كتب:- وليدعبداللطيف
القى الشيخ نشأت زارع امام وخطيب مسجد سنفا التابع الى مركز ومدينة ميت غمر خطبة الجمعه اليوم بعنوان ” نعمة الرضا ” حيث قال “شاءت ارادة الله عز وجل ان تكون الدنيا دار عمل ودارتناقضات فيها الاخيار والاشراروالطائعين والعصاة وفيها الارهابيين والوطنيين لايكون فيها الانسان على حال واحد بل تتقلب احواله بين يسر وعسر وصحة ومرض وشدة وفرج وسراء وضراء وحزن وفرح وهذه هى طبيعة الحياة وسنن الكون على جميع البشر بلا استثناء ” .
وكانت نعمة الرضا من افضل النعم ومن اعلى درجات الايمان اذا تخلق بها الانسان لان الناس فى هذه الدنيا انواع هناك من يعيش فى سعة من الرزق ومالامدودا وبنين شهودا ويتقلب فى النعيم ومع ذلك لايلفته هذا النعيم على الشكر والرضا بهذا النعيم بل تجده ناقم متضجر يائس بائس .
وهناك انسان تدهمه المصائب والمحن والابتلاءات والضيق والشدة والعسر والباساء واذا بالايمان كيماويا يحولها الا رضا بما اصابه رغم انه فى وضع لايحسد عليه .
ولقد علمنا النبي ص الرضا فى كل الاحوال فى اليسر والعسر والشدة والفرج فقد مرت عليه ص كل الاحوال فكان راضيا فى كل وقت وكيف لا وهو الذى قال (( وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس )) . وقد قال له ربه (( ولسوف يعطيك ربك فترضى )) .
والرضا لايتنافى مع الاخذ بالاسباب فمطلوب من الانسان ان يبذل الاسباب والسنن ويستنفذ كل مافى طاقاته حتى لايكون مقصرا ويرضى بعد ذلك بما قسمه الله له .
والناس فى هذه الحياة لايخلون من المحن والابتلاءات وتقلبات الدنيا فلم ينجو انسان من نكبات الدنيا من موت ولد او والد او حادث او مصائب وزلازل الحياة اقتضت سنن الله فى خلقه ان تكون الدنيا دار بلاء لاننا لانعيش فى الجنة بل فى الدنيا ولمن لايعرف طبيعة الدنيا فليستمع الى هذه المقولة (( الطريق تعب فيه ادم وناح فيه نوح والقى فى النار ابراهيم وتعرض للذبح اسماعيل ونشر بالمنشار زكريا وذبح السيد الحصور يحيى )) من هؤلاء انهم صفوة الخلق من الانبياء والرسل ومع ذلك جرت عليهم الاسباب الدنيوية كما تجرى على باقى البشر.
قرات عن اسرة تعيش فى احد الاحياء الراقية تعيش فى ترف وسرف ونعم وبحبوحة فى الرزق ومع ذلك ليست سعيدة وكل حياتهم نكد وضجر مشاكلهم متى اغير السيارة واشترى اخر موديل ومتى اغير الشقة الى اوسع وكيف استزيد رصيدى فى البنوك وكانت حياتهم بؤسا وشقاء بسبب هذا الصراع المادى فارادوا عرض مشكلتهم على احد المصلحين لعله يجد لهم حلا للخروج من هذا الشقاء .
فقال لهم نعم عندى حل لمشكلتكم فاصطحب عدد من افراد هذه الاسرة المترفة الى احد الاحياء الشعبية والى مشهدا عمليا وطرق الباب فاذا اسرة كاملة تعيش فى غرفة واحدة ورب الاسرة مريض والزوجة تعمل فى عمل بسيط لكى تسد جوعة زوجها واولادهم يعيشون حياة الفقر والشده والحاجة والعوز فاخذوا درسا عمليا واقعيا ويقارنوا بينهم وبين تلك الاسرة المنكوبة .
وفى النهاية تناول قصة السيدة المصرية التى اعتدى عليها عددا من المتطرفين فكريا وعروها من ملابسها وقال نعتذر لهذه السيدة عن هؤلاء الذين اصابتهم الطائفية والعنصرية وقال هذه مشكلة فكرية وليست مشكلة اجتماعية وطالب بتطبيق القانون حتى لاتتكرر مثل هذه الحوادث الطائفية الخطيرة وهذه نتيجة تراكم موروثات طائفية تتنافى مع الف باء معايير انسانية اليوم .
التعليقات