✍️ دكتور رضا عبدالسلام
ليبيا في طريقها الى المجهول…نعم، وباختصار شديد، لأن الأكلة (لصوص الغرب والشرق) تداعوا على الفريسة، وهي بصراحة مغرية بل تستحق أو مشجعة للقناصين لسببين:
الأول: أنها مقطوعة الرأس، اما سوريا مثلا، ففيها بشار ونظامه، وإن كنا نرفضه كنظام مستبد، قاتل للحلم والأمل، وطارد للكفاءات، كغيره من الأنظمة المستبدة التي توشحت بها منطقة الظلام، ولكن على الأقل فيه رأس، حمت سوريا من التفتت، وربما ينصلح الحال في المستقبل القريب…ربما.
الثاني والأهم: أن ليبيا دولة غنية جدا، فهي تنام على سدس احتياطي العالم (المؤكد، والله اعلم بغير المؤكد) من النفط!!! وكذلك الغاز موجود بكميات مهولة قد يجعلها الأول عالميا، ومعادن متعددة، لشعب قليل السكان (يعني كنز علي بابا).
أبعد كل هذا تعجب يا غالي من تداعي المستعمرين القدامي والجدد على ليبيا؟! وحال ليبيا هنا ومستقبلها لن يختلف كثيرا عن حال العراق الممزق والمشتعل (بالدواعش وغيرهم) حتى لحظات كتابة هذا المقال!!
إذا يا عزيزي….ليبيا سبوبة زي الفل…ولا تحدثني عن قانون دولي او حقوق انسان أو حيوان!!!…القانون الدولي يطبق وقتما، وكيفما، وحيثما، وعلى من يريد واضعوه فرضه…فلا تهدر وقتي ووقتك!!
عايز تقنعني إن تركيا ولا فرنسا ولا إيطاليا ولا روسيا، ولا أبو الإنسانية ترامب، مشغولين بالحلم العربي أو الليبي؟!
ولا تناقشني ياغالي في أحقية مصر في حماية أمنها القومي، كجارة ملاصقة لليبيا، بحدود ١٢٠٠ كيلو متر!!!… على أن يبقى دور مصر محصور في حدود تأمين هذا الحق (أمنها القومي)، والذي لا يمكن أن ينازعها فيه أحد، وفي نفس الوقت حبذا لو بادرت الغالية مصر بدعوة الطرفين حفتر والجانب الأخر وغيرهم من الفرقاء الليبيين لحوار وطني حقيقي.
اذا…الحل واضح تماما، ولكن اذا وجدت الإرادة ووجد الانتماء الحق لليبيا وشعبها…نعم…
الحوار الليبي سيفسد كل مخططات لصوص الماضي والحاضر في الغرب وفي الشرق…فما حك جلدك مثل ظفرك…أفيقوا يرحمكم الله.
وهنا اتذكر المناضل عمر المختار، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، عندما قدم مصلحة الوطن على نفسه ووهب ليبيا حياته…
السؤال هنا…هل يعد المتصارعون في ليبيا أنفسهم لحجز مكان إلى جوار عمر المختار، ودخول التاريخ من أوسع أبوابه، أم أنهم سيهدروا وطنهم، ويلقى بهم في مذبلة التاريخ، فيخسروا انفسهم وتخسر ليبيا وشعبها بعد أن تتحول إلى مرتع لمرتزقة الغرب ودواعشهم!!!!
أتمنى أن يدرك المتصارعون، والذين يعتقدون جميعا بأن هدفهم الوطن، بأن أعداء الحلم الليبي هم المستفيد الأوحد من تلك الفرقة والانقسام…أحلم بخبر “مبادرة الحلم الليبي” من أي طرف للتفاوض، ويلبيها دون تردد موافقة الأطراف الأخرى ودون شروط مسبقة.
على أن يكون كل طرف على استعداد تام لتقديم تنازلات “من أجل وحدة ومستقبل ليبيا الجديدة”…فهل أنتم مؤهلون لخوض هذا الاختبار أم ستتغلب النعرات القبلية والضغوط الخارجية فتخسروا انفسكم ويخسر وطنكم؟!