محمد عباس
رغم نشأته فى طبقة أرستقراطية، أو ما كان يُطلق عليها أسرة إقطاعية، على رأسها والده ” إبراهيم الديهي ” عمدة قرية الفرستق التابعة لمحافظة الغربية، والتى امتلكت معظم أراضى القرية، والخدم والأطيان قبل قرن من الزمن، لكنه دفع عمره فى فى سبيل تخليص مصر من الإحتلال.
ترك عبد المجيد بك بلدته وهو فى العقد الثالث من عمره، بصحبة شقيقه الأكبر ” إسماعيل ” متجها إلى مدينة طنطا، للتعلم فى المعهد الأحمدى الأزهرى، فى ظل الإحتلال البريطانى، ودعوات ثورة 1919.
ظل يهتف تحيا مصر حرة مستقلة، فى وجه الإنجليز، فاطلقوا عليه الرصاص، هكذا يقول نجل شقيقه إبراهيم إسماعيل الديهي 76 عاما، ويشير إن عمي ” عبد المجيد بك ” خرج بصحبة والدى من المعهد الأحمدى بشارع الجانبية بمدينة طنطا، فى ثورة 19، وعند وصولهم إلى شارع البحر، تلقى رصاصة غادرة من جندى إنجليزى استقرت فى صدره، أدت إلى استشهاده، وأصيب والدى بطلقتين إحداهما فى جانبه والأخرى فى ساقه اليمنى.
يتابع عندما وصل النبأ إلى جدى إبراهيم فى دوار العمدية، ساءت حالته النفسية، لا سيما وأنه كان يحب إبنه عبد المجيد، ويكره الإنجليز ودائم الحديث عن بطشهم وفسادهم، ما عرضه لسلب العمدية أكثر من مرة، ورغم ذلك قام جمال عبد الناصر بأخذ أراضينا بالقوة الجبرية، وحولنا من العز إلى الذل، وما تتبق من أملاكنا قمنا ببيعه حتى نعيش منه، وتركنا القرية.
ويوضح نجل شقيق شهيد ثورة 19 إننا دخلنا فى نزاع مع الخواجه الإنجليزى فليب براكيدس، ووكيله المصرى، وكان يريد نزع الدوار منا والاستيلاء عليه بزعم شرائه، ووجهنا ذلك بقوة قائلا؛ احنا كنا إقطاعيين لكن شرفاء ووطنيين وكنا بنكره الإنجليز، ورغم دا كله عبد الناصر خد أملاكنا وشردنا فى 52، وبعد ما حصل معانا كل دا دخلت مجند فى صفوف الجيش وشاركت فى حرب الإستنزاف ضد الصهاينة.
ويذكر مصطفى أمين فى كتابه أسرار ثورة 19، اسماء شهداء الثورة، وأشار إلى استشهاد عبد المجيد إبراهيم الديهي طالب بالمعهد الأحمدى فى 12 مارس عام 1919.
التعليقات