم تتنفس.
* أما منظمة التجارة العالمية فحاليا بتضم ما يقرب من ١٦٠ دولة، بما فيها الصين اللي انضمت ليها عام ٢٠٠١. نشأت منظمة التجارة عام ١٩٩٥ كوريث شرعي للجات، اللي كانت نشأت مع البنك الدولي وصندوق النقد بعد الحرب العالمية الثانية.
منظمة التجارة العالمية نشأت بعد عقد اكثر من ٣٣ اتفاق عالمي في كل المجالات وهدفها واضح وهو حث الدول على تحرير التجارة، عايز تنضم لعائلة منظمة التجارة عليك تحرر تجارتك مع العالم والا فلن يتم قبولك…تعالى وانضم للعيلة واستفيد من ١٦٠ سوق هايكونوا مفتوحين أمامك، بشرط انك كمان تفتح!!
اذا، نلاحظ هنا ان المثلث (البنك والصندوق ومنظمة التجارة) هدفهم واحد وهو “التحرير ” ولكن كل في مجاله!!
لمصلحة مين بقى الشغل ده كله؟! هل لمصلحة الدول المتخلفة؟! بالطبع لا..
فقد عملت المنظمات الثلاث على مدار اكثر من ٦٠ عام على تجهيز الملعب الدولي للدول المتقدمة وشركاتها للاستمرار في نهب واستغلال الدول المتخلفة…
فالذي يتعذر الحصول عليه بالسلاح والاحتلال (موضة قديمة) سيسهل الحصول عليه بالاقتصاد وتركيع الدول…
ولهذا، كله (مثلث الرعب) يعمل ليل نهار لخدمة اللهو الخفي في الدول الغربية، وتحديدا الشركات متعددة الجنسيات، ومن ورائها اللوبي الصهيوني، لتستمر هيمنة الغرب على مقدرات الشرق…
ولهذا لم استغرب عندما سمعت شمعون بيريز رئيس إسرائيل الاسبق وهو يقول لم يعد يشغلنا شيء، فاسرائيل في كل مكان ونحن نهيمن وليس شرطا ان تكون السفينة ترفع علم بنما وهي في الحقيقة ملك لنا…فالصهيونية العالمية هي من يلعب خلف الستار ويشغل الصنايعية (مثل تلك المؤسسات) بل ورؤساء الدول الكبري لخدمة أغراضهم واحكام هيمنتهم على العالم….
التعليقات