الأحد الموافق 13 - أبريل - 2025م

حكايات رمضانية”8″.. جمال عبد الحميد بين غدر الأهلي وسوء أخلاقياته 

حكايات رمضانية”8″.. جمال عبد الحميد بين غدر الأهلي وسوء أخلاقياته 

كتب/ طارق الفتياني

 

في الحلقة الثامنة من سلسلة “حكايات رمضانية” المستمرة معكم طوال شهر رمضان المبارك سنعرض لكم اليوم حكاية مختلفة نوعا ما عن باقي الحكايات التي سبقت وأن عرضناها من قبل وهي حكاية جمال عبد الحميد صاحب الرأس الذهبية.

مسيرته الكروية

بدأ حياته الكروية بنادي مصنع 54 ومنه انتقل للأهلي وعمره 19 عاما ثم شاهده هيديكوتى الخبير المجرى ومدرب الفريق الأول الأحمر في ذلك الوقت فأعجب به وضمه للفريق الأول وأصبح من الأساسيين خلال فترة قصيرة جدًا وسجل أهدافا مؤثرة أهمها في نهائى كأس مصر عام 1978 عندما حول هزيمة الأهلي 1 / 2 إلى فوز 4 / 2 على الزمالك في نهائي كأس مصر.

وحدثت أزمة كانت فارقة في حياة جمال عبدالحميد الكروية ففي يوم 10 أكتوبر من عام 1982 تعرض عبد الحميد للإصابة التي كانت كسر في الساق اليسرى لاصطدامه بزميله إكرامي خلال مران فريق الأهلي وتسببت الإصابة في ابتعاده عن الملاعب لفترة زادت عن عام وقام مسئولي النادي الأهلي بالاستغناء عنه بعد الشائعات التي طاردت جمال عبدالحميد في ذلك التوقيت بأن قدمه اليسرى أصبحت أقصر من اليمنى.

رفض جمال عبدالحميد الاستسلام للإحباط، خاصة أن عمره لم يكن قد تجاوز الـ24 عاما، ولكنه بالعزيمة والإصرار واجه ظروفه الصعبة، وجاء الفرج إلى اللاعب وهو اللعب للزمالك “حلمه القديم” ليستعيد نجوميته وبريقه تم وضع جمال تحت الاختبار ولعب الزمالك مباراة ودية أمام فريق الشركات وفاز الزمالك 6 – 0 وأحرز جمال ثلاثة أهداف ومن باب رد الجميل لم يحصل جمال على أي مليم نظير ارتداء الفانلة البيضاء.

وكان موسم 1983 \ 1984 هو أول مواسم جمال عبد الحميد مع نادي الزمالك وفاز الزمالك بدرع الدوري وكأس أفريقيا وأحرز جمال هدفين فقط لأنه كان يلعب في خط الوسط، وبعد هذا الموسم توالت الأحداث السعيدة على جمال، حيث أحرز 99 هدفا طوال مشواره في الدوري العام و16 هدفا في البطولات الأفريقية وأحرز لقب هداف الدوري موسم 1987-1988 كما أحرز 9 ألقاب مع نادي الزمالك.

قصة خلافة مع النادي الأهلي

من وجة نظر جمال عبد الحميد:

يقول جمال عبد الحميد: “في العاشر من أكتوبر عام 1982 وخلال إحدى الحصص التدريبية، أرسل مصطفى عبده عرضية لي، وأثناء محاولتي تسجيل هدف على الطائر، تدخل الحارس إكرامي الوحش تدخلًا عنيفًا على قدمي دون قصد منه، فتعرضت لكسر مضاعف في قصبة الرجل اليسرى، نُقلت إلى المستشفى على الفور وتم إجراء عملية سريعًا وتم تثبيت مسامير برجلي، وعندما سأل مسؤولو الأهلي الطبيب المعالج لي عن فترة الغياب وأخبرهم أنها تسعة أشهر، استغنوا عني”.

لم يكن الأمر مجرد استغناء من الأهلي على لاعب، إنما زعم عبد الحميد أنه كذلك لم يحصل على مستحقاته ولم يتكفل مسؤولو القلعة الحمراء بعلاجه: “جلست سنة كاملة أتكئ على عكاز، وكنت أمتلك سيارة قمت ببيعها، وكنت أساعد والدي في تجهيز إخوتي البنات ولم أعد أفعل، توقف كل شيء، حتى أن الأهلي أوقف راتبي وأضاع مستقبلي.

“قررت الذهاب لمقر النادي وبالفعل حجزت تذكرة درجة ثانية في أتوبيس، وجلست مع مدير الكرة آنذاك والذي لا أريد أن أذكر اسمه، وطلب منه الحصول على مبلغ مالي حتى أخلع المسامير من قدمي، لكنني فؤجئت برده أن الأهلي استغنى عني، قلت له لكنني أُصبت هنا، فقال موافقون على التكفل بعلاجك، إنما بشرط أن تعتزل ووقتها سنقيم لك مهرجان اعتزال ونمنحك مستحقاتك بعد يومين، بعدها لم استطع الرد عليه، فقد قتلني برده، وغادرت النادي”.

من وجة نظر محمد عباس:

يقول محمد عباس لاعب الأهلي في الثمانينات خلال حوار سابق له مع صحيفة “الوطن” المصرية: “في موسم 1981، قرر محمود الخطيب اصطحابي أنا وجمال عبد الحميد للخلود للنوم في منزله ليلة مواجهة المنصورة، من أجل مزيد من التركيز لنا، لكن فور أن خلد هو للنوم ولأن نومه ثقيل، تسللت أنا وعبد الحميد وخرجنا من المنزل للسهر في إحدى الملاهي الليلية أمام النادي الأهلي، وعند الساعة العاشرة مساءً تركني عبد الحميد وذهب لمقابلة أحد أصدقائه في الجيزة، لكن لسوء حظه التقطت له صورة رفقة إحدى الفتيات ووصلت لمجلس الإدارة، وقتها تم تغريمه ماليًا وصدور قرار الاستغناء عنه عبر منشور ورقي أمام الجميع”.

هذه التفاصيل التي قصها عباس وقعت قبل الإصابة القاسية لجمال عبد الحميد، فقد كان قرارًا معد مسبقًا، ولم يحدث للتهرب من مصاريف علاجه كما زعم.

من وجة نظر عدلي القيعي:

ويقول عدلي القيعي مدير التعاقدات الأسبق بالأهلي في هذا الصدد تفاصيل اكثر تؤيد صحة كلام عباس، حيث قال: “قبل إصابة جمال عبد الحميد، تعرض طه إسماعيل لنفس الإصابة وتكفل الأهلي بعلاجه، وكذلك تكفل بعلاج لاعبه المعار حسين أمين رغم أنه لم يصب بالأهلي والأمر نفسه حدث مع إسحاق أول وجيلبرتو، بجانب أن هناك مستندات تثبت حصول عبد الحميد على كافة مستحقاته.

“أما بالنسبة لسبب الرحيل فمدير الكرة وقتها قرر الاستغناء عن جمال، بسبب سلوكياته، لكن مدير الكرة المساعد طلب منحه فرصة كونه لاعبًا جيدًا ووضع تصرفاته تحت الملاحظة لفترة”.

القيعي تابع: “بعد أن أصيب جمال، نُقل إلى المستشفى وطلبت والدته المكوث معه، وبالفعل حجز لها مجلس الأهلي جناحًا بالمستشفى، وهذا طبيعي وليس منه من النادي على اللاعب، بل أن مجلس الإدارة منحه حقوقه كلاعب أساسي، فحصل على المكافآت وكأنه غير مصابًا، حتى أنه حصل على مكافأة قدرها 12600 جنيه بعد حصول الفريق على بطولة إفريقيا لأول مرة في تاريخه، رغم أنه كان مصابًا آنذاك”.

هناك نقطة فاصلة تسببت في اتخاذ مجلس القلعة الحمراء لقرار الاستغناء عن اللاعب نهائيًا، وهو ما لم يذكره نجم الزمالك الأسبق في أي من تصريحاته..

واستكمل “الطبيب المعالج لعبد الحميد وقتها أكد أن العلاج يحتاج لشهر ونصف، لكنه غاب لأشهر، كونه لم يكن ملتزمًا بالبرنامج المحدد له، فقرر محمود الجوهري؛ المدير الفني للمارد الأحمر آنذاك، استبعاده من معسكر الإعداد بألمانيا، وبعد أن عاد الفريق من الخارج، اجتمع مدير الكرة بجمال وأطلعه على التقارير السلوكية التي تدينه وطلب منه التعهد بالانتظام في المران والاستمرار بالأهلي، لكنه لم يحدث، بل أنه جلس واتفق مع مسؤولي الزمالك قبلها، ليقرر بعدها الأهلي الاستغناء عنه”.

ألقابه وانجازاته

ويكفي للهداف أنه حامل شارة كابتن منتخب مصر في مونديال إيطاليا 1990، بالإضافة لكونه أحد أفضل من لعب للأهلي والزمالك معا بنفس الإجادة، وإن كانت إنجازاته أكثر بالفانلة البيضاء، وهو واحد من أبرع هدافي مصر وفاز مع الزمالك بالدوري أربع مرات أعوام 84 و88 و92 و1993 وبكأس مصر عام 1988 وبكأس أفريقيا ثلاث مرات أعوام 84 و86 و1993 وبالبطولة الأفروآسيوية 1988، واختتم كل هذا العطاء بالمشاركة في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، وأعلن جمال عبدالحميد اعتزال اللعب عام 1993 إثر إصابة قاسية في أربطة الركبة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81014284
تصميم وتطوير