دكتوره منى إبراهيم
استوقفني مشهد المحكمه في مسلسل ” ولاد ناس” وتذكرت نفس المشهد ونفس الاحداث للفنان أحمد زكي لرائعه عاطف الطيب فيلم ضد الحكومه وقد اختصم المحامي وزير المواصلات بصفته مسؤل عن حياة الناس وليس عامل التحويله واختصم وزير التعليم بصفته المسؤل الاول عن التعليم ورئيس الوزاره المسؤل مسؤليه مباشره عن اداء الحكومه
وصار السياق القانوني والدرامي في هذا الاتجاه بغض النظر عن تعاطي سائق الباص للمخدرات او اضطرابات ومشاجرات بين التلاميذ عند هذا الحد توقفنا وأصبح الفيلم من علامات وروائع السينما المصريه في ثمانيات القرن الماضي
ثم نخترق هذا الزمان وتعاد الاحداث بانقلاب حافله تنقل التلاميذ ويختلف مشهد المحاكمه والسياق القانوني وتُفجر مشكلات للطلبه واحوالهم الاسريه وطريقة تربيتهم ومدي بعد الاسره عن اولادها وكأن هؤلاء الاطفال والمراهقين خُلقوا ليعتنوا بأنفسهم ويديروا شئون حياتهم تخبط وعبث
لكن بنظره مستقبليه بعد عدة قرون هل تكرار انقلاب حافله تلاميذ ستتغير معها المعطيات والتكيف الزمني.
التركيز في دراما العقد الثالث من القرن الواحد وعشرين ابرز الخلل في طرق التربيه والبعد عن القيم
ولكي لا نتوه في دهاليز الصواب والخطأ علينا أن ندرك أن الاخلاق والتربيه معايير ثابته لا تتغير من وقت لاخر أو من غني وفقير فالتربيه ستظل دائما مسؤلية الاسره والمدرسه باعتبارها مؤسسه اجتماعيه وتربويه
وبما اننا وصلنا الي الحافه في تدني الاخلاق
وبنفس العباره قالها الفنان أحمد زكي ” كلنا فاسدون لا استثني احد ”
ردد بطل العمل الدرامي كلنا مهملين
واذا خترقنا الحاجز الزمني لبعد عقود مستقبليه ويتكرر نفس حادثة حافلة طلاب مدرسيه عن ماذا يكون التوجيه القانوني وماهي متغيرات الحياه المجهوله لنا
وهل ستغيب ثوابت التربيه والاخلاق الفطره التي خلقنا الله عليها فنظام الكون يعتدل بقانون الثواب والعقاب
التعليقات