_عالمي على حساب الكرامة!
_عندما يتحول المسرح إلى عرض ملابس داخلية!
_”شبكة نمبر وان”.. لا تصيد إلا السخرية
_”برا نمبر وان”.. حين تحوّل محمد رمضان إلى فقرة إثارة!
_”من مدفع رمضان إلى لانجيري نمبر وان”
بقلم/ خالد جزر
بينما كانت أنظار العالم تتجه إلى مهرجان كوتشيلا الموسيقي الشهير في الولايات المتحدة، فوجئ الجمهور العربي، والمصري على وجه الخصوص، بظهور مثير للجدل للفنان محمد رمضان، المعروف بلقبه الشهير “نمبر وان”، وذلك بإطلالة اعتبرها كثيرون تجاوزًا صريحًا لكل حدود الذوق العام، بل وحتى المنطق!
رمضان ظهر على خشبة المسرح مرتديًا شبكة ذهبية اللون، مفتوحة من جميع الاتجاهات، أقرب ما تكون لملابس راقصات الكباريهات في أفلام الأربعينات، ما أثار موجة عارمة من السخرية والانتقادات اللاذعة على منصات التواصل الاجتماعي.
من كوتشيلا إلى كاريكاتير بصري
بعض المتابعين لم يتمالكوا أنفسهم من التشبيه الصادم، إذ كتب أحدهم: “محمد رمضان يرتدي (برا) نسائيًا على طريقة فرساتشي… لكن دون فرساتشي!”
وقالت أخرى: “هو ده الفنان اللي بيغني عن الرجولة؟ اللبس لا يليق لا برجولة، ولا فَن، ولا حتى عرض مهرّج!”
المفارقة أن هذا الظهور جاء في واحدة من أكبر منصات الموسيقى عالميًا، وكان من المفترض أن يُبرز الفن العربي بصورة مشرّفة، لاسيما عندما رفع العلم المصري على خشبة المسرح.
وهنا يجب أن توجه الدولة رسالة واضحة بمنع هذا الابتذال، فلا يحق له استخدام رمز الوطنية – علم الدولة المصرية – بهذه الطريقة التي تُسيء للمشهد وترفض صورة الفن المصري الأصيل.
آراء السوشيال ميديا
ولم تكن الراقصة المعتزلة سما المصري بعيدة عن المشهد؛ فقد علّقت بطريقة ساخرة على ملابس رمضان قائلة: “أنا عندي أخو الطقم ده بس قطعتين… ده في الرقص روعة الروعة أحييييييه!” ثم أضافت في فيديو عبر صفحتها: “أنا لو عملت كده كان زمان البوكس تحت البيت!”
وسبق أن صرّحت أيضًا:
“أنا راقصة وعمري ما لبست كده، اللبس ده ميتلبسش لا في مسرح ولا في مول… ده شغل محلات لانجيري مش حفلات دولية!” وتابعت بسخرية:
“هو كده بيغني ولا بيعمل عرض أزياء لخط إنتاج (براهات) رجالي؟!”
رأي الدكتور رضا عبدالسلام
في إطار تعليقاته الساخرة التي لاقت تفاعلًا واسعًا، كتب الأستاذ الجامعي د. رضا عبدالسلام في منشور عبر صفحته: “خالص تهنئتي للماسونية العالمية!!!إذا كنت تبحث عن نموذج للمبتلين بالمال؛ ليس هناك أفضل من هذا النموذج….ولا حول ولا قوة إلا بالله! هذا هو الذي تم تقديمه ليكون قدوة ورمز لجيل… جيل الخراب والبلطجة والضياع… مستقبل الوطن!!! مستقبل مظلم إن شاء الله، وبعدين ما علاقة علم وشرف مصر بهذا المنظر المخجل والمهين!!!!!
هذه رسالة لكل من يهمه الأمر المسئولين، الأسر، الآباء والأمهات، الإعلام الهابط، المواقع الصفراء التي تتكسب من نشر وترويج هذا العك! شوية صبع مطلوب يتلموا بلا قرف. وسلامي لمدفع رمضان!!!! قال مدفع رمضان قال!!!!! منتهى الاستغباء والاستحمار!!!”
المفارقة بين العالمية والعشوائية
ودائمًا ما يبرر رمضان ملابسه في حفلاته بقوله إن هذا “ستايل عالمي”، وأنه يعكس حرية الفنان في التعبير عن نفسه، لكن الجمهور له رأي آخر: الحرية لا تعني الانفلات، والاختلاف لا يعني السقوط في فخ السخرية.
هناك فرق بين الجرأة الفنية والبجاحة على الذوق العام.
وإذا كان رمضان يبحث عن العالمية، فربما عليه أن يدرك أن العالم لا يحترم من يتخلى عن هويته من أجل لفت الانتباه، بل يحترم من يبدع داخل حدود ثقافته ويضيف إليها، لا من يبتذلها بملابس لا تصلح حتى لراقصة مغمورة في سهرة مشبوهة.
ختاما
قد يسقط الفنان في خطأ، وقد يصعد منه بتواضع وتصحيح المسار.. لكن إن سقط في “بئر الذهب اللامع” معتقدًا أنه نجم متوهّج، فقد يصحو على حقيقة أنه صار “تريندًا عابرًا”… لا يُؤخذ على محمل الجد.
والغريب أن نفس الفنان الذي قدّم خلال شهر رمضان الحالي برنامجًا إنسانيًا بعنوان “مدفع رمضان”، ولاقي قبولًا واسعًا بفضل رسائله المجتمعية البسيطة والمؤثرة، هو نفسه من قرر أن يخلع رداء الإنسان في القاهرة، ويرتدي شبكة الكباريه في كوتشيلا!
فهل كان ذلك هو محمد رمضان الحقيقي؟
أم أن غرور “نمبر وان” هو من اعتلى المسرح؟
الأكيد أنه – هذه المرة – لم يطلق مدفعًا للخير… بل أطلق رصاصة في قدم سمعته!
التعليقات