الإثنين الموافق 07 - أبريل - 2025م

خالد جزر.. يكتب: «هل يصبح الحلم حقيقة» ؟! 

خالد جزر.. يكتب: «هل يصبح الحلم حقيقة» ؟! 

في لحظات الأزمات الكبرى، تولد التحالفات التي تغيّر وجه التاريخ. واليوم، بينما تتعرض غزة لأبشع أشكال العدوان، يصبح السؤال المُلح: هل يمكن أن يتشكل “تحالف عربي لنصرة غزة”؟ تحالف حقيقي، لا يكتفي بالبيانات والاجتماعات، بل يتحرك بآليات واضحة للدفاع عن شعب أعزل يواجه الإبادة.

 

القاهرة.. وحدها في المشهد

 

 

منذ اللحظة الأولى، لم تتأخر مصر عن القيام بدورها، سياسيًا وإنسانيًا، فكان موقفها واضحًا وحاسمًا. فتحركت دبلوماسيًا لوقف العدوان، وفتحت معبر رفح أمام الجرحى والمساعدات، وسعت جاهدة لإقرار هدنة تحمي الأبرياء، ولم يقتصر الأمر على التحركات السياسية، بل خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحات غاية في الوضوح والخطورة، أكد فيها أن مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين، ولن تسمح بفرض أمر واقع جديد في القطاع، وأن المساس بالأمن القومي المصري خط أحمر..

 

لكن هل توقفت مصر عند هذا الحد؟ بالطبع لا.. فقد دعا الرئيس لقمة عربية لمناقشة الأزمة، لم يلبِ الكثيرون دعوتها، ليبقى السؤال: إلى متى ستظل القاهرة تتحمل عبء المواجهة وحدها؟

 

صوت الشعب المصري.. دويٌ سمعه العالم

 

لم تكن القيادة المصرية وحدها في المشهد، بل خرج الشعب المصري في مشاهد مشرفة، بمظاهرات ووقفات احتجاجية هزّت العالم، رافضة للعدوان على غزة، ومؤكدة على دعمها للقضية الفلسطينية. كانت رسالة واضحة بأن القضية ليست مجرد ملف سياسي، بل وجدان شعبي لا يمكن التنازل عنه.

 

ماذا لو اجتمع العرب في القاهرة؟

 

تخيل أن قادة الخليج اجتمعوا في القاهرة اليوم، ليس لمجرد المشاورات، بل لإعلان تحالف واضح المعالم، يضع خطوطًا حمراء أمام الاحتلال، ويؤكد أن الدم الفلسطيني ليس ملفًا هامشيًا، بل قضية وجودية للأمة بأكملها..

 

لو حدث ذلك، فماذا سيكون شكل هذا التحالف؟

 

دبلوماسيًا: تبنّي موقف عربي موحد في الأمم المتحدة، والضغط على القوى الكبرى لوقف دعمها للاحتلال.

 

اقتصاديًا: فرض قيود على الشركات الداعمة لإسرائيل، وإنشاء صندوق عربي لدعم غزة وإعادة الإعمار.

 

عسكريًا: تشكيل قوة ردع عربية لحماية المدنيين، ولو بالحد الأدنى من الدعم اللوجستي.

 

إعلاميًا: حشد الرأي العام العربي والعالمي، وفضح جرائم الاحتلال بمنصات إعلامية قوية.

 

من التمني إلى الفعل

 

السؤال الآن: هل يبقى هذا مجرد حلم، أم أن هناك إرادة سياسية قادرة على تحويله إلى واقع؟ التاريخ يخبرنا أن التحالفات تصنعها الأفعال لا الأمنيات،واليوم، غزة لا تحتاج بيانات جديدة، بل خطوات عملية تنقل العرب من خانة المتفرجين إلى صُنّاع الأحداث.

 

ربما يكون هذا التحالف بعيدًا الآن، لكن إذا وُجدت الإرادة، يمكن أن يصبح حقيقة. فهل نحن مستعدون لصناعة التاريخ، أم سنكتفي بتكرار مواقفنا السابقة؟

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80878332
تصميم وتطوير