Site icon جريدة البيان

حمدي الطنطاوي يكتب : ( الباحثون عن الشو) .. والمرضي النفسيين .. ( لنا الله )

 

عندما تجد بعض المخلصين المحبين لبلدهم يتحركون لقضاء مصلحة عامة أو يسعون للصالح العام وقد يتعرضون لاذى اثناء سعيهم طيلة المشوار حتى ينجحوا ويصلون لنتيجة للصالح العام تفيد المجتمع الا أنه عند وصولهم للنتيجة والنجاح تجد فى اجتماعاتهم ينضم لهم افراد ليس غرضهم أى صالح عام هم فقط يأتون ليظهروا فى الكادر ولإلتقاط الصورة ليظهرون امام الناس أنهم هم السبب فى هذا النجاح وهم من فتحوا عكة وهم الناصر صلاح الدين وينشرون على صفحاتهم هذه الصور وينسبون الجهد لأنفسهم ويقولون صرفنا من مالنا الخاص ومنهم من قد ينفى تحرك غيره للصالح العام وينسب النجاح لنفسه فقط لأنه تربى واعتاد على ذلك أو قد يكون مصابا بمرض ” الـ أنا ” .
هناك فئة من هؤلاء المرضى لو كشفته ورفضت أن يشاركك العمل تجده يسعى لإسقاطك وإفشالك انت ومن يتحرك معك ويبث الفتن بينكم بل يسعى ليزج بكم فى مشاكل مع مسئولين أو جهات أخرى لأنه لا يهمه نجاح الشباب الذى يتحرك ولا يهمه مصلحة بلده وأهله كل هذا من وجهة نظره لا يساوى شئ فقط ما يهمه هو أن تسمح له بأخذ اللقطة والا ” يامعاكم … ياعليكم ” .

هذه الفئة انتشرت كثيرا فى مجتمعنا كانتشار النار فى الهشيم وهى فئة فيهم الفاسد والمنافق والطبال والدلدول والـ إمعة مصابين بمرض حب الظهور والشو الاعلامى وليس فى قلوبهم أى اخلاص لبلدهم ولا أهلهم هؤلاء يحتاجون لعلاج نفسى مؤكد وعلى الشباب إبعادهم ومواجهتهم عند حضورهم اى إجتماع للشباب المخلص المتحرك نحو الصالح العام لبلده وعلى المجتمع أن ينفرهم ويلفظهم حتى يعالجوا أنفسهم من هذا المرض اللعين الذي قد ينتشر ويصيب المجتمع والنشئ كله حتى لا يعتقد النشئ وشبابنا الصغار أن ما يفعله هؤلاء هو شئ طبيعى فيقلدوهم فينتشر هذا المرض ويصبح مجتمعنا مليئ بعديموا الضمير وعديموا الاخلاص بل مجتمع فاقد الاهلية .

يا سادة حب الظهور ومرضي الشو  ، آفة لها مظاهر عديدة ، فتري الشخص دائماً يطلب علي الدوام أن يبرز علي أنه أفضل الناس أو أنه أكثر عقلانية وتراه دائماً يطلب لنفسه القيادة في الأماكن البارزة ويشعر بداخله أنه في كل الاحوال أفضل الناس وتراه في النقاش مصراً علي رأيه لا يتنازل عنه أبداً وإن دخل في مرحلة من المراء والجدال وحتي لو ظهرت له من الآراء ما يدحض رأيه تراه يكابر عن قول الحق .

وهناك أسباب اخري تدفع الشخص الي محبة صفة الشو الاعلامي تجد أهمها فقدان البوصلة الحقيقية للهدف من الاعمال وهي ” إبتغاء وجه الله تعالي ” فنجد الفرد ينسي غاية العمل التي من المفترض السعي اليها لوجه الله فقط ، هؤلاء هم المرضي النفسيين الحقيقيين دائماً ما يبحثون لهم عن دور ، والغريب في الامر انك تجد ان الكثير منهم من بلغ من العمر أرزلة ولم يقدموا علي مدار تاريخهم شئ يذكر ، ولكن دائماً ما يسعون لمحاربة كل ما هو ناجح حتي يعوضون النقص بداخلهم ، ففاقد الشئ لا يعطيه ، فهم يعيشون دائماً علي أنقاض الآخرون ويركبون ( الموجة ) ويعيشون في وهم وسراب كبير ، حتما سيمضون وينتهون الي مزبلة التاريخ مهما خدعتهم أقوال المنافقون وتطبيل المطبلاتية .. عفانا الله واياكم من لعنة مرضي الشو وحب الظهور .. ( لنا الله ) !!

Exit mobile version