خالد جزر.. يكتب: هذه هي حقيقة “جمعية من أجل مصر”
ترددت كثيرآ قبل كتاباتي هذا المقال، ولكنني شعرت إنه من المهنية أن أتكلم لأسطر هذه الكلمات وأعرضها علي حضراتكم.
البداية منذ قرابة العام:
“الفصل الأول” .. عندما شاهدت أحد نواب الزقازيق يعلن عبر صفحته الخاصة علي الفيس بوك، بأنه غدآ سوف يتواجد في شارع فاروق بنطاق حي أول ليقوم، بتغير لمبات أعمدة الإنارة لإضاءة ليد، وكذلك عمل فتحة دوران لتسهيل حركة المرور أمام السيارات، وتوزيع صناديق للقمامة علي أصحاب المحال التجاريه بذات المنطقة،.،.،وصولآ لطرح النائب دعوة عامه للشباب الذي يرغب في المشاركة من أبناء الحي عليه أن ينتظره بالمنطقة المحددة.
في حقيقة الأمر سعدت كثيرآ، وجاء قراري بأنني سوف أتواجد وأتابع، وانتظرت بالمكان المحدد، حتي وصل النائب مصحوبآ بدعم شبابي من الجنسين يرتدون تشيرتات بيضاء مكتوب عليها جمعية من أجل مصر، وانتابني الفضول واقتربت من الشباب أستمع لهم حتي لاحظت خلاف بين صفوفهم نتيجة تجاهل النائب لهم مهتمآ بالتقاط الصور الفوتغرافية، حتي حدثت مشادة كلامية بينه وبين أحد الشباب، وصلت للتعدي اللفظي بعض الشيء، وأستطاع العقلاء من الحضور إحتواء الموقف..
رغبة النائب في مصادرة المشهد لصالحه، لفت نظري وجعلني أترقب اكثر ف اكثر، و ماذا تعني جمعية من أجل مصر ومن وراء هذا التنظيم الذي يشبه تحركات “جماعة الإخوان الإرهابية” في جمعهم، وظلت التساؤلات تدور برأسي باحثآ عن إجابه لها، وحدث ماحدث من النائب خلال رحلته بشارع فاروق، مستغلآ الصلاحيات المتاحة بإسم الجمعية، ليقوم بتكسير جزء من البلدورات بشارع فاروق بحجة عمل فتحة دوران، مستغلآ حماسة الشباب المتواجد وأعطي لهم أمرآ بالتكسير دون الرجوع للمتخصصين، و المسؤولين التنفيذيين، وبالرغم من إعتراض الكثير من الأهالي علي هذة الفتحة وبالفعل تم التكسير بطريقة عشوائية، ليبدأ النائب في جزء أخر من المسرحية الهزلية ويقوم بتوزيع صناديق لجمع القمامة، وتم إلتقاط الصور الفوتغرافية بها ليفاجيء الأهالي بجمعها مرة أخري مع وعد من سيادة النائب بأعادتها في وقت لاحق!!
وأنتهت الحملة بعد أن إمتلاء الميموري كارت بالصور الحية بحسب الهدف المطلوب، وظلت أحداث هذا اليوم معلقه بذهني، وبعدها بساعات تمت دعوتي لحضور تدشين “جمعية من أجل مصر” بأحد القاعات الكبري بمحافظة الشرقية في حضور اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، واللواء الفاضل حسن سيف مدير الأمن السابق، ونواب البرلمان عن محافظة الشرقية، وشخصيات إعلامية مشهورة، ومجموعة كبيرة من شباب جامعة الزقازيق،
المشهد وكأنه مراسم إحتفال بداية مونديال عالمي، بطلها هنا النائب الذي يستقبل الضيوف، والكاميرات تلاحقة إينما وجد داخل القاعة، كل هذا وأنا أشاهد ليس أكثر، لتحدث المفاجئة بعرض فيلم تسجيلي موضحآ فاعليات شارع فاروق، وهنا كانت الكارثة، النائب جمل كل ماهو قبيح، و عرضه جاء مخالف للواقع.. هنا مهنيآ، وأخلاقيآ.. وجب علي أن أتكلم وكان ردي هو كتابة موضوع صحفي نشر بأكثر من جريدة، وموقع الكتروني، عرضت القضية بالصور وأراء الشارع من خلال فيديو مسجل مع الأهالي، والنتيجة جاءت مرضية جدآ وتم بالفعل تهميش النائب وكان الإنطباع الأول والحقيقة عن هذة الجمعية بأنها لا تقبل الخطأ وليس هناك نائب ولا دكتور ولا عقيد كبير علي الحساب..
“الفصل الثاني”: تلقيت مكالمة هاتفية من المنسق الإعلامي لجمعية من أجل مصر بالزقازيق، بأنني من ضمن مجموعة الصحفيين المدعوين للتعارف، لعرض أهداف الجمعية علي الإعلام.. وبالفعل ذهبت في اليوم المحدد لألتقي أنا وبعض الزملاء بشخصية جميلة جدآ، وهو “محمد الطوخي” الذي بدأ كلامة بأن هناك أخطاء حدثت، وبالفعل تم التعامل معها، مشيرآ بأنه يقبل النقد البناء، للوصول للهدف المنشود، ونظراته تتجه لي، وكأنه يقصد أن يقول رسالتك، وصلت وتم التعامل معها، زاد إحترامي لهذا الكيان بوجود شخصيات مثل هذا الرجل تقدر دور الإعلام، ولا تتكبر علي الحق، وأثناء الحوار مع الطوخي وفتح باب الأسئلة كان سؤالي له:
متي يعتذر “الطوخي” وينسحب من جمعية من أجل مصر؟ وهل هناك توقيت زمني محدد؟
إجابته جاءت صريحة.. معلنآ بأن مبادئ الجمعية قامت علي الخدمات الإجتماعية، وليس هناك أي أطماع سياسية، ولو شعرت بأنني لم احقق الهدف المنشود، خلال ال 5 شهور القادمين سوف أعتذر عن منصبي داخل الجمعية.. والمفاجأة إعلان “محمد الطوخي” إنسحابه في الوقت الذي كان قد التزم به فعليآ دون أن يبدي أسباب أو يعترضه أحد، الحقيقة الأخري زاد إحترامي لهذا الكيان أكثر ف أكثر..
“الفصل الثالث”: إنفتاح أكبر، ومشروعات أكثر، في ظل غياب الشباب، وكلمات غير موفقة..
لا يستطيع أن ينكر إلا جاحد الدور الخدمي التي تقدمه الجمعية وهذا إتضح جليآ من خلال تصريحات المنسق العام بالشرقية، عن أعداد الشنط الرمضانية الفاخرة التي تم توزيعها هذا العام، وأفرحتني نظرات الفقراء والثكالي لسعادتهم بمحتوياتها، كذلك رصيد الجمعية ببنك الدم، وطفرة صحية بإنشاء المستوصف الطبي الخيري بحي لم يلتفت له أحد من قبل لرعايته عزبة حسن صالح “شارع وادي النيل” وغيرها من المشروعات الحية، وانا لست مخول أو متحدث عنهم لسرد هذه الأعمال ولكنها ملموسة علي أرض الواقع و مرضية.
ولكن عتابي هنا غياب الشباب عن سابقه، و هذا لاحظته أثناء حفل الإفطار الجماعي للجمعية، وأفجعتني كلمة غير موفقة لأحد المسؤولين مادحآ فيها أعمال اللواء خالد سعيد وأخذ يردد عبارات توحي بنجاح البنية التحتية بربوع المحافظة سواء مياة شرب أو صرف صحي، أؤيد تقديم الشكر والعرفان لمحافظ الإقليم لحضوره ودعمه الخيري فعلآ ولكن بكلمات وعبارات أخري.. تتفق مع سياق الفاعليات المطروحة، أنت جمعية تقدم مساعدات وخدمات وأحيانآ همزة وصل بين مواطن ومسؤول، همك هنا وهدفك إرضاء الفقراء وليس التمجيد لسياسات أو مشروعات يراها البعض وهمية.
ليزيد المتحدث البله طين عندما ذكر بأن وراء الوصول لهذه الاعمال خمس أشخاص ذكرهم بالإسم، ولكن جاء إحترامي وتقديري حقيقة أخري عندما تحرك المنسق الإعلامي للجمعية مهرولآ إلية علي المنصة هامسآ له ببعض الكلمات، ليستجيب للرأي، و حاول من بعدها التعميم أثناء حديثة الغير موفق.
الخاتمة:
يري البعض بأن ظهور الحرس القديم واعتلاءه للمنصة هو عودة للنظام السابق، ولكن رأي هذا العمل قام ليعيد الثقة بين المواطن المطحون والدولة، واختيار بعض القيادات الحالية للجمعية بالشرقية يوحي بذلك، لهم أهداف أراها من وجهة نظري نبيلة، ولو خيل لك بأن الغرض من هذا العمل مطمع سياسي..
الدولة ليست عاجزة في أن تعلن عن تدشين حزب سياسي جديد، أو إعلانها صراحآ بدعم حزب بعينه، ولو حدث ذلك كن علي يقين لايقل عن 20 مليون مصري هيعلنوا إنضمامهم لهذا الحزب خلال ساعات لو ترغب الإدارة في ذلك لفعلة..
ولكن للأسف هذا ما حصدناه من ثورة يناير علي أرض الواقع في مصر.. “التخوين ثم الإتهامات ثم التشهير”،
علينا جميعآ أن نحسن النية، لتقوم الدولة، ولعل ما يقدمه مشروع الجمعية الآن بداية لإعادة الثقة كفانا تخوينآ لقد هرمنا.
التعليقات