السبت الموافق 26 - أبريل - 2025م

دراسة .. التكنولوجيا تساعد مرضى السكر على العودة لحياتهم الطبيعية

دراسة .. التكنولوجيا تساعد مرضى السكر على العودة لحياتهم الطبيعية

كشفت دراسة استقصائية شملت كافة أرجاء البلاد عن استخدامالحقن الطبية في المراتب الأربع الأولى ضمن قائمة أكبر المخاوف لدى سكان مصر

  • و قد قامخبراء الرعاية الصحية باعداد دراسة استقصائية توضح  الأثر النفسي الواقع على مرضى السكري الذين يتكبدون عناء تكرار الحقن يومياً، وأهمية الحاجة لإيجاد حلول بديلة.
  • وتسمح استخدام وسائل جديدة ، مثل العلاج بمضخة الأنسولين، لمرضى السّكّري بأن يخفّفوا من المضاعفات الحادّة والمزمنة للمرض.

 

يمثل الحقن المتكرر، والقلق بشأن نقص سكر الدم، وانعدام المرونة في النشاطات اليومية كالتمارين الرياضية والحمية الغذائية واقع الحال اليومي للعديد من 17% من المصريين الذين يعانون من مرض السكري،1 إلا أن التقدم التكنولوجي يبشر الآن بإمكانية رفع هذا الحمل الثقيل عن كاهل المرضى.

ويعتبر مجرد التفكير بالحقن الذاتي المتكرر أمراً في غاية الصعوبة حيث يحتاج المرضى المصابون بالسكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني الذي يعتمد على الأنسولين، لحقن أنفسهم بشكل منتظم بالأنسولين بغية التحكم بمستوى السكر في الدم نظراً لعدم قدرتهم على إفرازه بشكل طبيعي.

ويحتاج المرضى المصابون بالسكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني الذي يعتمد على الأنسولين، لحقن أنفسهم بشكل منتظم بالأنسولين بغية التحكم بمستوى السكر في الدم نظراً لعدم قدرتهم على إفرازه بشكل طبيعي. وبالنسبة للعديد من الناس، يمثل مجرد التفكير بالحقن الذاتي المتكرر أمراً في غاية الصعوبة.

وكشفت دراسة استقصائية  أطلقتها مؤخراً شركة ’ميدترونيك‘، الشركة الرائدة عالمياً في قطاع التقنيات الطبية، والمدرجة فيبورصة نيويورك تحت الرمز[NYSE:MDT]، أن مخاوف سكان دولة مصر من عناء الحقن اليومية تتجاوز مخاوفهم المتعلقة بالعناكب أو البرق أو الطيران أو إلقاء الخطابات أمام الحشود. وقدصنّف المشاركون في الدراسة،الذين طُلب منهم ترتيب عشرةأمور يعتري الناس الخوف منهاعادةً،الحقن في أعلى القائمة مع الخوف من أسماك القرش والأفاعي والمرتفعات.

وبهذا الصدد، أشارت الدكتورة عبير عاطف، أستاذة طب الأطفال في جامعة القاهرة، إلى أن نتائج الدراسة الاستقصائية لم تكن بالمفاجئة، وأن الحاجة للحقن الذاتي اليومي كانت بمثابة محنة لدى الكثير من مرضى السكري. وقالت: “يمكن للحقن قبل كل وجبة أن يشكل عبئاً نفسياً وجسدياً على كاهل المرضى بسبب الآلام المصاحبة. ومن الشائع جداً أن يقوم الأطفال والمراهقون بتفويت جرعة من الأنسولين لعدم قدرتهم على تحمل حقنة أخرى – وبطبيعة الحال يمكن لهذا الأمر أن يؤدي عواقب صحية وخيمة”.

وأضافت الدكتورة عبير: “يعد الخوف من حدوث حالات نقص سكر الدم مصدر قلق حقيقي بالنسبة للمرضى الذين يستخدمون الأنسولين، ويمكن أن يسبب هذا الأمر الكثير من القلق. ونقص سكر الدم هي الحالة التي ينخفض فيها السكر في الدم إلى مستويات متدنية للغاية، ويمكن أن تكون هذه الحالة واحدةً من أكثر جوانب العيش مع مرض السكري إخافةً، لأنها يمكن أن تؤدي إلى الارتباك، وعدم الاستجابة، وفقدان والوعي، والغيبوبة – وفي حالات نادرة – الوفاة”.

وأشارت الأبحاث إلى أن: في المتوسط، المصاب بالسكري سيشهد حالة انخفاض لسكر الدم أكثر من مرة واحدة كل أسبوعين. وبالإضافة إلى ذلك، سيشهد شخص واحد تقريباً من بين كل 14 من مرضى السكري الخاضعين للعلاج بالأنسولين واحدةً أو أكثر من نوبات نقص سكر الدم الحادة كل عام2.

وبدورها، أشارت الدكتورة منى عطية ،أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء بمستشفى جامعة القاهرة و رئيس اللجنة الخاصة بمرض السكر بالهيئة العامة للتأمين الصحى إلى أن تطور التكنولوجيا الطبية أدى إلى ابتكار حل علاجي بديل بالنسبة للمصابين بمرض السكري المعتمد على الأنسولين؛ وهو العلاج بمضخة الأنسولين الذي يقلل بشكل كبير من خطر حدوث حالات نقص سكر الدم وفي الوقت ذاته خفض عدد الحقن التي يحتاج المرضى لتحملها.

وقالت الأستاذة منى عطية : “يلغي العلاج بمضخة الأنسولين حاجة المرضى لحقن أنفسهم خلال اليوم ويوفر قدرةً أكبر على التحكم بمستوى السكر في الدم. وتعني السيطرة الأفضل قدرة المرضى على خفض مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل كالأضرار في العيون، والقلب، والكلى، والجهاز العصبي”.

وتعد مضخة الأنسولين جهازاً صغيراً بحجم الهاتف المحمول تقريباً يُوضَع خارج الجسم ويسرب الأنسولين إلى طبقة الدهون التي تقع تحت الجلد. ونظراً لكون مضخة الأنسولين تبقى متصلة بالجسم، من السهل زيادة وخفض كمية الأنسولين المسربة ببساطة عبر الضغط على بضعة أزرار. ويمكن أن يتم تعديل المضخة بشكل آني بحيث تسمح بممارسة التمارين الرياضية أو خلال اشتداد المرض أو لتسريب كميات صغيرة من الأنسولين لتغطية الوجبات والوجبات الخفيفة, ويمكن القيام بهذه الأمور بسهولة مع لمسة زر واحدة.

وبينت الأستاذة عطية أن المضخة، التي تتميز بقدرتها على مراقبة مستويات سكر الدم بصورة مستمرة، هي العلاج الوحيد الذي يتدخل تلقائياً عند انخفاض مستوى سكر الدم بشكل خطير، ويمنع حدوث حالات نقص سكر الدم، ويوفر الطمأنينة لمرضى السكري. وقالت: “إن العلاجات المتقدمة باستخدام مضخة الأنسولين هي أقرب المتوفر للحصول على بنكرياس صناعي”. والبنكرياس هو عضو في الجسم وعادةً ما تقع على عاتقه مسؤولية إفراز الأنسولين، ولا يعمل بشكل طبيعي عند مرضى السكري.

وأضافت الأستاذة عطية: “مع عيش الكثير من الناس في خوف دائم من حالات نقص سكر الدم، وإشارة حوالي نصف المرضى الخاضعين للعلاج بالحقن اليومية إلى معاناتهم من الكدمات، وإشارة أكثر من ثلثهم للمعاناة من الألم،3 تعد مضخة الأنسولين مغيراً لقواعد اللعبة في علاج مرض السكري”.

وأردفت الأستاذة عطية: “يميل الناس للاعتقاد بأن مضخة الأنسولين ستكون معقدة للغاية أو مكلفةً للغاية إلا أنها ليست كذلك. ووجد فيها المرضى الذين أعالجهم نظاماً سهل الاستخدام ويثبت هذا النظام كونه منهجاً علاجياً فعالاً من حيث التكاليف.

“وبالإضافة إلى ذلك، توفر مضخة الأنسولين قدراً كبيراً من المرونة لأنماط حياة المرضى، وتمنحهم حرية أكبر في تناول الطعام، والنوم، وممارسة التمارين الرياضية عندما يرغبون بحيث يكون لديهم الفرصة لعيش حياة طبيعية.

“ونظراً لكون مضخة الأنسولين تستخدم الأنسولين سريع المفعول، لا يحتاج المرضى لاتباع جدول زمني صارم لتناول الطعام، والقيام بالنشاطات، وحقن الأنسولين. وأود أن أشجع جميع المرضى بالسكري الذين يتكبدون عناء الحقن اليومية المتعددة على التحدث مع أخصائيي الرعاية الصحية لطلب المشورة بشأن الحلول البديلة”.

سارة ملش أم الطفلة لارا المصابة بالسكري والتي تبلغ من العمر 6 سنوات، قالت أن ابنتها اضطرت أن تتحمل 5 من الحقن يومياً قبل تحويلها للعلاج بمضخة الأنسولين.

وقالت سارة ملش “لم تتجاوز لارا الثالثة من عمرها عندما تم تشخيصها بمرض السكري من النوع الأول، لقد كان وقتا عصيباً بالنسبة لنا جميعاً. لقد كرهت ابنتي الحقن والانتباه الدائم لما أكلته أو كم من الوقت تلعب مع أصدقائها”.

وأضافت سارة ملش “ومنذ استخدام المضخة، كانت قادرةً على فعل ما يحلو لها كالأطفال الآخرين. وكأبوين، لم نعد في حالة خوف دائم من إصابتها بنوبات نقص سكر الدم خلال نومها لأننا نعلم تماماً أن المضخة تبقي مستويات السكر في دمها خاضعة للسيطرة. والحقيقة البسيطة تكمن في أن هذه المضخة حسنت حياة العائلة ككل”.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81289011
تصميم وتطوير