خارطة الجماعات الإرهابية في مصر والعمليات التي قامت بها
1165 عملية في 3 سنوات وتضييق الخناق في سيناء دفع الجماعات الإرهابية إلى تغيير استراتيجيتها
تنظيم ولاية سيناء الأكثر شراسة والمرابطون وجند الخلافة وأنصار الشريعة يتمركزون في الصحراء الغربية
عماد عنان – تقى محمود
في الوقت الذي تقوم فيها القوات المسلحة بشن حرب ضد الإرهاب في سيناء “العملية الشاملة سيناء 2018” لتطهير هذه البقعة من أرض الوطن من دنس التطرف والجماعات المتشددة، ارتأت “البيان” أن تلقي الضوء على أبرز ملامح خارطة العمليات الإرهابية في هذه المنطقة بصفة خاصة ولكافة ربوع مصر عامة للوقوف على حجم التهديد الذي يواجه أرض الوطن من أكثر من اتجاه.
كشفت دراسة أعدها مركز الأهرام للدراسات والبحوث السياسية أنه في خلال السنوات الثلاث (2014/2015/2016) بلغت عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر حوالي (1165) عملية، تصدرها عام 2015 من حيث عدد العمليات والخسائر الناجمة عنها.
الدراسة وإن أشارت إلى تراجع منحى العمليات الإرهابية مع نهاية 2016 إلا أن الأمور تبدلت مرة أخرى مع بدايات هذا العام، حيث ارتفعت وتيرتها مرة أخرى بصورة أكثر شراسة خاصة مع التطور النوعي والحركي في فكر التنظيمات التي تقوم بهذه العمليات، والتي انتقلت من شمال سيناء إلى جنوبه، ومن الصحراء الشرقية إلى قلب القاهرة والدلتا ومنها إلى الصحراء الغربية.
ثم جاءت حادثة الواحات الأخيرة، الجمعة 20 أكتوبر الماضي، وهي الأشرس منذ 2013وحتى الآن، والتي أسفرت عن استشهاد 17 ضابطا ومجندًا، لتضع الجماعات الإرهابية تحت الأضواء مجددا للوقوف على نقاط تمركزها وأبرز الاستراتيجيات المتبعة.
وفي هذه الجولة تسعى “البيان” إلى كشف النقاب عن هذه الظاهرة ودراسة أسبابها وأبعادها في محاولة للإجابة عن كافة التساؤلات التي تدور في هذا الإطار، نسعى إلى رسم خارطة جغرافية للجماعات التكفيرية وأبرز سماتها والعمليات التي قامت بها منذ 2013 وحتى الآن.
سيناء
تعد منطقة سيناء لاسيما شمالها أكثر المناطق سخونة من حيث عدد العمليات الإرهابية التي تتم بداخلها طيلة العقود الماضية، إلا أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة تصدرت خارطة الإرهاب بصورة غير مسبوقة، إذ شهدت وحدها مايقرب من 88% من إجمالي العمليات التي تمت في جميع أرجاء مصر خلال السنوات الثلاث بحسب دراسة الأهرام.
ورغم تنوع الجماعات الإرهابية في هذه المساحة التي لا تتجاوز 27 كم2 تتمركز أنشطتها على وجه الخصوص في ثلاث مناطق رئيسية هي الشيخ زويد، رفح والعريش، إلا أن الواقع منها يشير إلى تنظيم ولاية سيناء الذي ينتمي أيديولوجيا إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ولاية سيناء
هو التنظيم الأكثر حضورًا في المشهد السيناوي على وجه الخصوص والمصري بصورة عامة، خرج للنور بعد أحداث 30يونيو، ليقدم نفسه في الثامن من يوليو 2014 من خلال عرض عسكري مسلح يضم عشر سيارات دفع رباعي، رافعين الرايات السوداء، بحوزتهم العديد من الأسلحة.
في البداية كان التنظيم منضويًا تحت لواء “أنصار بيت المقدس” التابع للقاعدة إلا أنه وبعد مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة “داعش” بات جزءًا منه، وتم تغيير اسمه إلى “ولاية سيناء”، معلنا سيناء إمارة إسلامية، ومن أبرز قياداته محمد أحمد علي الشهير بـ أبو أسامة المصري.
وخلال السنوات الثلاث الماضية تنامت القدرة العسكرية للتنظيم ليشكِّل أقوى تنظيم عسكري غير تابع للدولة في تاريخ مصر المعاصر، حتى إن تمت مقارنته بالجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي.
الاستراتيجية القتالية لولاية سيناء تجمع – وفق خبراء- بين ثلاثة أنواع من التكتيكات، الأول: يسمى تكتيك “إرهاب المدن”ويشمل بالأساس ضرب أهداف مدنيَّة سهلة داخل المدن عبر العبوات والمفخخات والانتحاريين وعمليات الاغتيال، الثاني: أما يسمى تكتيك “حروب المغاوير” أو “العصابات” ويشمل ذلك عمليات الكرّ والفرّ على أهداف عسكرية مع محاولة السيطرة على الأرض لفترة محدودة بتشكيلات قليلة العدد وخفيفة التسليح، مع تجنُّب مواجهة مباشرة طويلة أو متوسطة المدى مع قوات الجيش النظامي، الثالث: ويسمى تكتيك “القوات النظامية الخاصة” وفيه يتم استخدام خليط من المدفعية الثقيلة والخفيفة والصواريخ الموجَّهة وغير الموجهة والقنّاصة؛ لدعم تقدُّم أو انسحاب تشكيلات مشاة من عشرات أو مئات المسلحين. وقد استهدفت تلك التشكيلات -أحيانًا- السيطرة على قرى أو مدن بعينها، مثل ما حدث في مدينة الشيخ زويد في يوليو/تموز 2015، أو ما حدث في سبع قرى -على الأقل- جنوب الشيخ زويد قبل ذلك.
قام التنظيم بعشرات العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء أبرزها:
24 أكتوبر 2014 استهداف نقطة تفتيش للجيش في كرم القواديس
29 يناير 2015م استهداف نادي وفندق القوات المسلحة ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلا، وقد استشهد في الهجوم 32 عسكري ومدني
1 يوليو 2015.. شن سلسلة هجمات منسقة واسعة النطاق على نقاط تفتيش للجيش المصري ومركز شرطة الشيخ زويد استشهد فيها 50 شرطيًا على الأقل.
31 أكتوبر 2015، أعلن التنظيم مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء وخلفت ورائها ما يزيد عن مائتي قتيل غير طاقم الطائرة.
9 يناير 2017، شنت هجومًا على حاجز المطافي في حي المساعيد غربي مدينة العريش بشمال سيناء، مما أدي إلى استشهاد 13 من الشرطة المصرية.
7 يوليو 2017، استشهاد 23 من الجيش المصري، وإصابة 32 أخرين في هجمات بسيارات مفخخة لتنظيم الدولة الإسلامية على الكتيبة 103 صاعقة.
11 سبتمبر 2017، استشهاد 18 شرطيًا في هجوم على قافلة أمنية بمدينة العريش شمال سيناء.
تنظيم المرابطين
ينتمي تنظيميًا إلى “القاعدة” بعد انشقاقه عن تنظيم الدولة في أعقاب رفض مبايعته، يرأسه هشام عشماوي ضابط الصاعقة المصري السابق، والملقب بـ”أبي عمر المهاجر”، يتخذ من سيناء مقرًا لمعظم عناصر التنظيم وعملياته إلا أن نشاطه يتمدد بصورة كبيرة خارج سيناء.
كان التنظيم أبرز المتهمين في عدد من العمليات منها قضية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات بعد استهداف موكبه في يونيو 2015، كذلك محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية عرب شركس التي أُعدمت على خلفيتها الخلية التي تم القبض عليها، كما اتهم بأنه المخطط الأول والمشارك في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، في شهر يوليو 2014، وهي العملية التي استشهد فيها 22 مجندًا بالجيش، واتهم أيضًا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر 2015 من هذا العام بعد اقتحامها.
تنظيم الرايات السوداء
أعلن عن هذا التنظيم في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وينتمي فكريا إلى “القاعدة” مطالبًا فيما بعد بتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، يتمركز في منطقة الشيخ زويد ورفح والعريش، وتبلغ قوته القتالية قرابة 1000 عنصر بعضهم تلقى تدريباته القتالية خارج سيناء، يمتلكون عددًا من الأسلحة الثقيلة.
لهذا التنظيم عددا من القواعد العسكرية في معظم جبال سيناء الوعرة، ومن زعماءه محمد التيهي وأحمد عواد، وقام بعدد من العلميات المسلحة ضد بعض نقاط التفتيش والكمائن التابعة للجيش والشرطة فضلا عن استهداف عدد من المدنيين.
أجناد مصر
ينتمي تنظيميًا للفكر الداعشي، تأسس أواخر 2013،بقيادة مجد الدين المصري، يتخذ من سيناء مقر لمعظم عملياته، إلا أنه أعلن مسئوليته أكثر من مرة عن هجمات شنها ضد عناصر للأمن في القاهرة ومدن أخرى، منها تفجيرات ميدان النهضة، وجامعة القاهرة، وقسم شُرطة «الطالبية» بالجيزة، ومحطة مترو «البحوث»، فضلاً عن تفجيرات بـ«ميدان لبنان».
يتخذ من العداء لقوات الشرطة شعارًا له، داعيًا إلى قتالهم ومواجهتهم بشتى السبل، يمثل إسقاط نظام السيسي هدفًا رئيسيًا له، ويمتلك العديد من الأسلحة ولا يعتبر المسيحيين أعداء له.
جند الإسلام
تنظيم يتمركز في شمال سيناء، ينتمي أيديولوجيا لـ«القاعدة» وله عناصر تابعة لـ«حزب الله”، يستهدف تنفيذ مخططات التفجير بالمباني التابعة للجيش في سيناء ردا على القصف العشوائي الذي تقوم به قوات الأمن فضلا عن مطارداتهم لعناصره، بحسب تصريحات أحد قادة التنظيم.
قام هذا التنظيم بالعديد من عمليات التفجير إلا أنه لم يعلن عنها بشكل مباشر، وكان أول إعلان رسمي له عن إحدى عملياته كانت تفجير مبنى المخابرات برفح في سبتمبر 2013.
جماعة التوحيد والجهاد
من أقدم الجماعات في سيناء، تعود نشأتها في الأساس إلى العراق عام 1976 ثم انتقلت إلى فلسطين ومنه إلى مصر، أسست في سيناء عام 2002 على يد الطبيب خالد مساعد (لقى مصرعة في مواجهه أمنية)، تدين بالفكر التكفيري القائم على التوسع في عملية التكفير.
استهدفت عناصر هذا التنظيم بعض المناطق السياحية بمنطقة جنوب سيناء، خاصة تلك التي يتردد عليها سواح من إسرائيل (طابا/ شرم الشيخ/ دهب)، ومن أشهر قادة عناصر هذا التنظيم حالياً حمادة أبو شتية، وأبو منذر الشنقيتي والذي أصدر فتوى بتكفير الرئيس السابق محمد مرسي وحكم الإخوان.
أنصار الجهاد” و”الناجون من النار”
جماعتان تتبنيان الفكر التكفيري الجهادي، وكلاهما منشق من جماعة التوحيد والجهاد، تضم كل جماعة منهما ما يقرب من 800 عنصر مسلح، يمتلكون العديد من الأسلحة المتطورة، ويتمركزون في مناطق شمال سيناء، خاصة الشيخ زويد والعريش.
السلفية الجهادية
تنظيم جهادي يتبنى الفكر التكفيري، ينتمي فكريًا إلى التنظيم الأم في غزة بقيادة أبو الوليد المقدسي (هشام السعدني)، والذي لقي مصرعة مؤخرًا إثر إستهدافه من قبل قوات الاحتلال.
هذه الجماعة أعلنت عن نفسها في سيناء عام 2015 في أعقاب مقتل 6 من عناصرها في مواجهة مع القوات المسلحة خلال تنفيذ العملية “نسر” حيث صدر عنها بيانا أكدت من خلاله عزمها قتال الجيش في شمال سيناء، كما أصدر أحد قادتها، أحمد عشوش، فتوى بتكفير السيسي ونظامه.
أنصار جند الله وجيش الإسلام
تنظيمان فلسطينيان في الأساس، ولم يثبت لهما وجود داخل الأراضي المصرية، إلا أنه وُجّهت إليهما – أنصار جند الله- اتهامات كثيرة منها ارتكاب مذبحة الجنود في 2012، التى راح ضحيتها 17 شهيدا وقت الإفطار في رمضان عام 2012، لكنها تبقى اتهامات دون دليل حتى الآن.
التكفير والهجرة
من أقدم الجماعات في مصر، تبلورت أفكاره داخل السجون المصرية في أعقاب اعتقالات 1965، يتبنى الفكر القائم على التكفير، لديهم وبحسب بعض الإحصائيات ما يقرب من 700 عنصر من الجهاديين، ويعد من أخطر الجماعات في سيناء، كونه يعد الأب الروحي لمعظم التنظيمات الأصولية والجهادية.
مجلس شورى للمجاهدين
إحدى التنظيمات الجهادية، يضم تحت لواءه عددا من التنظيمات الفرعية الأخرى، بحيث يمثل كل تنظيم بأمير داخل المجلس، بهدف توحيد المجاهدين من ناحية والتنسيق عسكرياً في «العمليات» وترتيب الأولويات من ناحية أخرى، يضم حوالي 500 عنصر داخل سيناء وما يقرب من 1500 داخل غزة.
القاهرة والدلتا
رغم غيابها عن مسرح العمليات المسلحة لفترة من الفترات إلا أنها عادت بقوة في أعقاب استهداف بعض منشآتها الأمنية والدينية والمدنية بالقصف أو التفجير، سواء كان ذلك عن طريق جماعات مسلحة قادمة من سيناء أو بعض التنظيمات التي تم تدشينها داخل محافظات القاهرة الكبرى، والتي تتمحور في ثلاثة تنظيمات:
أنصار الشريعة
أحد التنظيمات التي خرجت من عباءة السلفية الجهادية وامتداد لأنصار الشريعة في اليمن وتونس وليبيا، أعلنت عن نفسها بصورة واضحة بعد 30 يونيو 2013، بزعامة القيادي الجهادي أحمد عشوش.
تنتمي أيديولوجيا إلى تنظيم القاعدة، وتسمى نفسها في مصر “أنصار الشريعة بأرض الكنانة” ، ولها عدة أفرع إقليميًا منهم فرع تونس بقيادة أو عياش، وفرعين في ليبيا أحدهما في مدينة بنغازي والآخر في سرت، هذا بخلاف فرعها في اليمن، وتتمركز معظم عملياتها في منطقة الدلتا.
أعلنت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مسئوليتها عن العديد من العمليات التي استهدفت عناصر من الجيش والشرطة، أبرزها استشهاد نحو 28 من أفراد وأمناء الشرطة في 3 محافظات هي الشرقية والجيزة وبني سويف.
العقاب الثوري
في مقطع فيديو لم تتجاوز مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة نُشر على موقع يوتيوب في 24 يناير 2015 بحلول الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير في مصر، كشفت حركة مسلحة عن نفسها تحت مسمى “العقاب الثوري” لا تنتمي إلى أي تنظيمات سياسية أو فكرية، رغم اتهامها بالانتماء لجماعة الإخوان.
عرفوا أنفسهم وفق المقطع المنشور باسم “شباب مصر الثورة الرافضين لكل أشكال الظلم والاستبداد واختطاف الوطن وما آلت إليه الثورة في مصر من تمكين لسلطة غاشمة هي امتداد لنظام المخلوع مبارك، أسالت الدماء، وأزهقت الأرواح، وأفقرت الشعب المصري”. كما جاء في هذا البيان تأكيد “أننا بعيدون كل البعد عن أي حسابات سياسية، ولن نخضع لأي مساومة، أو ابتزاز، أو إغراء، فليس لنا طريق إلا الطريق الثوري”.
وعن استراتيجية الحركة فكما جاء في بيانها التأسيسي أنها أنشئت “للتخلص من النظم الديكتاتورية والقمعية، التي تعمل على وأد الثورة وتوجيه بنادقها إلى صدور الثوار”، وتابع “لتكون تأسيسا جديدا للعمل الثوري الجاد والحقيقي لتخليص الوطن من المستبدين.. لقد سئمنا شعارات تكررت مرارا وتكرارا عن سلمية الثورة ضد سلطة مسلحة لا تفهم إلا لغة الرصاص، ولم نجد في العالم أجمع ثورات نجحت إلا إذا امتلكت قوة تحميها”
تتمحور عملياتها في القاهرة والجيزة والسادس من أكتوبر على وجه الخصوص، إلا أنه وبحسب موقعها الالكتروني لها فروع في 16 محافظة مصرية، كما أعلنت مسؤوليتها عن 29 هجومًا مسلحًا و69 تفجيرًا و24 هجوما، على كمائن مسلحة وعمليتي اغتيال.
ظهرت أول عملياتها المعلنة في لقطات تم تداولها لملثمين يطلقون الرصاص على كمين شرطة وأهدت الحركة العملية إلى روح شيماء الصباغ وسندس شهداء الذكرى الرابعة للثورة، ومن أشهر عملياتها استهداف فيلا الشيخ علي جمعة، وتفجير عبوات ناسفة أمام دار القضاء العالي، وفروع شركة موبينيل، ومطاعم كنتاكي، وتفجير أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي وإصابة مدير الأمن الوطني ببني سويف، ولم تعلن الحركة حتى الآن انتماءها لأي تنظيم دولي رغم ما تقوله السلطات المصرية بانتماءها أيديولوجيا لجماعة الإخوان المسلمين.
كتائب حلوان وخلية المرج
حركتان مسلحتان تأسستا عام 2014، استهدفتا عناصر الجيش والشرطة، ورغم قلة نشاطهما في الآونة الأخيرة، إلا أنهما ما بين الحين والآخر تطفيان على السطح بعملية هنا أو هناك، حتى وإن كانت على نطاق ضيق
كتائب حلوان تتمركز بحسب بيانها التأسيسي في جنوب القاهرة، وتستهدف عناصر الشرطة على وجه الخصوص، وتسمى الجيش بـ “جيش كامب ديفيد”، تنفي انتماءها لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنها انطلقت في نشأتها مما أسمته رفض “سلمية الإخوان”.
وجه لاعضائها عدد من التهم منها قتل قوات الشرطة بوحدة مرور حلوان وقتل والشروع فى قتل ضباط وافراد نقطة شرطة عين حلوان وقتل الضابط محمد رضا عبد الحكيم وأفراج قوات الشرطة المتمركزة بمركز شباب مدينة نصر بمحيط المدينة الجامعية والشروع فى استهداف 4 ضباط شرطة والمكلفين بحفظ الأمن بمنطقة عرب غنيم بحلون والشروع فى قتل فردى شرطة المكلفين بحفظ الأمن بنقطة شرطة عرب الوالدة وجريمة الشروع فى قتل كريم عماد الين عبد الرحمن الأعصر ضابط شرطة والقوة المرافقة له في الفترة من 2014 وحتى 2015.
اما خلية المرج، فتم تكوينه في منطقة المرج بالقاهرة، يستهدف أفراد من الشرطة، وغير معلوم انتماءاته التنظيمية أو الأيديولوجية، وفي ديسمبر الماضي تم تقديم 3 من عناصره للمحاكمة بتهمة تنظيم “كيان إرهابي”.
الصحراء الغربية وصعيد مصر
كانت لمحافظات صعيد مصر هي الأخرى نصيبًا من العلميات المسلحة لاسيما في العامين الأخيرين، خاصة بعد اتخاذ بعض الجماعات المسلحة من مدن الصعيد مناطق تمركز لها للقيام بأنشطتها في جنوب مصر والشريط الحدودي الملاصق لليبيا بدءا من الفيوم وحتى أسيوط، وتتركز أبرز تلك الجماعات في أربعة أسماء.
حركة حسم
وتسمى حركة سواعد مصر، وهي حركة مسلحة ظهرت للمرة الأولى في بلاغ عسكري يحمل (رقم 1) أعلنت فيه انطلاق عملياتها ضد ما وصفته بالاحتلال العسكري والمليشيات التابعة له وذلك في 16 يوليو 2016، حيث تبنت استشهاد رئيس مباحث مركز طامية بمحافظة الفيوم الرائد محمود عبد الحميد، وإصابة اثنين من مرافقيه.
الحركة تتخذ من الفيوم مقرًا لها، إلا أن عملياتها تتمدد خارج المحافظة، منها محاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة في الخامس من أغسطس 2016، الذي وصفته الحركة “بشيخ النفاق والفتنة النتن”، وأصيب أحد حراس المفتي خلال العملية بجروح طفيفة، حسب بيان وزارة الداخلية المصرية، كذلك محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان في 29 سبتمبر 2016 بواسطة سيارة ملغمة استهدفت موكبه بمنطقة التجمع الأول.
ونظرا لحداثة نشأتها ما زالت المعلومات شحيحة عن التوجهات الأيديولوجية والفكرية للقائمين على حركة حسم، هذا بخلاف حالة التخفي والسرية التي تكتنف أنشطتها ورجالها بحكم المواجهة القائمة بينها وبين النظام الحالي.
ورغم اتهام السلطات المصرية لجماعة الإخوان المسلمين بدعم الحركة والوقوف وراءها غير أن حسم لا تعترف بصلتها بالجماعة، وتنتهج أسلوبا مغايرا لما دأب قادة الإخوان على التأكيد عليه والتمسك به وهو الأسلوب السلمي، ونفت الجماعة أكثر من مرة تشكيلها أذرعا مسلحة في مصر.
حركة ثوار بني سويف
حركة مسلحة تأسست في 14 أغسطس عام 2014، تزامنا مع الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة والنهضة، وسميت نسبة إلى مدينة بني سويف بصعيد مصر، إلا أن نواتها الأولى عناصر من مدينة الفيوم.
تخصصت في البداية في ضرب محولات الكهرباء، إلا أنها أعلنت مسؤوليتها عن عدد من العمليات بمحيط بنى سويف مثل تفجير عبوة ناسفة بنادى القضاة ببنى سويف، واستهداف عدد من مراكز الشرطة، كما تراجعت عملياتها في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة كانت آخر عملياتها التي أعلنت عنها بحسب صفحتها الرسمية على الفيس بوك مقتل أمين الشرطة شعبان فتحي جمعة بمدينة ببا جنوب بني سويف، في مايو 2015
تنظيم المرابطين
أحد التنظيمات المنشقة عن تنظيم الدولة، إلا أنه ينتمي أيديولوجيا إلى “القاعدة” ويعد امتداد لتنظيم المرابطين الذي ينشط في شمال مالي والصحراء الكبرى، أسسه هشام عشماوي ضابط الصاعقة المصري السابق، والملقب بـ”أبي عمر المهاجر”، بالإضافة إلى خلية أخرى بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش.
يربط التنظيم علاقة قوية بالقاعدة في ليبيا والمغرب العربي عمومًا، وهي التي يتردد عشماوي عليها حتى الآن في درنة، والتي قيل أنه انتقل إليها بعد إصابته في اشتباكات مع قوات الجيش في مدينة السويس، إلا أن التنظيم وإن كان بدأ في أول الأمر في سيناء إلا أنه استقر بعد ذلك في الصحراء الغربية على الحدود الليبية، حيث تنشط عملياته الأخيرة، وهو أحد من تشار إليهم أصابع الاتهام حول حادثة الواحات الأخيرة.
كان التنظيم أبرز المتهمين في عدد من العمليات منها قضية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات بعد استهداف موكبه في يونيو 2015، كذلك محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية عرب شركس التي أُعدمت على خلفيتها الخلية التي تم القبض عليها، كما اتهم بأنه المخطط الأول والمشارك في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة، في شهر يوليو 2014، وهي العملية التي قتل فيها 22 مجندًا بالجيش، واتهم أيضًا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر 2015 من هذا العام بعد اقتحامها.
جند الخلافة
مجموعة مسلحة تنتمي تنظيميًا إلى الفكر الداعشي، حيث تعد أحد الجماعات المنبثقة عنه، ولا زالت ترتبط به بصورة كبيرة، في الوقت ذاته تربطها علاقات بالقاعدة في درنة الليبية إلا أن انتماءها لتنظيم الدولة أقوى وأشد.
يعد هذا التنظيم أحد البدائل القوية ميدانيًا لسد الفراغ الذي من الممكن أن يخلفه التضييق الأمني على التنظيم الأم في سيناء، ومن أبرز قادته عمرو سعد الذي يتولى مهام التجنيد والتدريب ويشارك بنفسه في تنفيذ العمليات، ومهاب مصطفى الذي يتولى مهام التمويل والتنسيق مع الجهات الداعمة بالخارج، وأيضا عزت محمد وهو بمثابة العقل المدبّر وقائد التنظيم الفعلي الذي يضم قرابة أربعين عضوا البعض منهم لا يزال هاربا.
في الآونة الأخيرة فرض جند الخلافة نفسه كأحد أنشط التنظيمات المسلحة في منطقة الصحراء الغربية، حيث قام بالعديد من العمليات في محافظات قنا والمنيا وأسيوط، كذلك استهدف كمين النقب بالوادي الجديد، بخلاف تورطه في تفجيرات الكنيسة البطرسية ومار جرجس ومار مرقس بالإسكندرية وطنطا، علاوة على أنه أحد من تشار أصابع الاتهام إليهم في حادثة الواحات الأخيرة
التعليقات