“خالد جزر”.. يكتب: إنقذوا فتاة زرعت الخير.. ولم تجني غير الشوك
فتاة لم يعرف الفرح لها طريق، عاشت عمرها كله في توتر بدون أمان ولا حتي راحة بال، عندما وصل عمرها لخمس سنوات وأخذ لسانها ينطق بالكلام شاء القدر أن تُحرم من أجمل، وأعز كلمة وهي “بابا” وتربة يتيمة الأب، وفي أحضان أمها نشأت، ولم يكن لهما دخل ثابت، ولا حتي معاش إستثنائي، وعلي قصرات الخبز، ومساعدات أهل الخير عاشوا 10 سنوات حتي أشتد عود الفتاة، ونزلت لسوق العمل تجدها مرة بائعة في محل، وأخري تنظم عيادة طبيب، ومع ذلك صممت الأم علي أن لا تترك الفتاة دراستها، وبالرغم من تفوقها في المراحل التعليمية ولكنها التحقت بالتعليم الفني لتحصل علي دبلوم الصنايع توفيرًا للمصروفات الباهظة التي يتكلفها الأهل في الثانوية العامة..
وعندما أكتمل رُشدها ووصلت لسن 18 عاما طرق العرسان الباب، وكالعادة محبي الخير تسابقوا علي تجهيز عروس يتمية، ولكن فرحة لم تكتمل استيقظت الأسرة البسيطة علي كابوس مرض الأم بالسرطان، وهنا تحملت الفتاة ما لا يتحمله بشر، فهي وحيدة دون أقارب فالأهل تائهون في أحوالهم، وصعوبات الحياة، والجيران ومحبي الخير ساعدوا بكل مالديهم من امكانيات في حدود طاقتهم، وما كان للفتاة إلا ان ضاعفت مجهودها، في الصباح تذهب لتعمل بمصنع ملابس جاهزة، وبعد فترة العصر تذهب لأحد العيادات الطبية الخاصة تمارس أعمال النظافة، وترتيب كشوفات المرضي، كل هذا الجهد ولم تستطيع ان تفي بتكاليف الأدوية، فالأم أمامها وحدها بالمنزل تعاني آلام المرض اللعين، والفتاة صاحبة الجسم النحيف في الشارع تجري هنا وهناك لتجمع بضع جنيهات، في محاولة للتخفيف عن أمها، وظل هذا الحال قرابة العامين.
وفجأة وبدون سابق إنذار تصاب الفتاة بانزلاق غضروفي نتيجة المجهود البدني المُكثف، وتطلب الأمر إجراء جراحة بسيطة، وبعدها راحة بالسرير لمدة شهر، ومن هنا اضطرت الفتاة ان تستدين الأموال عن طريق القروض الحسنة، مقابل التوقيع علي إيصالات أمانة لحفظ الحقوق، ليصل الدين ل 30 الف جنيه..
وفي اليوم التي أكملت فيه “عزة” عامها العشرين، تضاعفت أثار المرض علي والدتها لتتوفي داخل المستشفي الجامعي بالزقازيق، وتصبح الفتاة يتيمة الاب والأم وكل ميراثها دين متكالب عليها مع تهديد بالسجن، وألام مزمنة بالعمود الفقري.
وكأن الأحزان أقسمت أن لا تفارقها، وأصبحت الفتاة وحيدة بمنزل الجدة من الأم، حتي قررت عائلتها من الأب بيع مقتنيات ومحتويات البيت بحجة بأنه لا يصح أن تعيش بمفردها داخل المنزل، لتبدأ رحلة جديدة من الهموم، وبالفعل تم تسليم بيت من الطوب اللبني لأصحابه، وطوال ثلاث سنوات من بعد موت الأم حتي الأن، والفتاة لا تعرف للإستقرار باب.. تاره تستضيفها بنت عمتها، ومرة ببيت عمها، والجميع اتفق علي الهروب من مشاكلها..
“عزة” بالرغم من أنها تربت يتمية الأب بلا سند ولا أهل، ولكنها زرعت الخير مع أمها، وتحملت نفقات، ومتاعب مرضها بكل صلابة وقوة، وكان حصادها التهديد بالسجن، و ينتظرها مستقبل مُظلم، ومع ذلك تعيش حالة من الرضي لا يصل لها إلا أصحاب القلوب المؤمنة، وبالرغم الدموع التي تملاء عينيها، ووجهها الشاحب من الخوف والقلق، ولكن من نعمة الله عليها أنه وهبها وجه به قبول، وأبتسامة حزينة ولكن تملاءها أمل، بالرغم من أنها لا تملك بيت، وليس لها من الأمان، والاستقرار نصيب ..
وتختم “عزة” كلامها بحمد الله وتؤكد بعد أن تدخل الوسطاء والحكماء من الجيران، وأهل الخير وصل الدين الواجب سداده علي وجه السرعة ل 13 الف جنيه، وطلبت الفتاة من خلال منبري الإعلامي أن أخاطب اصحاب القلوب الرحيمة ومحبي الخير بالوقوف بجانبها في محنتها، وتوفير عمل شريف مناسب لها لكي تستطيع ان توفر مستلزماتها الضرورية التي تساعدها علي بدأ حياة كريمة مثل بنات جيلها، وكلها رجاء وأمل في التواصل معها علي رقم هاتفها المحمول 01274117245 وأتمني من الله سبحانه وتعالي أن تصل رسالتها لكل محبي الخير، والكرامة الإنسانية.